تطوير خطبة الجمعة

  • 4/7/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إن خطبة الجمعة لم تعد مؤثرة في الناس كما كانت قديماً، وذلك لسببين رئيسيين: أولاً: افتقاد مقومات الخطيب الناجح، وأبرزها العلم والثقافة. وللتوضيح فإن الكليات الشرعية اليوم تأخذ في الغالب أدنى المجاميع، وأغلب الخطباء من خريجي هذه الكليات، الذين فشل معظمهم في الالتحاق بكليات القمة بسبب ضعف مستواهم، والكثيرون منهم لا يحفظون إلا القليل من القرآن الكريم ولا يحسنون اللغة العربية، ونظراً لضعف مستواهم فهم يلجأون إلى حفظ خطب من الكتب القديمة أو لغيرهم من الخطباء من داخل البلاد، وربما من خارجها، من دون فهم أو دراسة الواقع الذي يعيشونه ومشكلات الناس من حولهم، وهكذا تحولت الخطابة إلى مجرّد وظيفة وليست رسالة، وطالما أصبح الخطيب موظفاً فلن يؤثر في الناس. السبب الثاني: عدم صدق إيمان المخاطبين (المصلين)، فمن علامات الإيمان كما أخبر الله عز وجل: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (الأنفال: 2)، ولكن الإيمان اليوم أصبح غير عميق لدى الكثير من الناس، ولم يعد ذكر الله ولا تلاوة آياته يزيدان في إيمان هؤلاء شيئاً، وتحولت الجمعة للكثيرين إلى مجرّد طقوس وإسقاط للفريضة. كما يجب أن تتوافر في الخطيب الخبرة والكفاءة، فخطبة الجمعة ليست مباحةً لكل أحد، وليست حقاً لكل من ظن بنفسه الأهلية، وليست ساحة للظهور والشهرة على حساب الناس ووقتهم ودينهم، فهي أمانة ومسؤولية، ومن أراد التصدر لها فعليه أن يكون أهلاً لها من ناحية الخبرة، ويملك من المعلومات التي تؤهله ليكون خطيباً بارعاً.

مشاركة :