إعلان الحكومة اللبنانية «إفلاس الدولة والمصرف المركزي» لم يكن مفاجئاً؛ فالجميع كان يتوقع الوصول إلى تلك اللحظة والجميع يعرف أن تغلغل النظام الإيراني وحزبه في لبنان نتيجته المنطقية هي الإفلاس والإعلان عن فشل الدولة، وبالتأكيد لا يخفى على أحد أن هذا هو ما ظل النظام الإيراني يسعى له منذ تأسيسه لذلك الحزب ومنذ تماديه ووصوله مرحلة بيع الوقود الإيراني على الناس تحت ذريعة حل أزمة الوقود. وملخص الكلام «أن ما يجري في لبنان يعد أحد التداعيات لتبعيته المطلقة لسياسة «حزب الله» المرتهنة بإيران». الأسئلة المنطقية الآن هي ماذا بعد هذا الإعلان؟ كيف سيكون حال لبنان واللبنانيين؟ وكيف ستكون علاقة لبنان مع النظام الإيراني؟ وكيف ينبغي أن يكون وضع «حزب الله»؟ وما الذي ستفعله الدول العربية لإخراج هذا البلد العربي من ورطته؟ وأسئلة أخرى عن الانتخابات المقررة الشهر المقبل وسلاح «حزب الله» وعن كيفية استغلال إيران وإسرائيل كل ذلك؟ الاجتهادات والتحليلات منذ الإعلان عن الإفلاس كثيرة وهي في ازدياد، لكنها لا تستطيع إخراج لبنان من محنته. المخرج المنطقي لهكذا وضع هو إغلاق القوس الذي فتح للنظام الإيراني وحزبه وفتح قوس جديد تتواجد فيه السعودية وشقيقاتها بدول مجلس التعاون. عدا هذا ستزداد مشاكل لبنان وسيتحول من جديد إلى ساحة للتقاتل لا خاسر فيه غير اللبنانيين. لبنان الآن ليس في وضع يؤهله لاتخاذ قرارات من قبيل منع إيران من التدخل في شؤونه أو التضييق على «حزب الله» تمهيداً لشطبه، لكن يمكن أن يكون مؤهلاً لكل هذا لو أنه فتح ذلك القوس للسعودية وشقيقاتها ومنع تداول الشعارات فاقدة القيمة التي يرفعها «محور المقاومة»؛ فهي التي أوصلته إلى حال الإعلان عن إفلاس الدولة والمصرف المركزي. اليوم ينبغي على السعودية وشقيقاتها بدول مجلس التعاون عدم الاكتفاء بتوفير المال للبنان، فليس بالمال وحده يمكن إنقاذ لبنان.
مشاركة :