كييف تدعو سكان شرق أوكرانيا إلى المغادرة فوراً

  • 4/7/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دعت كييف، أمس، سكان شرق أوكرانيا إلى إخلاء المنطقة «فوراً»، وسط مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي على حوض دونباس، الذي أصبح الآن هدفاً أساسياً للكرملين. ونقلت وزارة الاندماج على «تليجرام» عن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك، قولها إن «السلطات الإقليمية تدعو السكان إلى مغادرة هذه الأراضي، وبذل قصارى جهدهم لضمان أن تجري عمليات الإجلاء بطريقة منظمة». وأضافت أنه يجب القيام بذلك «فوراً»، تحت وطأة «المخاطرة بالموت» خلال الأيام المقبلة. وحذرت من أنه في حال شن الجيش الروسي هجوماً كبيراً في المنطقة «فلن نتمكن من مساعدة السكان»، لأنه «سيكون من المستحيل عملياً وقف القتال». وأكدت فيريشتشوك، التي نسقت تنظيم الممرات الإنسانية منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير، «ينبغي علينا الإخلاء، بما أن هذا الاحتمال لا يزال متاحاً، وفي الوقت الحالي، إنه متوافر». واعتبرت أن انسحاب القوات الروسية من منطقتي كييف وتشيرنيهيف، شمال البلاد الأسبوع الماضي، «لم يكن بادرة حسن نية» من موسكو، في سياق المفاوضات الروسية الأوكرانية، بل نتيجة «رغبة جيشنا والسلطات وكل الشعب الأوكراني» في صد الروس. وحذّر حلف «الناتو»، أمس الأول، من أن روسيا تعزز صفوفها من أجل «السيطرة على كامل منطقة دونباس» في شرق أوكرانيا، وإقامة «جسر بري مع شبه جزيرة القرم» التي ضمتها موسكو عام 2014. وبالطبع، فإن الوضع في أوكرانيا مدرج على جدول أعمال اجتماع بدأ أمس ويستمر اليوم الخميس في بروكسل لوزراء خارجية «الناتو». ولا يتدخل حلف شمال الأطلسي عسكرياً إلا للدفاع عن البلدان الأعضاء فيه عندما يتعرض أحدها لهجوم، أو بموجب تفويض من الأمم المتحدة. إلا أن دول الحلف بإمكانها أن توفر مساعدة عسكرية لأوكرانيا. وترفض موسكو الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب فظائع متهمة القوات الأوكرانية «بفبركة» مقتل مدنيين في مدن عدة، لحمل المجتمع الدولي على إدانة الكرملين. لكن صوراً تظهر عشرات الجثث في لباس مدني، خصوصاً في مدينة بوتشا قرب كييف، أحدثت صدمة في أنحاء العالم. وفي السياق، قالت الحكومة الألمانية، أمس، إن الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية، الشهر الماضي، لجثث مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية، قدمت «أدلة قوية ضد إنكار موسكو ضلوع القوات الروسية في تلك الجرائم». من جانبها، تحدثت الصين التي كانت حذرة جداً في موقفها من الأزمة، عن صور «مقلقة جداً»، لكنها أشارت إلى أن «أي اتهام يجب أن يستند إلى حقائق». وفي هذه الأثناء، قالت السكك الحديدية الأوكرانية المملوكة للدولة، أمس، إن عدداً من الضحايا سقطوا بعد أن أصابت 3 صواريخ محطة سكة حديد في شرق أوكرانيا، وألحقت أضراراً بمبان وقضبان ومعدات للسكك الحديدية. وقالت في بيان: «هناك ضحايا»، وذلك دون التطرق لتفاصيل عن عدد الضحايا أو مكان الهجوم. وأشار صحافيون من وكالة «فرانس برس»، إلى قصف منتظم صباح أمس، في سيفيرودونيتسك التي كانت تعد قبل النزاع 100 ألف نسمة، وهي مدينة واقعة في أقصى شرق البلاد يسيطر عليها الجيش الأوكراني في دونباس. وكانت النيران مشتعلة في أحد المباني وتمت مشاهدة عدد قليل جداً من المدنيين في الشوارع، فيما كانوا يركضون للاحتماء بمجرد استئناف القصف. وتمكنت قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة من الوصول إلى المدينة، أمس الأول، وجلبت مواد غذائية وألحفة لحوالي 17 ألف شخص، إضافة إلى أربعة مولدات كهربائية لمستشفيات المدينة. كذلك، وصلت قافلة مؤلفة من سبع حافلات وحوالى 40 مركبة خاصة، تحت حماية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إلى زابوريجيا، آتية من جنوب شرق أوكرانيا، حسبما أفاد صحفي متواجد بالمنطقة. وفي فوغليدار، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة وتقع على مسافة 50 كيلومترا جنوب غرب دونيتسك، قتل مدنيان وأصيب خمسة في قصف مركز توزيع المساعدات، حسبما قال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو. وفي هذا الوقت، كانت القوات الأوكرانية تستعد للدفاع عن طريق يربط مدينة إيزيوم، التي سيطرت عليها القوات الروسية أخيراً بمدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك المجاورتين. وتواصل القوات الروسية كذلك تعزيز مواقعها على الشريط الساحلي على طول بحر آزوف في جنوب أوكرانيا، لربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014. ولا يزال القتال يتركز خصوصاً على مدينة ماريوبول الساحلية، التي وصف رئيس بلديتها الوضع فيها بأنه «أسوأ من كارثة إنسانية»، واصفاً حالة 120 ألفاً من سكانها لا يزالون داخلها بأنها «لا تطاق». وأوضح أن حوالى 120 ألفاً من سكانها لا يزالون محاصرين فيها، فيما يجد الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم أنفسهم في مراكز استقبال في زابوريجيا.

مشاركة :