أكدت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة أمس، دعم الإمارات لإنشاء لجنة تحقيق مستقلة بشأن الوضع في أوكرانيا، لافتة إلى أن الصور الواردة من مدينة بوتشا الأوكرانية والمدن الأخرى صادمة. وقالت لانا نسيبة، في كلمة لها خلال جلسة لمجلس الأمن حول التطورات في أوكرانيا، إن الإمارات تدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء لجنة تحقيق مستقلة، مشيرة إلى أن التكنولوجيا زادت من نطاق انتشار المعلومات المغلوطة والخاطئة وترويج الإشاعات. وأضافت: «مع دخول الأزمة الأسبوع السادس، نعتقد أن التوصل لوقف إطلاق النار فوراً في أوكرانيا، سيكون خطوة أولى نحو السلام الشامل»، مشددة على ضرورة التأكد من الوقائع في أوكرانيا بشكل حيادي. ولفتت إلى الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، مؤكدة أن جولات المفاوضات الدائرة بين روسيا وأوكرانيا تطور إيجابي جداً، وأعربت عن أمل الإمارات في أن تثمر الجهود على طاولة المفاوضات إلى خفض فوري للتصعيد على الأرض، وحضت الدول الأخرى على دعم هذه الجهود. وحثت، في كلمتها، على حماية المدنيين في أوكرانيا والتعامل السريع مع إرسال المساعدات الإنسانية، داعية أطراف النزاع إلى «عدم المساس بالمواقع التراثية». وذكرت مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: «نشعر بالقلق بشأن تأثر الأمن الغذائي بسبب الحرب في أوكرانيا.. الوضع الإنساني يتدهور هناك». إلى ذلك، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس، أن الأزمة في أوكرانيا لديها تداعيات على 74 دولة نامية وتؤثر على 1.2 مليار شخص في العالم. وقال، في مستهلّ اجتماع لمجلس الأمن الدولي: «يشير تحليلنا إلى أن 74 دولة نامية يسكن فيها مجموع 1.2 مليار شخص، معرّضة، بشكل خاص، لارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والأسمدة». ولفتت المسؤولة عن إدارة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة روزماري ديكارلو، من جهتها، إلى «القلق العميق» للأمم المتحدة بشأن استخدام القنابل العنقودية في المناطق السكنية، مشيرة إلى أن هذه الأسلحة هي التي تتسبب في أكبر عدد من الضحايا المدنيين في الأزمة. من جانبه، أكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أمس، أن بلاده أجلت «600 ألف شخص» من أوكرانيا، ولم يذهبوا «بالإكراه أو يُرحّلوا» كما يقول الغرب. وقال: «لم نأتِ إلى أوكرانيا للاستيلاء على أراض»، رافضاً مجدداً الاتهامات الموجة إلى الجيش الروسي بارتكاب فظائع. واتهمت موسكو السلطات الأوكرانية بـ«فبركة» مقتل مدنيين في مدن عدة للتنديد بالكرملين. وقال نيبينزيا في مؤتمر صحفي أمس: «منذ البداية، كان من الواضح أن هذا ليس سوى استفزاز آخر يهدف إلى تشويه سمعة الجيش الروسي، وتجريده من إنسانيته وممارسة الضغط السياسي على روسيا». وأضاف أن الجيش الروسي لم يرتكب «فظائع قاسية ضد السكان المدنيين». وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمام الأمم المتحدة عبر الفيديو بعد ظهر أمس. وهذه المرة الأولى، بحسب الأمم المتحدة، التي يلقي فيها رئيس دولة في مواجهة عسكرية بخطاب عبر هذه التقنية أمام مجلس الأمن. وحضّ زيلينسكي الأمم المتحدة على التحرك «فوراً» لمواجهة الأعمال العسكرية التي ترتكبها روسيا في بلاده، وإلا فسيتعين على الأمم المتحدة «إغلاق أبوابها ببساطة». وقال جوتيريش، إن «الهجوم الروسي أدى أيضاً إلى نزوح أكثر من 10 ملايين شخص خلال شهر فقط، وهو أسرع حركة سكان قسرية منذ الحرب العالمية الثانية». من جنيف، لم يشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بعد زيارة سريعة إلى موسكو، إلى تقدم في مهمّته الرامية إلى التوصل «لوقف إطلاق نار إنساني». وقال إن «ماريوبول هي مركز الجحيم»، في وقت لا تزال القوات الروسية تحاصر هذه المدينة منذ أسابيع. وأشار إلى أنه التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه سيرغي فيرشينين، وكذلك نائب وزير الدفاع في لقاء منفصل. وأضاف: «وصفتُ إمكانيات تعزيز» التعاون القائم بين الأمم المتحدة وروسيا «عبر مشاركة مقترحات محددة لاستراحات عسكرية، يجري التفاهم عليها في اتفاق مشترك، بهدف السماح بإجلاء مدنيين وعبور المساعدات الأساسية بشكل آمن». وأوضح أن المسؤولين الروس أكدوا على «نيّتهم دراسة بعناية هذه الأفكار، وقد توافقنا على البقاء على اتصال وثيق»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
مشاركة :