أثار قرار لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم، القاضي بتأجيل مواجهة الملحق بين «الترجي والرياض» لتحديد الصاعد الثالث من دوري الدرجة الثانية لدوري الأولى، وتأجيل مباراة العربي والقيصومة لتحديد بطل دوري الثانية، بدعوى وجود قضايا منظورة من قبل لجنة الانضباط والأخلاق، جدلاً وتساؤلات في الشارع الرياضي حول حجم وتأثير هذه القضايا على هوية البطل والمتأهلين في هذا الدوري. وثارت تكهنات بأن هناك قرارات تاريخية صارمة قد تصدر تجاه أندية قد لا تقل عن إبعاد فريق صاعد ومعاقبته بالهبوط للدرجة الأدنى «الدرجة الثالثة» كما حصل قبل عدة سنوات حيث تم تهبيط فريق المجزل من دوري الأولى إلى الدرجة الثانية، بدلاً من صعوده إلى دوري المحترفين، واستفاد حينها الاتفاق بعد الصعود لدوري المحترفين لينال درع الدوري بعد أن كان قد حلّ وصيفاً مع نهاية دوري الأولى، كما صعد الباطن لدوري المحترفين بشكل مباشر دون اللجوء للملحق. ومثّل ذلك القرار صدمة كبيرة في الشارع الرياضي السعودي إلا أنه قطع كثيراً من الأحاديث حول صمت اللجان على بعض التجاوزات التي تحصل من قبل بعض منسوبي الأندية، التي تتجاوز المنافسة داخل أرض الملعب، وحضور الروح التنافسية العادلة البعيدة عن الشكوك والتجاوزات التي يتضرر منها فرق وتستفيد أخرى بعيداً عن أهداف التنافس الشريف. وقد لا يتم إصدار قرارات تختص فقط بفرق المقدمة بالدوري الذي انتهى فعلياً عدا تحديد الصاعد الثالث والبطل، فيما تحدد أسماء الفرق الهابطة لدوري الثالثة؛ حيث إن هناك آمالاً لدى بعض الأندية التي هبطت بأن يكون لها نصيب من القرارات المتوقع إصدارها قبل نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي. واعتذر عدد من مسؤولي الأندية التي لها علاقة بالقضايا المنظورة عن الحديث لـ«الشرق الأوسط» عن نوع الشكاوي المقدمة تجاه مسؤولين في أندية أخرى، إلا أن المصادر تؤكد أن الاتهامات تتركز على محاولات «إغراءات مالية» من قبل أحد المسؤولين تجاه لاعبين في فريق كان بعيداً عن المنافسة عن مراكز الصعود المباشرة إلا أن شكواه قد تمنحه فرصة اللعب في الملحق على الأقل، في حال كسبها بالأدلة القاطعة. أما بالنسبة للأندية التي هبطت فعلياً فقد لا تستفيد من القرارات المقبلة «إن حصلت» وقد لا يستفيد سوى نادٍ واحد في نفس المجموعة التي تشهد القضية الكبرى في حال تهبيط الفريق الذي يثبت تورطه للدرجة الأدنى، ما يعني تقدم أحد الهابطين للثالثة وثباته في دوري الثانية. وكان الدوري قد انتهى في أدواره التمهيدية حيث شهد بقاء الترتيب على حاله، فيما يخص صفوف المقدمة، وخصوصاً في المجموعة الأولى التي ضمت العربي والرياض، خصوصاً بعد التعادل الذي انتهت عليه المباراة التي جمعتهما في عنيزة قبل جولتين من الختام، حيث انحصر التنافس بين الفريقين على الصدارة والصعود المباشر، في ظل ابتعادهما بشكل كبير عن المنافسين، وخصوصاً الانتصار الذي فقد حظوظه في الصعود المباشر منذ منتصف الدور الثاني من الناحية النقطية. وحظى الناديان العربي والرياض بدعم كبير من رجال الأعمال، ما جعل هناك منافسة على حجم المكافآت المالية التي تقدم للاعبين بعد كل فوز إلا أن مقربين من المنافسات أشاروا إلى أن حجم المكافآت التي تقدم من رئيس العربي أمين الملاح للاعبين تتجاوز المكافآت التي تقدم في دوري الدرجة الأولى في ظل السعي لإعادة الفريق إلى أمجاده التي كان عليها لسنوات، وليعود واجهة لكرة القدم في محافظة عنيزة التابعة لمنطقة القصيم. وفي المجموعة الثانية، فقد الترجي فرصة تحقيق حلم طال أكثر من «50 عاماً» من خلال التأهل المباشر إلى دوري الأولى، بعد تراجعه في آخر جولتين لمركز الوصافة ليتصدر القيصومة المجموعة، ويكون هو الصاعد عن المجموعة الثانية ببطاقة مباشرة. كما أن التأجيل الأخير قد يعطي فريق النجمة صاحب الصولات والجولات في الدوري الممتاز (المحترفين حالياً) فرصة لينافس بقوة ولا يبتعد عن الوصيف سوى نقطتين، حيث إنه يأمل بقبول استئنافه الذي قدّمه ضد تثبيت نتيجة مباراته ضد عرعر بعد أن قدم احتجاجاً على مشاركة أحد اللاعبين الموقوفين، فيما قبل احتجاج الترجي على مشاركة اللاعب نفسه. وبعد دخول المنافسات مراحل الحسم، ارتفعت الأصوات المطالبة بتكليف طواقم تحكيم من الأسماء الدولية، من أجل خفض الأخطاء التي تحصل في بعض المباريات المصيرية، في ظل وجود صراع شديد أيضاً على الابتعاد عن خطر الهبوط لدوري الثالثة. وهبط الثقبة وعفيف من المجموعة الثانية، والذهب والنجوم من المجموعة الأولى، إلا أن أحد هذه الفرق الأربعة قد ينجو من الهبوط. وتشير المصادر إلى أن هناك شكاوي كثيرة من عدة أندية، وصلت للاتحاد السعودي لكرة القدم، من أجل البت فيها، من بينها الحديث عن أخطاء تحكيمية فادحة، وكذلك وجود مغريات مالية ووعود للاعبين في أندية فقدت فرصة التأهل من أندية منافسة على الصعود، ما جعل بعض منسوبي تلك الأندية تلجأ لاتحاد الكرة من أجل الفصل في هذه القضايا حيث إن الشكوى الأبرز من نادٍ يحتل ثالث الترتيب على متصدر نفس المجموعة والمطالبة بتهبيطه للدرجة الأدنى، ما سيفيد صاحب المركز الثالث للتقدم لثاني الترتيب وخوض الملحق.
مشاركة :