دعا رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، الدول الأعضاء بالاتحاد إلى وضع حد واضح لتدفق اللاجئين إلى أوروبا، وأعلنت المجر أنها ستطعن أمام المحكمة الأوروبية في قرار إعادة توطين المهاجرين، غداة إعلان سلوفاكيا عن قرار مماثل، واعترف وزير داخلية ولاية ألمانية بتزايد الاعتداءات أسبوعياً على اللاجئين والمهاجرين، وتوفي مهاجر على الحدود المقدونية اليونانية في ثاني يوم من الاشتباكات مع الشرطة، في وقت أعادت باكستان 30 مهاجراً بعد ترحيلهم بشكل غير شرعي من اليونان. وقال توسك أمس الخميس إنه يتوقع من القادة السياسيين الأوروبيين تغيير موقفهم حيال وقف تدفق اللاجئين والمهاجرين. وأكد أنه لا أحد مستعد في أوروبا لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة بما فيها ألمانيا. ولهذا السبب دعا رئيس الاتحاد الأوروبي لنقطة تحول في سياسة اللجوء الأوروبية، وقال: عندما يكون لدينا قواعد، يتعين علينا حينئذ الالتزام بها. وأشار إلى أن ذلك يسري أيضاً بالنسبة لاتفاقية دبلن التي تنص على إعادة اللاجئين إلى الدولة التي دخلوا من خلالها إلى الاتحاد الأوروبي. وكانت ألمانيا أوقفت العمل بها مؤقتاً لأسباب إنسانية، وتم إعادة تطبيقها مجدداً بشكل رسمي قبل أسابيع. ودعا توسك إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وأشار إلى أنه يسهل حتى الآن الوصول إلى أوروبا، وأوضح أن ذلك يسفر عن مخاطر أمنية. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي: يمكن إيقاف المهاجرين لفترة طويلة إلى أن يتم الانتهاء من الفحص، ولابد من القيام بذلك، وأشار في الوقت ذاته إلى أن أخذ بصمات الأصابع لا يكفي. ورداً على السؤال عمّا إذا كان يمكن من الأساس التغلب على أزمة اللجوء أم لا، أجاب توسك المنحدر من بولندا باللغة الألمانية بالعبارة الشهيرة لميركل: سوف نحقق ذلك. من جهته قال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان إن حكومته ستقدم طعناً في قرار المفوضية الأوروبية إعادة توزيع آلاف اللاجئين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقال أوربان أمام منتدى المجر ستسلم المحكمة الأوروبية طعناً في قرار المفوضية الأوروبية الخاص بإعادة التوطين الإلزامي لأشخاص المهاجرين في الأراضي المجرية. وصرح أوربان بأن نظام حصص المهاجرين سينشر الإرهاب في أوروبا كلها. من جهة أخرى ذكر المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أن شخصاً على الأقل بين كل سبعة أشخاص من سكان العالم ابتعدوا عن أوطانهم، ويرجع ذلك على الأغلب لكونهم مجبرين على الرحيل أو لأسباب اقتصادية. وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة ويليام لاسي سوينج: إننا نعيش مدة غير مسبوقة من التنقل بوجود 250 مليون مهاجر دولي و750 مليون مهاجر داخلي. وأضاف أننا نشهد أيضاً أعلى عدد هجرة قسرية منذ الحرب العالمية الثانية وأرجع الأعداد المرتفعة لتفشي فيروس إيبولا العام الماضي، والصدامات العرقية في إفريقيا جنوب الصحراء وعدم الاستقرار السياسي الجاري في الشرق الأوسط. وتابع سوينج أن هناك رد فعل سلبي تجاه الهجرة بعد هجمات باريس. وقال إن هناك مشاعر متنامية مناهضة للهجرة، ولكن الحكومات نسيت أن الهجرة لها أثر إيجابي على مر التاريخ. ومن المرجح أن يتناول مؤتمر الجمعة قضية لاجئي الروهينغيا وهم عرقية مسلمة من ميانمار يواجهون الاضطهاد والأزمة التي تركت الآلاف منهم متقطعة بهم السبل في البحر في وقت سابق العام الجاري.إلى جانب ذلك قتل مهاجر صعقاً بالكهرباء على الحدود بين اليونان ومقدونيا أمس الخميس، في ثاني يوم على التوالي من اشتباكات بين الشرطة ومهاجرين تقطعت بهم السبل لأسابيع على الجانب اليوناني. وكان الرجل الذي يعتقد أنه مغربي بين نحو 1500 شخص معظمهم من باكستان وإيران والمغرب تقطعت بهم السبل قرب بلدة إيدوميني الحدودية بشمال اليونان. وأطلقت الشرطة المقدونية الغاز المسيل للدموع على مهاجرين محتجين رشقوا أفرادها بالحجارة. واندلعت أعمال العنف بعد أن أصيب رجل يعتقد أيضاً أنه مغربي بحروق شديدة عندما تسلق عربة قطار وصعقته الكهرباء. وأعادت السلطات الباكستانية إلى اليونان ما لا يقل عن 30 مهاجراً بعد أن رحلتهم أثينا في رحلة طيران عارض إلى إسلام أباد. وجاء في بيان رسمي أن وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان اتخذ القرار قائلاً: إن ترحيل المهاجرين إلى بلادهم تم بشكل غير مشروع. كانت باكستان قد علقت اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي لتنظيم عمليات الترحيل، قائلة إن بعض الدول تسيء استغلال القانون وترسل أشخاصاً من جنسيات أخرى إلى باكستان. (وكالات)
مشاركة :