المناطق_واس تروى قصص التطوع على لسان أبطالها بتفاصيل الإنجازات والأمنيات وسط مشاعر وسعادة غامرة، يشعُر بها الإنسان عندما يكون سبباً في تذليل الصعاب أمام أصحاب الظروف الخاصة، أو عندما يُشارك في مشروع تطوعي يخدم به وطنه وأفراد مجتمعه كافة، وهناك قصص من نوع آخر، تحكى عن حياة المتطوعين قبل أن يذوقوا طعم العمل التطوعي والتحديات التي كانت سبباً في اكتشاف ما لديهم من طاقات كامنة أثمرت حباً وخيراً وعطاءً لهم ولغيرهم. وجدت الفتاة السعودية زهرة المسلم نفسها قبل ثلاثة أعوام أمام تجربة إنسانية لأحد الأفراد من الأشخاص ذوي الإعاقة،إذ استطاعت من خلالها تحويل مبادرة صنعتها بمفردها حتى تمكّنت من تكوين فريق تطوعي ومؤسسة وقفية تدعى “سين” للإسهام بإعادة ترميم البيوت وتحسين حالة الأسر وتحوُّله من التعفف إلى الاكتفاء. وتروي زهرة قصتها في البداية لـ”واس” حيث قالت: “رمَّمتُ أول منزل في عام ٢٠١٩م لفتاة في مقتبل العشرين من الأشخاص ذوي الإعاقة، تمكث مع والديها في منزل متواضع، كنت بمفردي في البداية حتى انضم إلي فريق تطوعي بعدد قليل لا يُذكر، وبعد مرور شهر وأسبوعين تقريبًا تم الانتهاء من ترميمه،وكانت ردة فعل الأسرة عظيمة وعميقة لا تنمحي من الذاكرة، وبعد أن شاركت صورًا للحالة قبل وبعد عبر برامج التواصل الاجتماعي؛تلقيت الكثير من الثناء وطلب المشاركة ضمن الفريق، شجّعني ذلك إلى مواصلة العمل وتكوين فريق تطوعي أكبر وأوسع للفائدة”. وواصلت حديثها “انطلقنا في الرياض والشرقية حتى وصلنا إلى مدينة جدة وحُلمنا أن توجد مبادرة “سين” في كل مكان، حتى أصبحت المبادرة تصنع تأثيرًا كبيرًا وملموسًا نراه أمام أعيننا وأعين الأسر المتعففة، كأنه يعطينا درسًا لا نتعلمه في الكتب والمذكرات، مضيفة: “الأسر المتعففة كُلها أسرُنا، ومنازلهم هيَ منازلنا، فنحنُ نرمِّمُ الدار لتُرمِّمَ أرواحنا بابتسامة أهلها”. وفي السياق ذاته،قال مدير التطوير في مؤسسة “سين” الوقفية محمد الحربي: إنَّ المؤسسة استطاعت في الأعوام الثلاثة الماضية تغطية أكثر من ٤٠ حالة في الرياض والشرقية وجدة،بمساعدة الشركاء في القطاع الخاص ومتطوعين من أفراد المجتمع، حيث بلغ عدد المتطوعين أكثر من ١٠٠٠ متطوع ومتطوعة،وتحقيق أكثر من ١٠٠٠ ساعة تطوعية، مشيرًا إلى مواصلة عمل “سين” في فترتها القادمة في مناطق المملكة كافة، ومضاعفة الأرقام المنجزة ثلاثة أضعاف من ناحية عدد الحالات وعدد متطوعيها بإذن الله. الوسوم مؤسسة وقفية مستدامة