الإنجاز الأوروبي طوق نجاة أنشيلوتي للبقاء مع ريال مدريد

  • 4/6/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تنطلق الأربعاء المواجهة بين تشيلسي الإنجليزي حامل لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم وريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب (13)، عندما يلتقيان في لندن في ذهاب الدور ربع نهائي المسابقة القارية. ويعرف المدرب كارلو أنشيلوتي أكثر من أيّ شخص آخر، مدى السرعة التي يمكن أن تتغير فيها الأمور في ريال مدريد. وبعد قلب الطاولة على باريس سان جرمان الفرنسي، كان ريال مدريد مبتهجا لأسباب عدة: هزيمة أحد أندية النخبة الأوروبية، إذلال منافس اقتصادي، تحييد الأرجنتيني ليونيل ميسي، وإقناع كيليان مبابي بجدوى الانتقال، كما يعتقد الكثيرون. وكان النادي الملكي على وشك حسم لقب الدوري الإسباني، وفجأة بات منافسا مرشحا لدوري أبطال أوروبا. وبعد ثلاثة أسابيع، لا يزال التقدم في الدوري على حاله بفضل الفوز الهزيل وإن كان جيدا معنويا، على سيلتا فيغو السبت. وقد تكون نتيجة هذه المواجهة حاسمة حيال ما إذا كان سيواصل الإيطالي أنشيلوتي تدريب ريال مدريد الموسم المقبل من عدمه. ذلك لأن خسارة الكلاسيكو المذلة على أرضه أمام برشلونة كانت لها مفاعيلها. فتخيّل أن ثمانية أشهر من العمل والمجهود المثيرين، يمكن أن تمحى بشكل شبه تام في 90 دقيقة كارثية. كان أنشيلوتي عرضة لانتقادات بسبب أسلوب الفريق في الهجمات المرتدة وافتقاره إلى التناوب، خصوصا كيفية الهزيمة أمام سان جرمان في مباراة الذهاب. لكن الحفاظ على صدارة الدوري حال دون قطع الشك. الخسارة برباعية نظيفة أمام برشلونة وعلى ملعب سانتياغو بيرنابيو أعادت الشكوك إلى الواجهة، لأسباب ليس أقلها أن تلك النتيجة كانت بمثابة تحذير لما قد يأتي. والتقى رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بأنشيلوتي خلال فترة التوقف الدولي، وبينما طمأن بيريز أنشيلوتي بأن مستقبله آمن، كانت الحاجة كبيرة إلى إجراء محادثات. موسم مضطرب لحظة فارقة لحظة فارقة عندما أُقيل أنشيلوتي من ريال مدريد في العام 2015، بعد عام من فوزه بدوري أبطال أوروبا، أقرّ لاحقا بأن اللحظة التي قيل له فيها إنه سيلتقي بيريز، كانت حينها عندما علم للمرة الأولى أن أيامه أصبحت معدودة. يجب أن يكون الأداء الإيجابي كافيا لإقناع بيريز بأن أنشيلوتي يستحق موسما ثانيا، خصوصا مع توقع انضمام مبابي في الصيف. ولدى أنشيلوتي سجل حافل في انتزاع الأفضل من أفضل اللاعبين. كان عمله مع البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي يلعب حاليا في مركز مبابي، تحولا كبيرا. لكن الهزيمة ستجعل أنشيلوتي معرضا للخطر، وستجتمع خسارة الكلاسيكو في الوقت الذي يسعى فيه منتقدوه لإسقاطه. وعليه، فهو يعرف أنّ لا هامش للخطأ. الأداء الإيجابي يجب أن يكون كافيا لإقناع بيريز بأن أنشيلوتي يستحق موسما ثانيا خصوصا مع توقع انضمام مبابي في الطرف الآخر يعيش تشيلسي موسما مضطربا، نتيجة العقوبات المالية المفروضة عليه وعلى مالكه الملياردير رومان أبراموفيتش من الحكومة البريطانية التي تعتبره مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وبالرغم من القيود المفروضة على نادي غرب لندن، يحاول البقاء بمزاج جيد على حدّ تعبير مدربه الألماني توماس توخيل. وفيما تخطى ليل الفرنسي في ثمن النهائي بفوزه ذهابا وإيابا (2 – 0 و2 – 1)، واستمراره في المنافسة على مقعد مؤهل إلى دوري الأبطال حيث يحتل المركز الثالث راهنا في الدوري الإنجليزي ولو بفارق كبير عن مانشستر سيتي المتصدر، إلا أن مواجهته المقبلة ستكون عالية المخاطر أمام متصدر الدوري الإسباني، خصوصا بعد خسارته القاسية والمفاجئة في البريميرليغ أخيرا أمام ضيفه برنتفورد 1 – 4 الذي تغلب عليه للمرة الأولى منذ 1939! وحاول توخيل التخفيف من وقع الخسارة ضد برنتفورد "بعد عدة انتصارات، لن أخوض الدراما. لماذا نقوم بذلك؟". فطالب لاعبيه بالرد أمام الريال لذلك "يصعب تقبّل ذلك لأنه غير اعتيادي. هذا ملخص لأحداث غريبة لكن يتوقف علينا (معالجة الأمر) وهذه غلطتنا". وتابع "سنبحث بعمق أسباب حدوث ذلك. سنحلل ونهضم الأمور. لا شيء غير ذلك". سيناريو مماثل عاشه تشيلسي الموسم الماضي في الأسبوع عينه، عندما خسر على أرضه أمام وست بروميتش ألبيون الذي هبط لاحقا 2 - 5، فكان جرس إنذار قبل فوزه خارج أرضه على بورتو البرتغالي في ربع نهائي دوري الأبطال. اختصاصي رقم 1 جيل متحفز جيل متحفز للألقاب أعاد توخيل إحياء البلوز وقاده إلى اللقب على حساب مواطنه مانشستر سيتي الذي كان مرشّحا للتتويج. وبعدما ترك أمثال الإيطالي جورجينيو، ريس جيمس والكرواتي ماتيو كوفاتشيتش على مقاعد البدلاء، من المتوقع أن يجري المدرب السابق لباريس سان جرمان الفرنسي تغييرات على تشكيلته أمام الريال. يبدو بايرن ميونخ مرشحا لتخطي فياريال الإسباني، حامل لقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، عندما يحلّ عليه ذهابا. لكن بالرغم من القوة الهجومية الضاربة مع الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، يتعين على بطل أوروبا ست مرات آخرها في 2020، الحذر من "الغواصة الصفراء" مع مدربها الخبير في البطولات القارية أوناي إيمري. وقال إيمري الذي أحرز لقب الدوري الأوروبي ثلاث مرات مع إشبيلية الإسباني والنسخة الماضية مع فياريال مانحا إياه أوّل لقب كبير "لا أفكر في النهائي" معتبرا أنّ تركيزه ينصب على مواجهتي بايرن. وأضاف ابن الخمسين عاما الذي قاد فياريال إلى ربع النهائي لأول مرة منذ 2009 "لا أعرف أين يقام النهائي. لا أعرف أين أُقيم نهائي يوروبا ليغ الموسم الماضي، لأنه أصبح من الماضي. أحاول التغلب على من يوجد أمامي. حاليا هو البايرن. لا أفكر سوى في مباراتي البايرن". وتابع المدرب الذي أقصى يوفنتوس الإيطالي في ثمن النهائي (1 - 1 و3 - 0) "البايرن يختلف عن يوفنتوس.. تكتيكيا يجب القيام بأمور مختلفة. نحن قادرون ونملك فرص الفوز". في المقابل، رأى مدرب البايرن يوليان ناغلسمان “فياريال حامل لقب الدوري الأوروبي. يملكون مدربا خبيرا إضافة إلى أسلوب لعب واضح. الفوز على يوفنتوس 3 - 0 ليس صدفة".

مشاركة :