يقول الباحث الكويتي الدكتور حمد عبدالله الهباد في ورقة قدمها في ندوة الأغنية العمانية في فترة الستينات، ونشرتها صحيفة الوطن العمانية (14/6/2015) ما معناه أن تباين الفنون الغنائية في شبه الجزيرة العربية بحسب التنوعات الجغرافية يمنح هذه الفنون ثراءً نغمياً وإيقاعياً وتعبيراً حركياً وأوزاناً تجعلها في مجملها ثروة حضارية تعزز مقومات الوحدة الثقافية في منطقة الخليج والجزيرة. ثم يضيف ما مفاده أن شرق الجزيرة العربية المتمثل بدول الخليج العربي وجنوبها المتمثل بسلطنة عمان واليمن ترتبط ببعض الفنون والعادات والتقاليد المتشابهة ذات العلاقة بالعمل البحري والسفر من أجل التجارة، ولاسيما تصريف اللؤلؤ. وهنا يتطرق الباحث إلى إشارة المسعودي إلى بعض الأغاني البحرية التي كان يتداولها البحارة العمانيون وهم يقطعون الخليج، ثم يتبعها بما ذكره ابن بطوطة من عادات وفنون جُبِل عليها أهل ظفار وسلطانها وقت استقبالهم للمراكب الآتية إلى سواحلهم، ثم يذكر أن ياقوت الحموي تطرق إلى مزون (من أسماء عمان القديمة) وتراثها الغنائي. ويواصل الباحث حديثه فينتقل إلى علاقة الدولة العباسية بالخليج من أجل أن يستنتج أن ملاحي الخليج من أبناء عدن وعمان والبحرين وحضرموت وسيراف تولوا قيادة السفن التجارية قديما، وعلى هامش رحلاتهم نشأت الفنون الغنائية البحرية المتشابهة، فيقول (بتصرف): اهتم العصر العباسي في عهد هارون الرشيد بالغوص على اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، فكان يعين الولاة على منطقة البحرين للإشراف على الغوص لصيد اللؤلؤ فيها. فقد ولى قائده المعلى، ثم انتقلت هذه الوظيفة إلى محمد بن سليمان بن علي العباسي، فإلى عمارة بن حمزة فإلى مسلم بن عبدالله العراقي الذي جهز الغاصة لصيد اللؤلؤ في ساحل البحرين فوقعت في يده درتان أحداهما كبيرة الحجم وسميت باليتيمة لعدم وجود أخت لها وباعها للرشيد بسبعين ألف دينار، والأخرى صغيرة باعها للخليفة بثلاثين ألفاً. ما يعنينا من ورقة الباحث بعد هذه المقدمة هو أن العامل المشترك الأبرز بين الأغنية الشعبية في سلطنة عمان والأغنية الشعبية في بقية البلدان الخليجية هو فن الصوت. وإذا كان رائدا فن الصوت في البحرين هما ضاحي بن وليد ومحمد بن فارس، وفي الكويت خالد الفرج، وفي الحجاز محمد علي سندي، وفي اليمن محمد جمعة خان، فإن رائده ومجدده والمحافظ عليه من الضياع في سلطنة عمان هو فنان قاومت عائلته بشدة تعلقه بالموسيقى والطرب، بل أن شقيقه هدده بإطلاق النار عليه إن لم يكف عن الغناء. فقرر في 1926 الهرب إلى مكان بعيد ليمارس هوايته التي ستصبح لاحقاً مصدراً لرزقه وسبباً في شهرته، خصوصا وأنه كان يمر وقتذاك بحالة حزن تطلبت ابتعاده بسبب وفاة ابنته ثم زوجته. وهكذا ارتحل على ظهر السفن التجارية إلى موانئ الهند وشرق أفريقيا واليمن والعراق ودول الخليج، وعرف بمطرب البحار والبحارة، سيما وأنه نجح في تقديم ألحان موسيقية مغايرة للمألوف ومستوحاة من مصادر موسيقية متعددة في الخليج واليمن والهند، ناهيك عن نجاحه في تطوير نوع من الغناء مزج فيه الثقافة الشعبية الدارجة مع تاريخ التجارة والغوص في الخليج وامتداداته في بحر العرب والمحيط الهندي. إنه المطرب وعازف العود وصاحب شركة الأسطوانات الفنان العماني سالم راشد الصوري الذي ولد في مدينة صور العمانية في 1910، وتوفي فيها في 1979، فيما قضى جلّ حياته متغرباً عن وطنه يسعى وراء لقمة العيش في الهند والبحرين والكويت شأنه في ذلك شأن عمانيين كُثر ممن غادروا بلادهم وانتشروا في بقاع الأرض قبل أن يعودوا أدراجهم مع إنطلاق ثورة التصحيح والانفتاح والبناء على يد جلالة السلطان قابوس في مطلع السبعينات من القرن الماضي. ولأن قصته شيقة وجديرة بأن تروى فقد تحدث عنه الباحث والمدون البريطاني إدوارد فوكس في مقال مطول بالانجليزية أعاد نشره رولف كيليوس في موقع المكتبة الرقمية القطرية. وإستند فوكس في مقاله إلى معلومات وتسجيلات ومقابلات وصور قدمها له أقارب وأبناء الفنان، ولاسيما ابنه البكر الموسيقار والمطرب متعدد المواهب سعيد سالم الصوري المولود في البحرين في 1954، والذي تلقى تعليمه الأساسي في البحرين قبل أن ينتقل في سن الثامنة عشرة إلى عمان بمعيّة والده ووالدته، حيث ابتعث لدراسة الموسيقى في مصر بين عامي 1975 و1978. عاصر الصوري الفنان الكويتي عبداللطيف الكويتي (كلاهما من مواليد العقد الأول من القرن العشرين وممن توفوا في عقده السابع) وأعجب بغنائه، خصوصا مع انتشار أغانيه كونه احد أوائل فناني الخليج الذين سجلوا أغانيهم على أسطوانات في العراق. ولأن الصوري كان كثير التنقل على ظهر السفن، ولاسيما إلى الهند التي كانت وقتنذاك قبلة أهل الخليج للتجارة والترويح والاستشفاء وطلب العلم، ومجتمعا يقيم فيه عرب كثر من أبناء الخليج إقامة دائمة، ولاسيما في بمبي، فقد اختلط بهذا الجمع، وحضر مسامراتهم واستمع إلى ما كانوا يستمعون إليه من فنون غنائية متنوعة من خلال الأسطوانات فتدرب على الغناء، خصوصًا وأنه كان ذا صوتٍ حسن. كما كان لتردده على موانئ أخرى مثل عدن والبحرين والكويت وزنجبار وممباسا دور في تعزيز ثقافته الموسيقية وإطلاعه على ألوان من الفنون التي قام باقتباسها لاحقا في أغانيه، بل تذكر المصادر التي اطلعت عليها أن أول مرة وقعت عيناه على آلة العود كانت في عدن، فراح يتعلم العزف عليها بشوق واجتهاد. وجملة القول إن الرجل الذي بدأ بغناء الميدان، وهو لون من الشعر الغنائي المعروف في منطقة صور بعمان، والذي يصاحب المغني فيه مزمار القربة أحادي الوتر، تحول إلى مطرب يؤدي أنواعًا مختلفة من الغناء على رأسها الصوت، بل ويسعى إلى الاقتباس والابتكار من فنون المناطق التي يتردد عليها. وتمثلاً بالآخرين مثل المطرب البحريني/الكويتي عبدالله فضالة الذي يقال إنه أول من سجل أغانيه على اسطوانات في ستوديوهات خاصة في بمبي في 1913م قام الصوري بتسجيل أغانيه في المدينة الهندية ذاتها في نهايات ثلاثينات القرن العشرين، حيث سجل 12 أسطوانة سيلك (78 لفة في الدقيقة) مع شركة هز ماستيرس فويز مستخدما في الغناء آلات وترية وإيقاعية، وبيعت الأسطوانة الواحدة بحوالي 50 روبية هندية، محققة لصاحبها نجاحا وشهرة كبيرين ليس في أوساط الجالية العربية في الهند فحسب، وإنما أيضا في أوساط الهنود، وذلك بسبب لجوء الصوري إلى استخدام لغة الأوردو في بعض أغانيه إلى جانب الموسيقى والايقاعات الهندية، طبقًا للباحث إدوارد فوكس (مصدر سابق). والحقيقة أن الصوري بلجوئه إلى ذلك لم يأتِ بجديد، فقد سبقه العديد من الفنانين الرواد الذين كانوا يجتهدون في أداء الغناء الهندي، فمات بعضهم قتيلاً بسبب المعجبات الهنديات (طبقا لما ورد في بحث بعنوان جذور غناء العوادين العمانيين وتطوره نشرته مجلة نزوى العمانية (العدد 70، نوفمبر 2015). في هذه الأثناء، أضاف سالم بن راشد لقب الصوري إلى اسمه ليصبح سالم راشد الصوري بدلاً من سالم راشد الهاشمي، وكان يعيش في منطقة الميناء في بمبي، ويعمل في مهنة مراقب مراجل في السفن البخارية، ثم صار بعد فترة وسيطًا ومترجمًا للتجار العرب، يساعدهم في شراء البضائع والسلع الهندية ونقلها إلى السفن المبحرة إلى أوطانهم. وفي 1943م تزوج الصوري للمرة الثانية، وكان زواجه هذه المرة من امرأة هندية أمها من مدينة بتكل بولاية كارناتاكا في جنوب الهند. فأقام لبعض الوقت في هذه المدينة الساحلية الصغيرة التي لا تزال تعرف حتى اليوم بانحدار جزء كبير من سكانها المسلمين من أصول عربية يمنية كنتيجة للزيجات المختلطة في القرون الماضية ما بين البحارة والتجار العرب والنساء الهنديات. وفي أواخر الأربعينيات من القرن العشرين وبسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في الهند والناجمة عن تقسيم شبه القارة الهندية قرر الصوري مغادرة الهند إلى البحرين، ناقلاً معه مشروعًا كان قد بدأه في الهند في 1947 وهو شركة سالم فون لتسجيل وإنتاج الاسطوانات. في البحرين برز الصوري كفنان مستقل صاحب ثروة من الألحان والأغاني، وكون علاقات فنية مع أقرانه، وكثر المعجبون والمتعاونون معه. أما شركة سالم فون، التي كان مقرها بالقرب من سوق اللحم القديم بالمنامة أولاً ثم انتقلت إلى السوق المسقف، فقد شقت طريقها بنجاح في بادئ الأمر، وساهمت مساهمة مشهودة في انتشار فن الصوت الخليجي، وأقبل عليها الفنانون الكبار من أمثال عبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي لتسجيل نتاجهم الغنائي، على الرغم من وجود منافسين كثر في هذا المجال في البحرين في تلك الفترة مثل شركات:عرب فون، إسماعيل فون، عبدالرحمن فون، أنور فون، إبراهيم فون، وبحرين فون. غير أن مشاكل مادية واجهت شركة سالم فون لاحقا بسبب إستخدامها لاسطوانات الفينيل (45 لفة في الدقيقة) التي لم تكن تناسب سوى الغرامفون عاد الصوري، على إثر ذلك إلى مسقط رأسه في صور في 1971م. وكان من حسن حظه أن عودته صادفت حدوث الانفراج الأكبر في تاريخ عمان الحديث بوصول رجل يتذوق الفنون ويقدر الفنانين الأ وهو جلالة السلطان قابوس الذي اتخذ منه مستشاراً للشؤون الثقافية، وهو ما مكنه من نشر أعماله وإيصالها إلى قطاع عريض من الجمهور من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية الحديثة التي كانت قد بدأت في الظهور في بلاده وقتذاك. فكان بهذا كمن يواصل رسالته الوطنية في المحافظة على الموروث الثقافي والفني لوطنه وعموم الخليج، من غناء بالشعر الفصيح أو النبطي، وإيقاعات عربية أصيلة، وأنغام على العود والمرواس والكمان والطبل، وتعبيرات حركية مثل الزفان. تلك الرسالة التي بدأت في مهجره الهندي وتواصلت أثناء إقامته في الكويت والبحرين، ثم أتمها قبل وفاته في وطنه الأم. يقول الدكتور هباد (مصدر سابق)، إنه بدراسة التسجيلات المتاحة يمكن القول إن الصوري تناول نوعين من أنواع فن الصوت هما: الصوت العربي، والصوت الخيالي أو ما يعرف بـ صوت الختم. فمن النوع الأول غنى صوت ترى هل علمتم ما لقيت من الصد، وصوت يقول خو علوي. ومن النوع الثاني غنى الأصوات التالية: يحيى عمر، وياليل دانة سرى يالعاشقين، وطار قلبي من المجمول طار، وشفت البارحة خلي. من أجمل وأروع ما غنى الصوري في مشواره الفني الذي يشتمل على أكثر من 100 أغنية، أغنية يامركب الهند الخالدة، التي توثق بالشعر والغناء علاقات الهند بالخليج، وتجسد في الوقت نفسه مشاعر الحب والحنين والتلهف للوطن والحبيبة. وهذه الأغنية، التي نظمها في نهاية القرن الثامن عشر الشاعر يحيى عمر أبو معجب اليافعي من بلاد يافع في اليمن والمتوفي في 1906م، والذي كان دائما يبدأ قصائده بذكر اسمه وذلك من باب حفظها وتوثيقها، لئن كان الفنان البحريني ضاحي بن وليد هو أول من غناها، فإن الصوري هو أول من قدمها في نهاية الخمسينات بأسلوب جديد ومتطور، قبل أن يفسدها المطرب السعودي محمد عبده في 1969 من وجهة نظري الشخصية. في هذه الأغنية يتباهى كاتبها بقدرته الفذة في وصف المعشوقة ووصف مشاعر وأحاسيس المحب الولهان الغائب في مجاهل البحر فيقول: يحيى عمر قال قف يا زين سالك بمن كحل أعيانك من علمك ياكحيل العين من ذا الذي خضب أبنانك. من شكلك في الحلا شكلين وشك لولك ومرجانك وراك يا بارز النهدين كفتني تحت روشانك ياعسكر الشاش بوصفين وأنت ياباشا في صيوانك حملت يحيى عمر حملين وصرت تعبان من شانك لي شهر في شهر في شهرين وانا مناظر لبستانك لا ذقت حبه ولا ثنتين نهبت خوخك ورمانك والورد شفته على الخدين وهو مطرح على أوجانك يامركب الهند يابو دقلين ياليتني كنت ربانك أسعى بك البر والبحرين واحمل المال بأخنانك لك قسم في قسم في قسمين لك قسم زايد على إخوانك والمصلحة بيننا نصفين لا ربح الله من خانك ياليت لي عند اهلك دين أروح أجي على شانك وأختم قصيدي بذكر الزين بكره نقيل بديوانك والحقيقة أن الصوري كان محظوظاً أكثر من كل أقرانه العمانيين لأن اسمه وتاريخه الغنائي ومساهماته لم تطمس كما طمست أسماء ومساهمات غيره من فناني عمان. ولعل السبب هو امتلاكه في الستينات لنافذة يطل بها على جمهوره ممثلة في شركة سالم فون، وقدرته على الوصول إلى جمهوره في السبعينات من خلال الإذاعة والتلفزيون في سلطنة عمان. فمثلا العديد من مطربي عمان الذين عاصروه وتغربوا مثله في دول الخليج ظلموا وهمشوا، بل ونسبت أغانيهم لغيرهم من مطربي الكويت والبحرين. من هؤلاء طبقا لبحث كتبه العراقي عبدالرزاق الربيعي تحت عنوان سالم الصوري.. سفير الأغنية العمانية في مجلة دبي الثقافية (العدد 124، سبتمبر 2015) المطرب حمد بن حليس السناني المتوفى في عام 1986 والذي تعلم على يديه عبدالله فضالة، وأيضا سالم راشد الصوري (أكد الصوري هذا في حوار له مسجل بالإذاعة العمانية قال فيه إنه تعلم العزف على يد الفنان الصوري حمد بن حليس، وأنه كان معجبا بالفنان عبد اللطيف الكويتي). كان حليس أول مطرب يسجل في استوديوهات الكويت عند افتتاحها مع إبراهيم الماس، وسجل أيضا في استوديوهات سالم فون وجرجافون بالبحرين، وجاب الكثير من الدول وهو يحمل معه عوده ونديمه في السفر فوصل عدن وأفريقيا والهند. ومنهم أيضا المطرب حمدان بن عبدالله البريكي الشهير بـحمدان الوطني والذي كان مثل الصوري بحارا جاب موانئ قطر والسعودية والكويت وسافر إلى زنجبار وممباسا وباكستان والأهواز واستقر في البحرين، حيث سجل في ستوديوهات جرجافون، وصادق فيها الفنان البحريني محمد راشد الرفاعي الذي ظل يرافقه بالعزف على العود حتى عودته إلى عمان في السبعينات. ومن الأسماء الأخرى المطرب العماني محمد بن سلطان المقيمي، وهو فنان من قرية طيوي الساحلية التابعة لمدينة صور، وعاشر سالم الصوري وحمد الصوري وحمد بن حليس وسعد خلفان المشرفي وعبد الرحمن أبو شيخة وأبو يعقوب يوسف، وجاء إلى البحرين في سن الثالثة عشرة ليقيم ويعمل بها، حيث تولت رعايته شركة الساعاتي للتسجيلات الصوتية التي قامت بتسجيل أولى أغانيه في بداية الخمسينات وكانت بعنوان يابو الجناحين شلني ساحل عمان، قبل أن تتسابق عليه ستوديوهات التسجيل في الهند والعراق. وتفرد المقيمي بغناء الأغاني الوصفية لأي حادث يمر عليه، وذلك باستخدام الكلمات الشعبية البسيطة. وآية ذلك أنه سبق أفلام توم أند جيري الكرتونية فغنى أغنية عنوانها السنور والفار يشتكي فيها من تدمير القطة والفار لأوتار عوده وأغراض منزله. كما غنى أغنية بعنوان طالع من بلادي بجواز السفر يحكي فيها تفاصيل سفره الأول إلى البحرين وهو غلام يافع، وأغنية أخرى بعنوان أنا غريب ومفارق أهلي يسرد فيها حكاية معاناته مع أحد أصدقائه في الغربه وله أغنية رابعة بعنوان جاني خبر حمدان، وخامسة بعنوان مريوم، وسادسة بعنوان السيكل يتحدث فيها عن مشاكل صيانة الدراجة ومتاعبها مع شرطة المرور، وسابعة بعنوان نزلت السوق على سيكل نص ساعة، وهي أغنية عن قصة ذهابه الى السوق ومصادفته هناك للحبيب الذي طلب منه أن يردفه وراءه. وله أيضا أغنية بعنوان لاندروفر خضر يحكي فيها قصة رحلته البرية من دبي إلى البريمي على متن سيارة خضراء من نوع لاندروفر. وعلى منوال الصوري عاد المقيمي إلى وطنه بعد تسلم جلالة السلطان قابوس لمقاليد الحكم منهياً 18 عامًا من الإقامة في البحرين والتنقل بينها وبين الهند ودبي، ليموت على تراب وطنه في 1982. كان أول أغنية سجلها الصوري لنفسه في بمبي هو صوت يقول خو علوي، الذي ينتسب إلى الغناء الحضرمي الظفاري. ويعتقد أن مؤلفه هو الشاعر والفنان زين الدين بن عبدالله بن علوي الحداد المتوفى في منتصف القرن 18 للميلاد. وتقول كلمات هذه الأغنية، التي تؤكد العلاقة والتواصل بين فناني جنوب شبه الجزيرة العربية ودورهم في إثراء فن الصوت الخليجي رغم ظروفهم المعيشية الصعبة وما كانوا يكابدونه من أجل لقمة العيش: يقول خو علوي بكت كل عين خو علوي بكت كل عين من افراق الغالي الزين هو يا الله يا لله توبة رحيم يا من هو بحالي رحيم يا زين لا تبخل على بو حسين لا تبخل على بو حسين يا مهجة القلب وقرة العين يا الله يا لله توبة رحيم يا من هو بحالي رحيم أما تخاف الله رب العالمين تخاف لله رب العالمين تدعي فؤادي عاش حزين هو يا لله يا لله توبة رحيم يا من هو بحالي رحيم فراق ساعة مثل سنتين هو يا الله يا لله توبة رحيم يا من هو بحالي رحيم الله على أيامنا اللي مضن أيامنا اللي مضن ونلتقي لثنين بالاثنين هو يا لله يا لله توبة رحيم يا من هو بحالي رحيم أما الأسطوانة الثانية التي سجلها في بمبي في 1945 فقد احتوت على أغنيتين له هما: أمسيت البارحة مجبور ويحيى عمر قال لا تلوم المولع، وبيعت بمائة روبية ثم جاءت الأسطوانة الثالثة في 1946 محتوية على أغنية نايم المدلول التي انتشرت خليجيا مما مهد للصوري اقتحام ساحة الغناء في الخليج بقوة. من أغانيه الأخرى المحبوبة لدى الجمهور أغنية يا حلوة يا جارة، التي تقول كلماتها: يا حلوة يا جارة يا اللي منورة الحارة ليه قطعتي الزيارة وخليتي الناس محتارة هجرك ما إله عادة وصلك كف ميعاده خبريني يا غادة وقولي شالذي صار قولي شي بدا منه أو حد شاغلك عنا ليتنا ما تعارفنا ولا صار الذي صار.
مشاركة :