قـام المغامـر الطيار السويسري ايف روسي، قائد مشروع جيت مان الذي ترعاه شركـة اكس دبي بمغامرة فضائية لاستكشاف مدينة الأحلام دبي بمشاركة تلميذه فينس ريفيت Vince Reffet، وذلك على هامش بطولة العالم للرياضات الجوية، وقدم جيت مان عروضاً مثيرة نالت إعجاب الجماهير عندما حلق جنباً إلى جنب مع 3 طائرات في سماء دبي بأجنحة صغيرة تشبه أجنحة العصافير. وكشف المغـامر السويسري أن التحليق بهذه الأجنحة لا يتجاوز ارتفاع 800 متر تجنباً لمشكلة فقدان الأوكسجين وبسرعة تصل إلى 330 كم في الساعة، مشيراً إلى أن الناس قد يعتبرونه أحد المجانين، لكنه يرى أن قيادة السيارة بسرعة 100 كلم في الساعة أكثر مجازفة وخطراً من التحليق في الجو بهذه الأجنحة. وحول فكرته بالتحليق في الجو التي يعتبرها البعض ضرباً من الجنون، قال روسي: نشأت لديّ هذه الفكرة عندما جربت القفز الحر بالمظلات للمرة الأولى منذ 20 عاماً، وخطر بذهني البحث عن طريقة مبتكرة تساعدني على التحليق في الأجواء مثل الطيور لوقت أطول وعدم الهبوط مباشرة إلى الأرض عند القفز من الطائرة. وأضاف: بعدما جربت القفز الحرّ بالمظلة لأول مرة وجدت أن الأمر مدهش لكنه سيكون ممتعاً أكثر إذا تمكنت من البقاء في الجو، وبدأت في التفكير فعلاً في طريقة مبتكرة لتحقيق هذا الحلم، وبما أنني أعرف جيداً كيف يكون شعور الإنسان الطائر بحكم خبرتي في المجال، قلت لنفسي: سيكون هذا الأمر مثيراً إذا ما نجحت في البقاء بالأجواء بعد القفز من الطائرة. أصل الفكرة وتابع: استلهمت فكرة التحليق من العودة إلى أصل الطيران وهي العصافير التي لا تعتمد في تحليقها على المحركات، بل على جانحين صغيرين. وبخصوص إجراءات السلامة والأمان في مغامرته الفضائية، قال: كوني طياراً محترفاً، أنا حريص على توفير إجراءات السلامة كافة، وأدرك جيداً حجم الخطر الذي يمكن أن أواجهه في حال تهاونت من هذا الجانب، وفي جميع مراحل البحث التي كنت أقوم بها أضع مقومات السلامة في المقام الأول، وأضع خطة ب في حال حدوث أي طارئ، مثلما أحدد أقرب مخرج من الطائرة إذا ما واجهنا مشكلة، وقبل تطوير الأجنحة وجعلها ملائمة للطيران قمت أولاً بتطوير مظلة الطوارئ التي تفتح آلياً، ولذلك استغرقنا 20 عاماً لتحقيق حلم الطيران بهذه الأجنحة. تجربة القفز وعن أهم المراحل التجريبية التي مر بها وصولاً لاكتشاف الأجنحة، أوضح المغامر السويسري أنه بعد تجربته القفز الحر بالمظلة، فكر في طريقة تساعده على البقاء في الجو مثل لوحة التزلج على الأمواج، ولكن بطريقة مختلفة، وأضاف: انطلقنا من هذه الفكرة لتحقيق بقية الخطوات التي اعتمدت في جميع مراحلها على التحليل العلمي وصولاً إلى أجنحة صغيرة تعمل بمحركات صغيرة مصدر طاقتها من البنزين، وتمكنت أخيراً من تحقيق حلم راودني 20 عاماً، وأصبحت أحلق في الجو مثلما يلعب طفل صغير داخل الطائرة. وأكد ايف روسي أن تحقيق حلمه كلفه الكثير من الناحية المادية، حيث اعتمد على تمويل ذاتي لمدة 12 عاماً، قبل أن يحظى برعاية بعض المؤسسات في السنوات الأخيرة، وقال: أنفقت راتبي الذي كنت أحصل عليه من شركة الخطوط السويسرية في تمويل هذا المشروع وبدلاً من القيام باستبدال سيارتي كل سنة كنت أنفق أموالي في تطوير الأجنحة، وبعد أن نجحت التجربة وجدت رعاية من شركات سويسرية كبيرة. وأوضح روسي أنه يفكر الآن في التقليل من نفقات التحليق في الجو من خلال إيجاد طريقة للانطلاق مباشرة من الأرض أو من فوق سيارة مسرعة للاستغناء عن تأجير طائرة خاصة. صعوبات اعترف المغامر السويسري أنه تعرض لبعض الصعوبات أثناء التحليق في الجو خلال التجارب الأولى، بعد أن فقد التوازن بسبب تعطل الأجنحة، مشيراً إلى أنه لا يزال يتعرض أحياناً لمشكلة تعطل أحد المحركات، ولكن هذا الأمر غير مقلق لأن لديه مظلة الطوارئ.
مشاركة :