واشنطن – يعكف باحثون أميركيون على تطوير علاج ثوري للسكري من النوع الثاني يلغي الحاجة للأدوية اعتمادا على حصص موجات فوق صوتية. وانطلق فريق يضم باحثين من كلية الطب في جامعة "ييل" وجامعة كاليفورنيا، ومعاهد فاينشتاين للأبحاث الطبية بقيادة القسم البحثي بشركة "جنرال إليكتريك" في تجارب بشرية مبكرة على التقنية الواعدة بعد نجاحها على الحيوانات. ووفق بيانات التجارب الحيوانات فأن 3 دقائق فقط من الموجات فوق الصوتية المركزة يوميا، يمكن أن تحافظ على مستويات السكر في الدم طبيعية. وعبر 3 نماذج حيوانية مختلفة، أظهر الباحثون كيف يمكن لفترات قصيرة من موجات فوق صوتية، مصممة لتحفيز أعصاب حسية معينة في الكبد، أن تخفض مستويات الأنسولين والجلوكوز بشكل فعال. وتسمى هذه التقنية بالتحفيز المحيطي المركّز بالموجات فوق الصوتية وهي تسمح بنبضات الموجات فوق الصوتية عالية الاستهداف لتوجيهها إلى أنسجة معينة تحتوي على نهايات عصبية. وقال الباحثون: "استخدمنا هذه التقنية لاستكشاف تحفيز منطقة من الكبد تسمى الشق الكبدي البابي، وتحتوي هذه المنطقة على الضفيرة العصبية البوابية الكبدية، التي تنقل المعلومات بشأن الجلوكوز وحالة المغذيات إلى الدماغ، ولكن يصعب دراستها نظرا لأن هياكلها العصبية صغيرة جدا بحيث لا يمكن تحفيزها بشكل منفصل باستخدام الأقطاب الكهربائية المزروعة." وقالت الدراسة إن دفعات قصيرة مستهدفة من الموجات فوق الصوتية في هذه المنطقة من الكبد، نجحت في عكس بداية ارتفاع السكر في الدم. وأشارت إلى أن هذه الطريقة ثبتت فعاليتها في 3 نماذج حيوانية منفصلة لمرض السكري، هي الفئران والجرذان والخنازير. ولكن هناك عقبات أخرى تواجه النشر السريري الواسع لهذه التقنية تتجاوز مجرد إثبات نجاحها، حيث يتطلب استخدام هذا النوع من الموجات فوق الصوتية فنيين مدربين. يشير الباحثون إلى أن التكنولوجيا موجودة لتبسيط هذه الأنظمة بطريقة يمكن استخدامها من قبل المرضى في المنزل، ولكن يجب تطويرها قبل نشر هذا العلاج على نطاق واسع. ومرض السكري من النوع الثاني، حالة ينتج فيها البنكرياس كميات غير كافية من هرمون الأنسولين، مما يترك مستويات السكر في الدم غير مضبوطة بشكل جيد، وهو على النقيض من داء السكري من النوع الأول "1" الذي يتصف بنقص الإنسولين المُطلق بسبب تدمير خلايا الجزر في البنكرياس. ويمكن أن يتسبب مرض السكري من النوع الثاني في تلف الكلى والأعصاب والأوعية الدموية والقلب. وتشير التقديرات إلى إصابة 422 مليون شخص بالغ بالسكري على الصعيد العالمي في عام 2014 مقارنة بإصابة 108 ملايين شخص في عام 1980. وكاد معدل الانتشار العالمي للسكري (الموحد حسب السن) يتضاعف منذ عام 1980، إذ ارتفع من 4.7% إلى 8.5% لدى البالغين. ويبرز هذا زيادة في عوامل الخطر المرتبطة بقضايا مثل زياردة الوزن والسمنة. وعلى مدى العقد الماضي، اتسعت رقعة انتشار مرض السكري اتساعات كبيرا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل عنها في البلدان مرتفعة الدخل. ومرض السكري هو سبب رئيس من أسباب الإصابة بالعمى وبالفشل الكلوي وبالنوبات القلبية وبالسكتات الدماغية وببتر الأطراف السفلية. ويمكن باتباع نظام غذائي صحي بالتزامن مع نشاط بدني جيد مع الامتناع عن التدخين منع مرض السكري من النوع 2 أو تأخير الإصابة به. وفضلا عن ذلك، فإن من الممكن علاج مرض السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها من خلال الأدوية والفحص المنتظم وعلاج أية مضاعفات.
مشاركة :