أيّ قيمة فنيّة راقية يُمكن أن يُضيفها طارق العلي؟! وهو الذي ما تركَ شيئا في قاموس الإسفاف إلا وأرهق لياقته الأخلاقية في بثّه عبر: مسرحياته الأخيرة متجاوزاً بذلك ما يُمكن أن يَصدر عن: عربجي ذلك الذي كلّما صفّق له ربعُه راحَ يُؤذيهم ببذيء قوله وهمزه ولمزه!! من بعد أن شاهدتُ له مضطراً عدداً لا بأس به من: مقاطع يوتيوبية لبعضٍ من مسرحياته الأخيرة أقسمتُ حينها غير حانثٍ أنّه -بما يُسميه فناً- يُعدّ من جملة الظواهر السلبية (مجتمعياً) التي يتعيّن على أهل الرأي الحصيف مكافحتها خشية أن يُسمم بذلك أجيالاً فيلتاثوا بالتالي من تسممٍ أخلاقيّ قاتلٍ ليس ينفع فيه تطبُّباً وذلك أنّنا إزاء أجيال بات لديها من القابلية ما يخدعها في التلقي عن العلي بوصفه مسرحياً راشداً يُقدّم رسالة ساميةً..! غير أن هذه الأخيرة وإن كان بالفعل هو يمتلك رسالة غير أنها من النوع المضروب / تسفر مسرحية من بعد أخرى عن أنها: مغشوشة إذ فيها كثير من الخيانة -لدور الفن- في سبيل الاتجار بالسخف على حساب الأخلاقيات ومنظومة القيم.! العلي لن يخذلكم بكلّ ما فيه من (ثقل طينة) من أن ينتزع من أفواهكم ضحكة لكنها لا تتم إلا عبر أيقونة تمييزٍ عنصريّ فجٍّ يُقدّمه على النحو الذي تشعر معه أن الرجل مأزوم إذ ما يلبث أن (يقط ذبّاته) على مَن يُشاركونه سواء أكان تهكماً بـ: جنسية أخرى أو سخرية من: اللون وإذا ما أراد أن يكسب دوياً من تصفيق تضجّ به القاعة عَمِد إلى: الطائفية فأشعلها ناراً تتقد بين أكفّ المصفقين فمرة يأتي عليها ببعدٍ قبليٍّ مزرٍ بقبيلة أخرى وتارة بمذهبية يغازل بها طبيعة المنطقة التي يُقدم فيها: مسرحياته! وبعبارة موجزة: إنها كوميديا الاستهزاء اللفظي المشحونة بتوظيفٍ متناهٍ صفاقة حيثُ السخرية من اللهجة التي تُحيلً على: الأصل تاريخاً/ أو جغرافيا/ أو نسباً ليجعل منها مهمازاً للتندر ويمضي بها نحو خلفية فيها من تصفية الحسابات قدرٌ لا يُستهان به إذ تتأجّج به نار عنصريّة بغيضة لطالما راهن العلي أن يجعلها سوداوية كوميدياه التي يتوسّلها بشيءٍ من قلة أدب وهو الذي ما انفكّ يعدّها خروجاً عن النص مع أنّ: نصوص مسرحياته كلها خارجة عن الفن كتابة وحواراً.! والمؤكد أن القدرات التأليفية لنصوصه المسرحية هزيلة وتشكو هشاشة في تقنياتها.. وهي من التواضع التأليفي ما يشي بأنّ (فارسها مسرحيا) قد احترقت كافة أداوته الفنية كلها على النحو الذي قاب قوسين أو أدنى من أن يكون عنواناً للسقوط المدوي الذي يمضي صاحبه باتجاه العتمة التي تُبقيه في المنطقة المظلمة ذكراً وتاريخاً.! أما شأن الإيحاءات الجنسية الفاحشة فلقد ساءت سبيلا في مسرحياته ما يجعلك تندهش بحق من هذا العود كيف لا يكفّ عن تصابيه.. وإن أنت شاهدت بعضا من لقطات هذه الإسقاطات -وأنت وحدك بالبيت- ستجد نفسك تلتفت يمنة ويسرة خشية أن يكون بجانبك أحد!!.. كيف لا يخجل -وقد بلغ من العمر عتيا- وهو لا يفتأ يمارس إسقاطاتٍ دنيئة ليس من شأنها سوى مخاطبة الغرائز على نحوٍ مقزز/ ومقرف ليس باللفظ وحسب وإنما تصحبها حركاتٍ.. وإن لم تكن مثل هذه الحركات الموحية بممارسة الجنس هي العيب فلا عيب إذن!.. مع أن الغالب في مَن يحضر مسرحياته هنّ أمهات أتين بصحبة أطفالهن!! ولئن لم يكن هذا هو: المسخ الفني الهابط في قاع درك الرذيلة فإنه لا: رذيلة إذن يُمكن من بعد ذلك أن يُسوّق لها في: السعودية بدعوى الفن! سأكون حفيّاً بأي مسرحٍ راقٍ نستضيف من خلاله إخواننا الخليجيين لكن ليس على حساب أخلاقياتنا التي من شأن مسرحيات العلي أن تكون عوامل هدمٍ ليس فيها من البناء أيّ معنى ولا حتى من معاني: الضحك للضحك التي تشعر معها بأنك إزاء كوميديا واعية تحترم المتلقي وتخاطب فيه عقله وروحه! طارق العلي بات علامة مسجلة لتفاهاتٍ كثيراً ما تأذى منها الأشقاء في الكويت.. أولما فاض (منسوب سخفه) وِجدَ فينا من يجتلبه دون أن يفحص عطاءه الأخير الذي كان الاتفاق قائماً -وبإجماعٍ مطبق- على أن هذال: طارق يسير بسرعة جنونية من (جرف لدحديرا) ليحفظ له استقراره على عرش: المهرجين دون منازع! ما يعني في الأخير أنه ما من فنٍّ (أصلاً) يُمكن أن نترقب صدوره من العلي من بعد ورقة التوت التي أسقطها عن: عورة مسرحه بفعله هو وعن سبق إصرارٍ وترصد.! بحقٍ لقد كان حسين عبدالرضا يجيد قراءة مستقبل: طارق العلي منذ اللحظة الأولى التي طردَ فيها العلي من أن يشاركه أخيراً ولو كومبارساً! تبقّى من القول نقطتان: الأولى: سيأتي من يقول نحن وطن واحد وما كان يجب أن تتعامل مع: العلي بهذه الطريقة.. ومَن أنت حتى تتحدث بالنيابة عنا..؟ ليس لي من إجابة سوى أن أذكركم بما فعلته الكويت -وإعلامها- مع بدرية البشر! وحينها لم نبد أي اعتراض فتلك هي الكويت ومن حقها -وأهلها- أن ترفض استقبال أي واحدٍ بأية حجة تراها. ولا أنسى في هذا السياق أن أؤكد مرحباً بـطارق العلي الأب الكويتي الفاضل بمعية أسرته الكريمة (وعين له غطى والأخرى له فراش) وهذا منّي لا يُعارض بالمرة القول: لا مرحبا بـ طارق إذ ما جاء بمسرحياته الساقطة في فخ الإسفاف.! الثانية: مما زاد الطين بلة أن يُزج باسم جمعية الأطفال المعاقين في الإعلان عن مسرحيته! لو كان لي من الأمر شيء لعاقبت من كان خلف هذه الفكرة وأصرّ بالتالي على دعوة العلي! نقلا عن الشرق
مشاركة :