انتعشت الصوالين الأدبية النسائية منذ القدم، وقد كان أشهرها في العصر الأموي في الأندلس منتدى الشاعرة الولاّدة بنت المستكفي، فقد جعلتْ دارها صالوناً لأهل الأدب والشِّعر، وفي العصر الحديث اشتهرت الكاتبة العربيّة الشهيرة مي زيادة بصالونها الأدبي الذي استقبلت فيه الجنسين، وكان للنساء الحصة الكبرى، فقد حولّت منزلها إلى صالون أدبي كل ثلاثاء، فقد كانت رائدة من رائدات النهضة بالمرأة العربية واستقلالها ومساواتها بالرّجل آنذاك في عصرها، ونجح صالونها نجاحاً منقطع النظير. اليوم وفي ثورة التقنية والمنصات الافتراضية والرقميّة ما زال يوجد صالونات أدبيّة نسائية سعوديّة، ولكن يُعاب عليها أنها لم تنتشر أو بالأصح لم يُعلن لها الإعلان القوي لجذب سيدات المجتمع المفكّرات والأديبات والشاعرات والمواهب النسائية الناجحة كافة. تحتاج الصالونات الأدبية النسائية في المملكة العربية السعوديّة إلى جدولة ودعم من وزارة الإعلام وجمعية الثقافة والفنون وأيضاً من وزارة المالية، للتشجيع على افتتاح صالونات نسائية أدبيّة تُليق بالمرأة السعودية المُفكّرة، ولخلق تعارف مُثرٍ بين سيدات المجتمع الناجحات ونقل الخبرات فيما بينهن. وهذا بالتأكيد سيصبُّ في مناهل الوطن العذبة وسيرفع من ديناميكية المرأة السعوديّة وتحقيقها للأهداف التي تسمو إليها. الصالون الأدبي النسائي منبر ومنصّة تفاعليّة مُباشرة لنثر الثقافات المُختلفة بين نساء مدن المملكة ونشر الأسماء الناجحة بقدر الإمكان لتصل إلى كل جهة إعلاميّة وموسوعة ثقافيّة فكريّة. أنا لا أُنكر بأن هناك صالونات أدبية نسائية موجودة ومُنتعشة ولكن نريد صالونًا أدبيًا موثّقًا يستقطب كل مفكّرات الوطن ويؤسس له مجلس إدارة وعضوات شرف، آمل أن نشاهده على الواقع في الرؤية الساميّة 2030، ولقد أعطى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- المرأة الحقوق كافة في العمل والحياة الكريمة، وقال جملته الشهيره: «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء؛ لذا أنا أدعم النساء».
مشاركة :