وافق المسؤولون في مدينة أوردوس - وهي إحدى مراكز إنتاج الفحم في الصين - على إقامة منجم عملاق للفحم يمكنه إنتاج 15 مليون طن سنويا ويعمل لنحو 97 عاما. وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن مكتب الموارد الطبيعية في مدينة أوردوس وافق 2 نيسان (أبريل) الحالي على منح شركة ليانهاي كول إندستري ترخيصا لتشغيل منجم بايجياهايزي للفحم الذي يغطي نحو 170 كيلومترا مربعا، ويحتوي على 2.03 مليار طن من احتياطيات الفحم بما يكفي للتشغيل لمدة 96.8 عام. وكانت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية قد وافقت على المشروع في 2019، حيث بدأ العمل فيه، قبل الحصول على التراخيص المحلية. وبعد الحصول على الترخيص من مدينة أوردوس سيبدأ المشروع الإنتاج بشكل قانوني. وأصدر كبار المسؤولين في الحكومة المركزية الصينية تعليمات لمسؤولي المناطق التي تحتوي على احتياطيات الفحم بزيادة الطاقة الإنتاجية لقطاع الفحم في الصين بمقدار 300 مليون طن خلال العام الحالي، في ظل محاولات الصين التغلب على نقص إمدادات الطاقة وارتفاع أسعارها. ومنطقة أوردوس التي تقع في منغوليا الداخلية الواقعة في غرب البلاد هي أكبر مركز لإنتاج الفحم في الصين وتنتج كميات من الفحم أكبر من أي دولة أخرى في العالم. وبلغ إنتاج المنطقة خلال أول شهرين من العام الحالي 197 مليون طن، في حين من المتوقع وصول الإنتاج خلال العام ككل إلى 1.18 مليار طن. وخلال 2021، استهلكت الصين - أكبر مستهلكي الفحم في العالم - نحو 5.24 مليار طن من مكافئ الفحم، بزيادة قدرها 5.2 في المائة عن 2020، ومن المتوقع أن يرتفع حجم استهلاك الصين من الفحم 3.3 في المائة في 2024. وخوفا من نقص إمدادات الطاقة بعد الحرب الروسية، تسعى الصين إلى تأمين احتياجاتها من الفحم من الشركات المحلية، عبر إبرام عقود جديدة تضمن توريد الجزء الأكبر من الإنتاج للحكومة. وتجري اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين - أكبر مخطط اقتصادي في البلاد - تعديلات جديدة في العقود متوسطة وطويلة الأجل التي وقعها موردو الفحم في 2022. وتطالب اللجنة بأن تمثل موارد الفحم في العقود متوسطة وطويلة الأجل 80 في المائة، من إنتاج شركات الخام الجاف. وتعد هذه الخطوة أحدث الجهود المبذولة من السلطات الصينية لتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة، والأنشطة الاقتصادية في البلاد، وسط الاضطرابات العالمية، ومن بينها التدخل الروسي في أوكرانيا، التي أثرت سلبا في إمدادات الطاقة. وقالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين: "إن شركات الفحم العاملة في البلاد بحاجة إلى توقيع كثير من العقود متوسطة وطويلة الأجل، على أن تغطي جميع هذه العقود توريد الفحم إلى شركات الكهرباء والتدفئة".
مشاركة :