مع ساعات الصباح الأولى، تنطلق ثلاث سفن من سواحل كوستا بلانكا في إسبانيا في رحلة صيد غير تقليدية، فهي تصطاد زجاجات البلاستيك لإعادة تدويرها واستخدامها في صناعة الملابس. ومنذ بضعة أشهر يعمل الصيادون في مدينة فياخويوسا في فالنسيا شرقي إسبانيا في جمع النفايات البلاستيكية التي تطفو في مياه البحر الأبيض المتوسط، ثم تدوّر هذه النفايات وتستخدم في صناعة الملابس. ويقول خافيير غوينيشي مدير شركة اكوالف سنعرض أول مجموعة من الملابس المصنعة من الأنسجة المستخرجة من النفايات البحرية. وتباهي هذه الشركة بتصنيع جيل جديد من الملابس وأدوات الزينة من النفايات المجموعة من البر والبحر، من الزجاجات البلاستيكية وشباك الصيد القديمة والإطارات المستخدمة. ويقول مدير الشركة البالغ من العمر 45 عاماً ليس من الضروري أن ننقب عميقاً في الأرض لنصل إلى النفط، فنحن نرى هنا، في ما يراه غيرنا قمامة، مواد أولية يمكن تحويلها إلى أنسجة بفضل أبحاث متطورة. وبدأت الشركة تبيع بعض منتجاتها، مثل السترات وحقائب الظهر، إلى متاجر فخمة في لندن ونيويورك، وهي الآن تستعد لخوض أول تجربة في إنتاج الملابس المصنعة من نفايات البلاستيك المدورة. ويشير خوسيه ايغناسيو يوركا راميس رئيس اتحاد الصيادين في مدينة فياخويوسا إلى أن خبراء البيئة لا ينظرون بعين الرضى إلى نشاط سفن الصيد هذه، ولاسيما لكونها متهمة بالصيد المفرط وجرف قاع البحر، لكنه يقول على الأقل نحن نفعل شيئا جيدا وهو أننا نجمع النفايات من البحر. ومن الصيادين المتعاونين مع شركة اكوالف خوسيه فيسنتي، وهو يقول أثناء إلقائه الشباك على بعد ستين كيلومتراً من الشاطئ أنا أعمل في الصيد منذ كان عمري 19 عاماً، كان الصيادون ينظرون إلى حصيلة شباكهم ويقولون: هذا نريده وهذا لا نريده، أما الآن فإننا نريد كل شيء، فلم نعد نلقي ورقة في البحر.
مشاركة :