سيف بن زايد يشهد المحاضرة الرمضانية الأولى لمجلس محمد بن زايد لهذا الموسم

  • 4/7/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المحاضرة الرمضانية الأولى لمجلس محمد بن زايد في موسمه الجديد لعام 2022 التي عقدت تحت عنوان «القيم وأثرها في تنمية الإنسان والمجتمعات». وتناولت المحاضرة أهمية بناء القيم لدى الفرد والمجتمع، ونقاط التلاقي بين القيم الإسلامية والإنسانية وسبل تعزيز هذه القيم، بجانب دورها في بناء المجتمع المتحضر، والثمار التي تجنيها المجتمعات والدول من ترسيخها وإعلائها على جميع المستويات. وتحدث حول الموضوع الدكتور عمر حبتور الدرعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية في دبي عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.. فيما أدارت الحوار نوف الشحي من الشؤون الإسلامية. كما عرضت خلال المحاضرة مشاركات مرئية مسجلة عبر الفيديو لمختصين ومسؤولين تناولوا موضوع القيم من منظورهم. وستبث المحاضرة على عدد من القنوات المحلية وقناة اليوتيوب الخاصة بمجلس محمد بن زايد للمحاضرات اليوم. وتناول المحاضران الدرعي والحداد أهمية بناء القيم كونها ضرورة إنسانية لتشييد الحضارة والوصول إلى مفهوم الحياة الطيبة.. بجانب ترسيخ الدين الإسلامي الحنيف لهذه القيم كغيره من الأديان التي كان محور رسالاتها ودعواتها إلى إحياء القيم وإعلائها. القيم الإيمانية الروحية من جانبه تناول الدكتور أحمد الحداد..أنواع القيم وتأثيرها في المجتمعات..وقال إنها تتنوع بين القيم الإيمانية الروحية التي أساسها الإيمان بالله والذي هو محور العبودية ويملأ الفراغ الروحي فيكون المرء دائم السعادة وأخلاقه مثالية وراضياً بما قسمه الله ومتوكلاً عليه وحسن الظن به..بجانب القيم الذاتية التي تشمل الصدق وتحمل المسؤولية وبشاشة الوجه والحديث الطيب وإفشاء السلام، فضلاً عن القيم الأسرية التي تتجسد في الرحمة والبذل والمحبة والوفاء..كما أشار إلى القيم الاجتماعية ومنها الصبر والشجاعة والإيثار والعفو عند المقدرة.. إضافة إلى القيم الوطنية التي تظهر في الولاء للوطن والتضحية لأجله والحفاظ على منجزاته وأمنه واستقراره ومحبة مواطنيه وتآلفهم.. بجانب القيم العالمية التي يتحقق بها التعارف والتعاون وتبادل الخبرات، ويتكامل العالم في المنافع والتطور الحضاري والتناصر، وبها ينال الوطن التقدير، فالإنسان مدني الطبع، لا يستغني عن غيره ولا يستغني عنه الغير..لافتاً كذلك إلى القيم الاقتصادية ومنها العمل في كل المجالات لأنه عصب الاقتصاد، وبه يتحقق الاستقرار الاقتصادي وتستغل الموارد ويتحقق الاكتفاء الذاتي بأحسن تدبير..كما تناول أهمية القيم الثقافية واستشهد بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي ترسخ تلك المعاني. وأوضح أن للقيم تأثيراً إيجابياً في المجتمع ونمو البلد وتطوره اقتصادياً، حيث إن المجتمع الذي يتحلى بهذه القيم يكون مترابطاً، متآلفاً، مشاركاً في بنائه ومحافظاً على أمنه واستقراره وتنميته على جميع المستويات..كما أن البلد الذي تسود فيه القيم يحقق منافع عظيمة، حيث تترسخ الثقة العالمية في اقتصاده، ويوفر بيئة مثالية للاستثمار ويحقق أمنه واستقراره..وهكذا نجد أن القيم الإنسانية النبيلة هي سر تقدم الأمم ونهضتها واحترامها بين الشعوب والدول. وقال في ختام المحاضرة: إن الصيام هو مدرسة تطبيقية للقيم، فقد كان من أسباب تشريعه أنه يكسب التقوى وهي مجمع القيم الإنسانية والإسلامية، تحمل على الصدق مع الله تعالى ومع الناس، وعلى الصبر والجود والعطاء والحلم، وغيرها من القيم التي تظهر آثارها في الفرد والمجتمع. وأكد الدكتور عمر الدرعي أن القيم الإنسانية ضرورة لتهذيب النفس وضبط السلوك وبناء الإنسان والحضارات.. مشيراً إلى أنه رغم اختلاف الفلاسفة حول طبيعة القيم ومصادرها وما إذا كانت سماوية أو أرضية أو مثالية أو واقعية أونسبية أومطلقة، إلا أنهم اتفقوا على أهميتها وضرورتها لاستقامة الحياة وشبهوها بالماء الذي لا يمكن الحياة من دونه. رسالات الأنبياء وأشار إلى أن الأديان جاءت لترسيخ القيم لأنها جوهر هذه الأديان، ورسالات الأنبياء التي عملت على غرسها وتربية النفوس عليها وتعزيزها في المجتمعات..كما أن أسماء الله الحسنى كلها تذكرنا بالقيم؛ فهو الحكيم والرحمن والرحيم وغيرها من أسمائه الحسنى، فضلاً عن أن كل العبادات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقيم والسلوك القويم. كما تحدث الدرعي حول تحويل القيم إلى سلوكيات اجتماعية وأسلوب حياة من خلال عدة وسائل أهمها التعود والقدوة والمواظبة والصبر على الالتزام بالقيم في كل مناحي الحياة، إضافة إلى الحرص على غرسها في البيوت من قبل الأسرة.

مشاركة :