أبوظبي في 9 أبريل/ وام/ سيكون مانشستر سيتي على موعد مع لقاء قمة حقيقي ومواجهة مصيرية إلى حد كبير أمام ليفربول غدا في المرحلة الـ32 من الدوري الإنجليزي ، وذلك بعد عدة مواجهات صعبة بين الفريقين في المسابقة خلال السنوات الأخيرة . وقبل آخر سبع مباريات لكل من الفريقين في المسابقة هذا الموسم ، يشتعل الصراع بينهما على صدارة جدول البطولة التي يحتلها مانشستر سيتي حاليا بفارق نقطة واحدة فقط أمام ليفربول، ما يجعلها من أصعب المواجهات على الإطلاق رغم تأكيدات الطرفين بأن نتيجتها ليست حاسمة بالضرورة في الصراع على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، حيث تتبقى لكل منهما 21 نقطة متاحة في الأسابيع ال 7 من المسابقة. ولكن الفوز في هذه المباراة سيقترب بصاحبه خطوة كبيرة بالتأكيد على الطريق نحو منصة التتويج باللقب، لاسيما إذا كان من نصيب مانشستر سيتي الذي تنتظره مباريات أقل صعوبة مما تنتظر ليفربول في الأسابيع المتبقية من المسابقة هذا الموسم. 90 دقيقة غدا على استاد "الاتحاد" في مانشستر قد تكون البوصلة الحقيقية لتحديد هوية الفريق الأقرب لمنصة التتويج في دوري "كامل العدد" بالموسم الحالي الذي شهد عودة المنافسات إلى طبيعتها بشكل كبير بعدما أثرت جائحة كورونا عليها في الموسمين الماضيين سواء على مستوى انتظام المباريات أو الحضور الجماهيري. ومنذ الفوز الكبير لليفربول على مانشستر سيتي 3 / صفر ذهابا و2 / 1 إيابا في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا موسم 2017 / 2018 ، تحسن سجل مانشستر سيتي كثيرا في مواجهة ليفربول حيث حقق الفريق الفوز على ليفربول ثلاث مرات وتعادل في ثلاث مباريات وخسر مباراة واحدة في سبع مباريات جمعت بينهما بالدوري كما تغلب عليه بركلات الترجيح في مباراة الدرع الخيرية /كأس السوبر الإنجليزي/ في مطلع موسم 2019 / 2020 . وقال الإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه وليفربول رفعا سقف المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي من خلال الارتقاء بالمستوى العام حتى أصبح الحصول على اللقب يتطلب حصد أكثر من 90 نقطة. وخلال مباراتهما في جولة الذهاب بالموسم الحالي ، نجح مانشستر في خطف تعادل ثمين مع ليفربول 2 / 2 بعد واحدة من أقوى مباريات المسابقة هذا الموسم. ولكن مواجهات الماضي والإحصائيات لن يكون لها مكان كبير على المستطيل الأخضر في مباراة الغد حيث لا تعترف هذه المواجهات إلا بقدرة كل فريق على الحسم داخل المستطيل كونها أشبه بمباريات الكؤوس. ويدرك كل طرف نقاط القوة في الطرف المنافس حيث أصبح كل منهما كتابا مفتوحا للمدير الفني الاخر نظرا لأن المواجهة بينهما تأتي في الربع الأخير من الموسم.. ولهذا ، ستعتمد فرص أي منهما في تحقيق الفوز على قدرته على استغلال أسلحته من ناحية ونجاحه في إبطال أسلحة المنافس. ويعتمد جوارديولا على مجموعة من الأسلحة المهمة قبل هذه المواجهة وفي مقدمتها تعدد الخيارات الهجومية لدى الفريق، وإن كانت أحد أبرز مشكلاته هي عدم وجود رأس الحربة الصريح المميز بالشكل الكافي لترجمة الفرص العديدة إلى أهداف. ومن أبرز الخيارات الهجومية لدى الفريق يأتي البرازيلي جابرييل جيسوس والجزائري رياض محرز والإنجليزيان رحيم ستيرلنج وجاك جريليش ويعاونهم كيفن دي بروين وبرناردو سيلفا وفيل فودين وغيرهم من وسط الملعب. وقد يكون فودين وستيرلنج من أهم الأوراق الناجحة لدى جوارديولا في هذه المواجهة حيث خطف الأول الأضواء في آخر مواجهتين أمام ليفربول كما لعب الآخر دورا بارزا في آخر انتصارين على ليفربول حيث سجل في كل منهما هدفا.. والأكثر من هذا أن فودين هز الشباك في آخر ثلاث مباريات خاضها مع السيتي أمام ليفربول، وهي ثلاث من آخر أربع مباريات بين الفريقين في الدوري فيما غاب عن المباراة الأخرى والتي انتهت بالتعادل 1 / 1 في نوفمبر 2020 . وإذا كان مانشستر سيتي سيحظى بدعم أكبر من الجماهير في المدرجات على ملعبه غدا فإنه يحتاج أيضا إلى دعم أقوى من دفاعه في مواجهة هجوم ليفربول بقيادة النجم المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني علما بأن دفاع مانشستر سيتي لا يزال هو الأفضل في البطولة هذا الموسم حيث اهتزت شباكه 18 مرة فقط في 30 مباراة مقابل 20 هدفا في شباك ليفربول بنفس العدد من المباريات. تجدر الإشارة إلى أنه منذ فوز مانشستر سيتي على ليفربول 2 / 1 في يناير 2019 ، وهو الفوز الذي ساهم في تتويج مانشستر سيتي باللقب في ذلك الموسم ، خاض الفريقان مباراتين على نفس الاستاد "الاتحاد" ولكن في غياب الجماهير وذلك في يوليو 2020 ونوفمبر من العام نفسه وفاز مانشستر سيتي في الاولى 4 / صفر وتعادل الفريقان في الثانية 1 / 1 فيما ستشهد مباراة الغد عودة الجماهير إلى مدرجات "الاتحاد" لتدعم فرص مانشستر سيتي في الفوز بالمباراة والاقتراب من اللقب. ومن أجل الحفاظ على الثقة الكبيرة من الجماهير والتشجيع الحماسي طيلة اللقاء ، سيتعين على لاعبي مانشستر سيتي استغلال الفرص وعدم إهدارها تباعا، مع استغلال الأخطاء التي تقع أحيانا من البرازيلي أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول في مثل هذه المباريات الصعبة. أما أسلحة ليفربول، التي يتعين على مانشستر سيتي مواجهتها والتصدي لها، فيأتي في مقدمتها محمد صلاح لاسيما وأنه سجل وصنع خمسة من آخر سبعة أهداف لفريقه في شباك السيتي ومن بينهم الهدف الرائع والتاريخي له في مباراتهما سويا خلال أكتوبر الماضي ما يعني أن مانشستر سيتي سيكون مطالبا بعدم إعطاء صلاح أي هدايا غدا. الجدير بالذكر أن مباراة الذهاب بين الفريقين في الموسم الحالي أعطت مانشستر سيتي أيضا درسا مهما يجب أن يتذكره جيدا قبل مباراة الغد وهو عدم انتظار هدايا من الحكام خاصة وأن الفريق عانى من قرارات الحكام في مباراة الذهاب حيث ارتكب جيمس ميلنر لاعب ليفربول العديد من الأخطاء التي كانت تستحق الإنذار ولكن الحكم تغاضى عنها كما تغاضى عن منح ستيرلنج ضربة جزاء كان يستحقها.
مشاركة :