تنشط ظاهرة التسول في رمضان، أكثر من بقية الأشهر الأخرى، لاستجداء عاطفة الناس في هذا الشهر الفضيل، وإقبالهم على فعل الخير والعطاء، وحرصهم على المسارعة في مد يد العون للمحتاجين والفقراء، من أجل الفوز بالأجر والثواب المضاعف في رمضان، حيث يستغل المتسولون هذه الأوقات للتسول، حاملين أوراقاً ليس لها مصدر، مدعين أنها تقارير طبية أو قضية مالية، أو أنهم يحتاجون للمال بحجة شراء الطعام والشراب أو تذكرة سفر للعودة إلى بلدهم، وغيرها من الحجج الوهمية، التي تخدع الشخص المحسن. بالمقابل، حذرت الجهات المعنية، من اتخاذ المساجد مواقع للتسول، مما يشوه صورتها السامية ورسالتها العظيمة في حماية الدين ونشر مبادئه وقيمه، كما نهت الجمهور عن مساعدة هؤلاء المتسولين، الذين بإمكان الصادقين منهم اللجوء إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية لمساعدتهم، حيث تبذل الجهات الأمنية في مختلف مناطق الدولة، جهوداً حثيثة لمكافحة هذه الظاهرة، من خلال حث وتوعية الجمهور بعدم التعاطف مع المتسولين، والإبلاغ الجهات المختصة عنهم، باعتبارهم مخالفين للقوانين ويتحايلون على الناس لأخذ أموالهم. غرامة مالية وأوضحت النيابة العامة للدولة، عقوبة التسول طبقاً للمادة 475 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، أنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر، وبالغرامة التي لا تقل عن 5 آلاف درهم، كل من ارتكب جريمة التسول من خلال الاستجداء بهدف الحصول على منفعة مادية أو عينية بأي صورة أو وسيلة. وشددت على مرتكب جريمة التسول في الأحوال الآتية، إذا كان المتسول صحيح البنية أو له مورد ظاهر للعيش، وإذا كان المتسول قد اصطنع الإصابة بجروح أو عاهات مستديمة، أو تظاهر بأداء خدمة للغير، أو استعمل أي وسيلة أخرى من وسائل الخداع والتغرير بقصد التأثير على الآخرين لاستدرار عطفهم. أحمد السركال أحمد السركال سلوكيات دخيلة وأطلقت القيادة العامة لشرطة الشارقة، حملة لمكافحة التسول تحت شعار «التسول جريمة.. والعطاء مسؤولية»، بهدف توعية أفراد الجمهور بالمخاطر التي تنضوي عليها هذه السلوكيات الدخيلة على المجتمع. وقال العميد أحمد حاجي السركال، مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة: إن التسول من السلوكيات التي تنشط خلال شهر رمضان الكريم، وفي المناسبات المختلف لارتباط تلك المناسبات بمعاني الإنفاق والرحمة والتنافس من أجل البذل والعطاء، حيث تقوم تلك الفئات باستجداء عطف الناس بأساليب وحيل مختلفة، والحصول على الأموال بصورة غير مشروعة. وأضاف أن الحملة تستمر لما بعد عيد الفطر المبارك، حيث تم توجيه كافة الفرق المعنية بمكافحة التسول إلى ضبط تلك الممارسات غير المشروعة، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم، مشيراً إلا أنه تم إعداد خطة، ترتكز على التحليل المكاني والزمني لمواجهة تلك السلوكيات ميدانياً، إلى جانب بث الرسائل التوعوية عبر حسابات التواصل الاجتماعي لشرطة الشارقة بصورة متواترة، هذا إلى جانب عرض مواد توعوية بالتعاون مع الشركاء لمكافحة هذه السلوكيات الممنهجة والدخيلة، والحفاظ على الصورة الحضارية للمجتمع. وناشدت شرطة الشارقة أفراد الجمهور إلى المساهمة الفاعلة في القضاء على هذه السلوكيات من منطلق المسؤولية المجتمعية، بالتبرع عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية المعتمدة بصورة رسمية من قبل الجهات الحكومية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ الفوري عن أي متسول يتم رصده في أي مكان على مركز الاتصال (901) أو الخط الساخن لإدارة التحريات والمباحث الجنائية، (80040)، أو عبر خدمة «حارس» المتوفرة عبر التطبيق الذكي لشرطة الشارقة أو الموقع الإلكتروني. أحمد النعيمي أحمد النعيمي 45 متسولاً وألقت القيادة العامة لشرطة عجمان القبض على 45 متسولاً «28 رجلاً و16 امرأة وطفلاً واحداً» من جنسيات عربية وآسيوية، خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، ضمن جهودها المتواصلة للقضاء على هذه الظاهرة، لما لها من آثار سلبية من الإساءة للوجه الحضاري المشرق للدولة، وسلب لأموال الناس من غير وجه حق. وقال المقدم أحمد سعيد النعيمي، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية بشرطة عجمان: إن الشرطة تولي اهتماماً كبيراً بتعزيز الأمن المجتمعي، ومحاربة الظواهر السلبية، التي قد تضر بالأمن والسلم المجتمعي، واستيلاء على أموال الآخرين بغير وجه حق بدافع الشفقة وادعاء الفقر والحاجة. وأوضح أن شرطة عجمان وخلال تكثيف جهودها لإيقاف هذه الظاهرة، تمكنت من ضبط 45 متسولاً من جنسيات عربية وآسيوية ومن مختلف الفئات العمرية خلال أسبوع أثناء تجولهم في مناطق مختلفة من إمارة عجمان، والتسول بأساليب وطرق مختلفة، كادعاء الفقر والحاجة والبيع المتجول، ما يسبب الإزعاج والحرج لأفراد المجتمع كافة. ودعا المقدم أحمد النعيمي، إلى عدم الاستجابة لاستجداء المتسولين، أو التعامل معهم بمشاعر الشفقة والعطف على مظهرهم، ومساعدة أجهزة الشرطة بالإبلاغ الفوري عن أي متسول يتم رصده في أي مكان على الرقم 067034310، كما ودعا أفراد المجتمع بالمساهمة الإيجابية مع الأجهزة الأمنية في الحد من ظاهرة التسول، وذلك من خلال التبرع بأموال صدقاتهم إلى الهيئات والجمعيات الخيرية، حتى يضمنوا وصولها إلى مستحقيها من الفقراء والمحتاجين، وألا يكونوا سبباً في انتشار الجرائم التي يرتكبها المتسولون تحت غطاء التسول. عيسى بولحيول عيسى بولحيول لا تشملهم وأكد عيسى علي بولحيول، مدير عام جمعية أم القيوين الخيرية، أن المؤسسات والجمعيات الخيرية، تقدم المساعدات للحالات الإنسانية المقيمة في الدولة بصورة شرعية، وفق اشتراطات ودراسة الحالة، مؤكداً أن المتسولين لا تشملهم المساعدة، نظراً لعدم حوزتهم على أوراق ثبوتية أو ما يثبت حاجتهم للمساعدة. وأضاف أن الجمعية لديها باحثون وباحثات يقومون بدراسة الحالة الإنسانية وظروفها المعيشية، من أجل تقديم يد العون لها حسب حاجتها لشراء الأثاث المنزلي أو الأجهزة الكهربائية أو دفع إيجار المنزل، أو مواد غذائية أو مساعدة نقدية وغيرها، لافتاً إلى أن المساعدة تذهب للمحتاجين ممن تنطبق عليهم الاشتراطات.
مشاركة :