بلاد الشرق ملهمة للحركة التشكيلية في الغرب

  • 4/6/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كانت بلاد الشرق وتفاصيلها البيئية والاجتماعية والحضارية ملهمة للمستشرقين من الفنانين سواء كانوا أدباء أو مصورين أو حتى فنانين تشكيليين، فحضرت بقوة في لوحاتهم ومنحوتاتهم، ووضعت لمساتها على تجاربهم الفنية. وعن ذلك يقول الفنان التشكيلي المصري مصطفى سليم إن بلاد الشرق غنية بـ“فنونها الأصيلة”، مؤكدا أن الغرب يقتبس فنونه من حضارات الشرق، ثم يعيد تصديرها إلى الشرق مرة أخرى، وأن الحضارات القديمة في بلاد الشرق هي “مصدر إلهام لفناني الغرب على مر الزمان”. وحول رؤيته للحركة التشكيلية المعاصرة ومدى التواصل بين فناني العرب والعالم، قال سليم إن الفنون التشكيلية استفادت من تحول العالم إلى قرية واحدة صغيرة، و”بات كل فنان يطلع على الإنتاج الإبداعي لفناني العالم أجمع، ويتابع تطورات الحركة الفنية أولا بأول”. مصطفى سليم: الحركة التشكيلية المصرية والعربية تبشر بالمزيد من الازدهار وأشار إلى أن هناك بلدانا عربية أحرزت تقدما في مجال الفنون التشكيلية مثل العراق وسوريا، حيث استفاد الفنانون هناك من التواصل والاحتكاك مع مدارس فنية عالمية، لافتا إلى أن الحركة التشكيلية في مصر والعالم العربي تشهد حراكا كبيرا وتنوعا في المدارس وتواصلا بين الأجيال الفنية المختلفة. وأوضح سليم أن انتشار كليات الفنون الجميلة في المحافظات المصرية ساهم في انتشار ثقافة الفنون البصرية، وظهور أجيال من الفنانين شاركوا في تحقيق المزيد من الثراء في الحركة التشكيلية المصرية. وأضاف أن حاضر الحركة التشكيلية المصرية والعربية الآن مبشر، وأن ذلك يمنح الأمل في أن يكون هناك المزيد من الحراك والثراء والازدهار التشكيلي المصري والعربي في المستقبل، خاصة وأن الكثير من الصناعات والتقنيات المتعلقة بالفنون التشكيلية تشهد تطورا يساعد كل فنان على ممارسة فنونه بطرق أكثر سهولة من السابق. ورأى سليم أن عمق الحضارة المصرية وبراعة فنونها القديمة هي “أمور ألقت بالمزيد من المسؤولية على الفنانين المعاصرين، الذين جاؤوا كامتداد لتلك الحضارة وما قدمته للعالم من فنون تمثل تراثا للإنسانية جمعاء”. وحول موضوعات أعماله الفنية، قال سليم إن المرأة هي أساس لوحاته، إلى جانب إعادة صياغة عناصر من الحياة اليومية تشكيليا، وذلك من خلال رؤيته لتطور الفن. أما عن رؤيته لمكانة المرأة في المشهد التشكيلي، أوضح سليم أن “المرأة أخذت المكانة اللائقة بها في عالم الفنون التشكيلية، وذلك برغم وجود ضغوط وصعوبات”، وأن ذلك ينطبق على الرجل أيضا، مشددا على أنه “لا فرق في الإبداع الفني سواء أبدعه رجل أو أبدعته امرأة”. المحرك الأساسي للرسم لدى مصطفى سليم هو الشغف، فهو يرسم حين يكون هناك محرك بصري في المقام الأول وأضاف أن هناك الكثير من الوجوه الفنية عربيا وعالميا من الفنانات القديرات عبر العصور المختلفة، مثل فريدة كاهلو وجاذبية سري ومارجو فيون ومارغريت نخلة وسيسلي براون وغيرهن من المبدعات. وحول أهم المحطات في تجربته الفنية، قال سليم إن تجربته مع الفنون التشكيلية بدأت مع دراسته الجامعية، حين التحق بكلية الفنون الجميلة ودرس فن الغرافيك، كما تعرف على الفن بشكل حقيقي، مشيرا إلى أنه أثناء تعلم الرسم الأكاديمي، كانت ميول خطوطه “تذهب بالتعبير لأبعد من الكلاسيكية”. وكشف التشكيلي المصري أنه بعد أن انخرط في الحركة الفنية وجرى اقتناء أعماله مبكرا من قبل مؤسسات فنية فاعلة مثل متحف الفن الحديث، توقف عن إقامة المعارض لمدة خمس سنوات، ثم عاد ليمارس فن التصوير مستخدما ألوانا مائية وباستيل وزيتا وتوالت معارضه التي استخدم فيها خامة الأكريليك. وأضاف أنه مع استخدامه لضربات الفرشاة الواضحة اتجه أسلوبه إلى “التأثيرية” ثم “التعبيرية” مستخدما البورتريه، مؤكدا على أن المحرك الأساسي للرسم لديه هو الشغف، وأنه يرسم حين يكون هناك محرك بصري في المقام الأول. ويذكر أن الفنان التشكيلي المصري مصطفى سليم من مواليد القاهرة عام 1981 تأثر بتجربة الفنان سمير فؤاد وفرانسيكو جويا وبيكاسو، وأغلب رسوماته تصنّف ضمن المدرسة التأثيرية التعبيرية وأحيانا التكعيبية. وشارك الفنان في العديد من الملتقيات والمعارض التشكيلية الجماعية في مصر وألمانيا والولايات المتحدة وكينيا، كما أقام عددا من المعارض الفنية الخاصة، هي “حيواذات”، و”حد فينا”، و”بنت امبارح”، و”ميلودونيا”، و”امرأة على طبق”.

مشاركة :