عاودت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعها خلال التعاملات الأوروبية أمس بسبب تزايد المخاوف من اضطراب تدفق إمدادات الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، وهي أحد الممرات الأساسية للغاز الروسي إلى أوروبا. وقالت شركة تشغيل شبكة خطوط أنابيب الغاز في أوكرانيا الجمعة إن التدخل الروسي في أوكرانيا المستمر يهدد استقرار تدفق إمدادات الغاز إلى أوروبا. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن الشركة القول إن القوات الروسية ومجموعة مسلحة موالية لها تسبب اضطرابا في عمل محطة ضغط أساسية في شبكة خطوط أنابيب الغاز والمسؤولة عن نقل نحو ثلث إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا. وتزامن تحذير الشركة الأوكرانية مع تراجع الكميات، التي يتم ضخها أمس عبر أوكرانيا عن التوقعات، رغم أن شركة غازبروم الروسية المصدرة للغاز قالت إنها ترسل كميات الغاز نفسها إلى أوروبا. وتراجعت الطلبيات للغاز الروسي عبر أوكرانيا أمس إلى نحو 91 مليون متر مكعب يوميا، وهو أقل مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع. وارتفع سعر الغاز الطبيعي الهولندي وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية أمس 3.6 في المائة إلى 108.3 يورو لكل ميجاوات/ساعة تسليم الشهر المقبل في تعاملات بورصة أمستردام. كما ارتفع سعر الغاز في تعاملات لندن 3.6 في المائة إلى 2.42 جنيه استرليني لكل مليون وحدة حرارية. وفي الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الروسي تداعيات الحرب على أوكرانيا، من المنتظر أن تظهر أوضاع المالية العامة الروسية قوية، في ظل استمرار استيراد أكبر الشركاء التجاريين لروسيا النفط والغاز منها رغم العقوبات الغربية على موسكو. ويتوقع الخبراء في خدمة "بلومبيرج إيكونوميكس" للتقارير الاقتصادية وصول إيرادات روسيا من صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي خلال العام الحالي إلى نحو 321 مليار دولار، ما يزيد بأكثر من الثلث على العام الماضي، بفضل الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي والنفط. كما تتجه روسيا نحو تحقيق فائض قياسي في ميزان الحساب الجاري خلال العام الحالي، حيث يقدره معهد التمويل الدولي بنحو 240 مليار دولار. ويقول خبراء معهد التمويل الدولي بقيادة روبن بروكس في تقرير صادر عن المعهد: "إن المحرك الأكبر الوحيد لفائض الحساب الجاري لروسيا ما زال يبدو قويا، مع استمرار العقوبات الحالية، سيستمر تدفق العملة الصعبة بغزارة إلى روسيا بفضل صادراتها من النفط والغاز الطبيعي".
مشاركة :