موسكو - الوكالات: اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أمس السلطات الأوكرانية بالوقوف وراء «الاستفزازات السافرة» في مدينة بوتشا، كما أفاد الكرملين. وأصدر الكرملين بيانا جاء فيه «أطلع فلاديمير بوتين (أوربان) على الوضع فيما يتعلق بالمحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني وقدم أيضا تقييمه المبدئي للاستفزازات السافرة لنظام كييف في مدينة بوتشا»، في أول رد فعل من الرئيس الروسي على هذه القضية التي تثير استياء دوليا. وقبل بوتين، نفى مسؤولون روس آخرون قيام قوات موسكو بانتهاكات في بوتشا، ووصف الكرملين صور الجثث المنتشرة في شوارع هذه المدينة التي بثتها وسائل الإعلام منذ نهاية الأسبوع الماضي بأنها «مفبركة». أمس، اتهمت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية «بإصدار حكم إدانة بحق بلدنا بدون أن تحاول حتى التحقق من أي شيء». وأضافت: ان «هذا التزوير الإجرامي تم تلفيقه لتبرير الحزمة التالية من العقوبات» ضد موسكو، معتبرة أن وسائل الإعلام الغربية «متواطئة» في انتهاكات بوتشا. وأشارت إلى أن الجانب الأوكراني إما أعدم مدنيين في هذه المدينة واما نقل الجثامين إلى هناك بغرض تصوير مشاهد. يذكر أن الصور والمشاهد التي طفت من بلدات شمالي أوكرانيا، لاسيما بوتشا، كانت أثارت انتقادات دولية عدة، لاسيما بعد اتهام كييف القوات الروسية بارتكاب «مجازر»، وفق وصفها. وقد دفعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسلوفينيا إلى طرد عشرات الدبلوماسيين الروس بل المئات، خلال اليومين الماضيين (4 و5 أبريل 2022). إلى ذلك، توعد الغرب بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو وسياسييها وعائلاتهم، بعد العثور على عشرات الجثث في ثياب مدنية في بوتشا. في المقابل، نفت روسيا «نفيا قاطعا» تورطها في مثل تلك الجرائم، منددةً بصور مفبركة تهدف إلى تشويه سمعتها وصيت الجنود الروس. كما أكدت أن طرد دبلوماسييها لن يمر مرور الكرام، وسيرد عليه بالمثل. يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير، اصطفت الدول الغربية إلى جانب كييف داعمة إياها بالسلاح والمساعدات، وفرضت آلاف العقوبات الموجعة على موسكو، التي تمسكت بحقها في نزع سلاح الجارة الغربية الذي يعتبر مهددا لأمنها، ومنعها من الانضمام إلى حلف الناتو. أعلن رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان أنه عرض على بوتين إجراء لقاء يجمع قادة أوكرانيا وفرنسا وألمانيا. وقال في مؤتمر صحفي «اقترحت على الرئيس بوتين إعلان وقف فوري لإطلاق النار» مضيفًا أنه عرض عليه المجيء إلى بودابست لإجراء محادثات مع قادة أوكرانيا وفرنسا وألمانيا. وتابع «قال نعم (للزيارة) ولكن بشروط»، بدون أن يقدم مزيداً من التفاصيل. إلى ذلك حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج أمس من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر «لأشهر وحتى سنوات». وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف «علينا أن نكون واقعيين. قد تستمر الحرب فترة طويلة، لأشهر وحتى لسنوات. لذلك علينا أن نكون مستعدين لمسار طويل، من حيث تقديم الدعم لأوكرانيا والاستمرار في العقوبات وتعزيز دفاعاتنا».
مشاركة :