المركز الوطني للأرصاد.. نافذة على حالة الطقس

  • 12/4/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يوجد بيننا من لا يتابع حالة الطقس، أو على الأقل يرغب في معرفة ماذا يخبئ الغد له، أما في حالة التخطيط لرحلة ما، سواء كانت برية أو جوية أو بحرية، فلا بد من معرفته حتى تسير الأمور على ما يرام. تلك المعلومات يوفرها لنا المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، الواقع في مدينة خليفة، الم صدر الأول لمعلومات الأرصاد الجوية والزلزالية، لكل من يقطن على أرض الدولة، لذلك قمنا بجولة في المركز للتعرف إلى كيفية تحديد حالة الطقس واتخاذ القرارات. بداية، دعونا نتعرف إلى المركز، ففي عام 2007 أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، مرسوماً بقانون اتحادي رقم (6) لعام 2007 بإنشاء المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل. تتمحور رؤية المركز على الإسهام في التطور العلمي لتعزيز التنمية المستدامة للدولة. شعاره المصداقية، ورسالته توحيد مصدر معلومات في الدولة، وتقديم خدمات الأرصاد الجوية والهندسة الزلزالية إلى جميع القطاعات. ويتكون المركز من 5 إدارات، وهي: الأرصاد الجوية، والزلازل، والأبحاث والتطوير والتدريب، والخدمات الفنية، والخدمات المساندة، وتبلغ نسبة التوطين فيها 50%. بداية جولتنا كانت في مركز التنبؤات الرئيسي، وهو المركز المعني بمراقبة ومتابعة التغيرات الجوية، وإصدار التنبؤات والتحذيرات اللازمة، كما يضم قسمي تنبؤات الطيران والتنبؤات البحرية، وتصدر هذه الأقسام نشرات وتنبؤات جوية وبحرية للجمهور ومراكز العمليات ووسائل الإعلام والجهات الخاصة والحكومية في الدولة، وكذلك إصدار التحذيرات. اصطحبنا في الجولة المتنبئ الجوي خالد العبيدلي، الذي يقول: المركز يضم 9 متخصصين في مجال التنبؤ الجوي، بينهم 2 أو 3 من مساعدي المتنبئين. وعمل المتنبئين الرئيسي في المركز هو التعرف إلى حالة الطقس في الدولة، ورصد جميع العوامل المؤثرة في حركة الحياة العامة فيها وحركة الأعمال، سواء في المجال البحري، الجوي، أو البري. ويوضح العبيدلي أن أول مهمة يقوم بها المتنبئون، هي رصد خرائط الطقس في العالم واستنباط مدى تأثيرها في طقس الدولة، لافتاً إلى أن التركيز يكون على رصد جميع العناصر والظواهر الجوية المؤثرة في طقس الدولة، وهذه العملية تفيد في التنبؤ بالطقس الحالي والتنبؤات العددية. ويشير العبيدلي إلى أن العمل اليدوي الذي كان معتمداً سابقاً، حل محله الآن الحاسب الآلي والتنبؤات العددية، التي يمكن من خلالها التعرف إلى المعلومات السطحية للطقس المتوقعة، وأيضاً طبقات الجو العليا، وأماكن الضغط المرتفع والمنخفض، وأبرز المؤشرات العملية للتنبؤ الجوي، التي لها تأثيراتها في الطقس في الدولة. وفي مداخلة له بشأن أبرز مؤثرات رصد الطقس المحلي، يقول زميله عبدالعزيز الجابري: علمياً يتأثر طقس الدولة مدة الشتاء أو الفترة الانتقالية بحركة المنخفضات القادمة من جهة الغرب نحو الشرق، والعكس في الصيف، ولرصد حالة الطقس نستخدم عدداً من الأدوات والوسائل، أبرزها الأقمار الصناعية، والرادار، والمحطات، سواء اليدوية أو الأوتوماتيكية الخاصة بالغلاف الجوي، ونعمل على تحليلها على الخرائط، ثم مقارنتها بالنماذج العددية وحينها نستخرج بخبرتنا تنبؤات الأيام المقبلة. أبرز مهام المتنبئين، يوضحها عادل سعيد، من مركز التنبؤات الرئيسي، قائلاً إن النشرة اليومية بشأن الطقس يجب أن تكون جاهزة بحلول الساعة التاسعة صباحاً والتاسعة مساءً. وتوجد 4 أقسام للتنبؤات، هي: التنبؤات العامة، والبحرية، والطيران، والاستمطار، ويجب أن يكون هناك تصوّر واحد عام يمنح صورة عن الطقس لمدة أسبوع، بينما كل من تلك الأقسام تأخذ ما يعنيها من التنبؤ الجوي. وعن آلية العمل في مركز التنبؤات الرئيسي، يشير إلى أن العمل يظل قائماً بشكل متواصل بلا توقف، إذ يظل رصد المتغيرات قائماً طوال اليوم، فالوظيفة الرئيسية للمركز هي إصدار المعلومة الصحيحة بأكبر قدر من الدقة. ويعود بنا العبيدلي لنكمل الجولة في المركز، ويشدد على أن المجتمع يعتمد على المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل كمصدر المعلومات الأول والرئيسي لديهم، فيعطيهم المعلومة الصحيحة، ليس فقط لأنها كذلك، بل لأنها تؤثر في حياة الأشخاص، براً أو بحراً أو جواً. وتوجهنا برفقة خميس سيف الشامسي، مسؤول إدارة الزلازل، الذي عرفنا بدايةً على أقسام الإدارة التي تبدأ بصالة الرصد الزلزالي والهندسة الزلزالية، حيث يتم فيها استقبال بيانات المحطة الوطنية للرصد الذي يتواصل العمل فيها على مدى 24 ساعة. يقول الشامسي: بفضل الله، الدولة لا تعتبر من مصادر النشاط الزلزالي، إلا أنها تتأثر بمصدرين زلزاليين هما، جنوب إيران، وجنوب باكستان، وهذا التأثر قد يكون محسوساً. وعلى الرغم من أن النشاط الزلزالي لا يمكن التنبؤ بحدوثه قبل حدوثه فعلياً، فإن المركز، بحسب الشامسي، مجهز بأحدث التقنيات التي ترصد أي نشاط زلزالي خارج الدولة. ويضيف، إن هناك شبكة خاصة بالمركز لرصد التسارع الأرضي تعمل على جمع البيانات، وتستخدم للاستفادة منها في إنشاء المباني الجديدة مستقبلياً. كما هناك شبكة لمراقبة سلامة المباني مطبقة في إمارة أبوظبي، من خلال تثبيت حساسات خاصة برصد الهزات الأرضية التي تؤثر فيها. وهذه الحساسات مركبة في 7 مبانٍ في الإمارة، 5 منها في أبوظبي، وهي في كل من المبنى الرئيسي لأدنوك في منطقة الكورنيش، ومبنى سكاي تاور في جزيرة الريم، وكابيتال جيت المائل، وترست تاور في المركز التجاري العالمي وسط أبوظبي، وبرج الملا في شارع زايد الأول، الذي يعتبر نموذجاً للمباني السكنية الشائعة في المدينة، أي المكونة من 20 طابقاً. كما توجد في مدينة العين حساسات في مبنى جامعة الإمارات، وفي مبنى مستشفى مدينة زايد في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي. ويشير الشامسي إلى أنه على الرغم من انعدام النشاط الزلزالي في الدولة بفضل الله، فإن المركز يعمل بشكل متواصل لأجل الخروج بنشرات وتقارير يومية وأسبوعية وشهرية عن النشاط الزلزالي في الدول التي يتم رصد النشاط لديها، وكذلك تفجيرات الكسّارات في الإمارات الشمالية. ويقول إنه في حالة رصد الإدارة لأي نشاط أو هزة أرضية خارج الدولة في المصادر المؤثرة على نطاق الدولة، تعمل الإدارة على إبلاغ الجهات المعنية لأجل أخذ الاحتياطات اللازمة، ومنها إدارة العمليات المركزية وإدارة الأزمات والطوارئ والدفاع المدني، إضافة إلى التنسيق مع وسائل الإعلام. ويضم المركز كذلك، مركبة كبيرة تتضمن جميع المتطلبات لإصدار أي نشرات جوية وتقارير، مهمتها الانتقال إلى مكان الأحداث التي تستدعي التعرف أولاً بأول عإلى حالة الطقس، كالسباقات البحرية والبرية وسباقات الإبل، وغيرها من الأحداث الرياضية، وتوفر المركبة معلومات عن حالة الطقس ومدى ملاءمتها للأحداث الجارية، بدلاً من الاتصال بين حين وآخر بمركز الأرصاد للتعرف عإلى الأحوال الجوية. تواصل اجتماعي يحرص المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، على التواصل مع المجتمع، سواء عن طريق تقديم المعلومات أولاً بأول بشأن كل جديد عن حالة الطقس، من خلال موقعه الإلكتروني، أو الرد على المكالمات الهاتفية لأفراد المجتمع في جميع أقسام المركز، أو استقاء المعلومة الصحيحة بشأن أي استفسار عن حالة الطقس. وعن ذلك شدد خميس الشامسي، من إدارة الزلازل، على ضرورة إهمال والتصدي للشائعات التي غالباً ما يجري تداولها بين الناس بشأن احتمالية حدوث هزة أرضية في أي مكان في الدولة، ذلك لأن الزلازل علمياً لا يمكن التنبؤ بحدوثها، كما أن الجهات الرسمية في الدولة على أهبة الاستعداد لأي طارئ على هذا المستوى بعد تلقيها المعلومات من المركز، ويمكن لكل فرد في المجتمع الحصول على المعلومات الصحيحة الخاصة بالزلازل من الموقع الإلكتروني الخاص بالإدارة، أو الاتصال للاستفسار طوال 24 ساعة. ومن بين أبرز التوجهات التي اتخذها المركز لرفد المجتمع بالمعلومات الصحيحة عن طقس الدولة، جاء إعداد نشرة جوية مرئية على قناة المركز على يوتيوب، وربطها بوسائل التواصل الأخرى مثل فيس بوك وتويتر وإنستغرام. وهذه النشرة تطل على المجتمع يومياً في الثانية عشرة ظهراً. ويشير منصر الحميري، أحد مقدمي النشرات الجوية في المركز، إلى أن النشرة تظهر في هذا التوقيت نظراً لأهمية ما يمكن أن يقدم فيها بعد الإطلاع على جميع النماذج وبرامج الرصد، أي وفقاً لآخر التطورات، وتحدد النشرة عدداً من الخرائط لاطلاع الجمهور عليها، مثل خريطة لرصد درجات الحرارة الدنيا والعليا، والعظمى من اليوم السابق، وخريطة الضغط الجوي كالمرتفعات والمنخفضات، وخريطة الريح التي ترصد اتجاهاتها وحركة البحر ومدى ملاءمتها للقيام بالأنشطة البحرية، ثم رصد الشروق والغروب وظهور القمر، ونبذة عن صباح الغد وإذا ما كان هناك أي تحذيرات. توعية للأطفال والكبار يقدم الموقع الإلكتروني للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، معلومات توعوية وتثقيفية للأطفال بواسطة الشخصيتين الكرتونيتين مطر ومزنة، وتبين لهم كيفية تكوّن الظواهر الجوية، مثل طبقات الغلاف الجوي، ودورة الماء، والفصول الأربعة، والموجات الزلزالية، وصفائح الغلاف الصخري، وخطوط الطول والعرض، وغيرها بشكل مبسط وممتع. ويقدم الموقع توعية للمجتمع بشأن التصرف السليم عند حدوث الزلازل، من خلال التشديد على الهدوء والتصرف السليم والسريع باختيار المكان الآمن الذي يزيد من فرص السلامة عند التعرض للزلازل القوية، إضافة إلى اتباع تعليمات لمن هم في الخارج أو الداخل، لحسن التصرف بعد انتهاء الزلازل. ريادة في تقنيةتلقيح السحب يمتلك المركز 6 طائرات للاستمطار، وتعتبر الإمارات من أوائل دول منطقة الخليج العربي التي استخدمت تقنية تلقيح السحب. والاستمطار كما يوضح المسؤولون، عملية تعتمد على تلقيح السحب بأحدث التقنيات المتوفرة على المستوى العالمي، باستخدام رادار جوي متطور يرصد أجواء الدولة على مدار الساعة، إضافة إلى طائرة خاصة مزودة بشعلات ملحية خاصة، يجري تصنيعها لتتلاءم مع طبيعة السحب التي تتكون داخل الدولة، من الناحية الفيزيائية والكيميائية. وهذه السحب تجري دراستها مسبقاً قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار في الدولة، ومن ثم تصنيفها وتحديد المناسب منها، وبحسب المركز، فإن أفضل السحب للاستمطار هي التي تتكون في الصيف على المناطق الشرقية والجنوبية الغربية. ويقول المتنبئ الجوي خالد العبيدلي: استمطار السحب يعتمد على حجمها ومدى تراكميتها، وفي البداية يرصدها المتنبئ أولاً من خلال صورة القمر الصناعي، ثم يخبر الطيار لاستكشافها، وبعد أن يتأكد الطيار من قابلية السحابة للاستمطار، يحدد كمية الحقن وتجري العملية في غضون ساعة، وبفضل الله والجهود المبذولة بهذا الصدد فإن أغلب عمليات الاستمطار حتى الآن ناجحة، خصوصاً في الصيف على المناطق الشرقية القريبة من الجبال. وينوه بأن الاستمطار يعتبر من العمليات التي تستوجب الدقة في طريقة التلقيح وتوجيه الطائرة إلى المكان المناسب وفي الوقت الملائم، لضمان الهدف المرجو منها.

مشاركة :