قال فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن السلام من أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم في سورة الحشر، وهو مأخوذ من السلم، ومعناه أن الله -سبحانه وتعالى- متصف بالسلام في ذاته وصفاته وأفعاله، فإما أنه سلام في ذاته فمعناه أن ذاته لا تلحقها العدم وتسلم وتبرأ من كل صفات العباد، وإما أنه سلام في صفاته فصفاته لا تشبه المخلوقين، مضيفًا أن معنى السلام في فعله -سبحانه وتعالى- هو البراءة من الظلم وظلم العباد مصداقا لقوله “وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين”. وبين الإمام الأكبر، خلال الحلقة الثامنة من برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب”، المذاع على قناة الحياة، أن الباحث في صفة السلام يجد أنها الأكثر ورودا على الألسنة لارتباطها بمهمة كبيرة وهي حقن الدماء، فالسلام هو أساس قيام الكون فالكون قائم على العدل والسلام، مؤكدا أن السلام يحاصر المسلم في كل أوقاته، فيردده المسلم في الصلاة في التشهد الأول وفي التشهد الثاني وفي الخروج من الصلاة في التسليم، وكذا في ختام الصلاة حين تقول اللهم أنت السلام ومنك السلام، وكذلك تحية المسلم لأخيه المسلم، وكذا في الخطابات المرسلة بين الناس، وكأن هذا تكليف بأن يؤمن المسلم نفسه بالسلام ويؤمن به غيره. وأضاف فضيلته أن الله فرض السلام على عباده، بما يعني أنه ليس مندوبا ولا اختياريا، إنما اضطراري، حتى يتحول السلام إلى خلق راسخ وثابت يحكم تصرفات الإنسان، ويحقق الأمان للمجتمع كله، فالمسلم يحيا ويموت على السلام، مشيرا إلى أننا وللأسف الشديد أصبحنا في غفلة عن هذا الاسم، فالعالم كله يحتاج إلى الاتصاف والتحلي بالسلام الحقيقي، الغرب ليس عنده إسلاموفوبيا بل دينوفوبيا فهو لديه فوبيا من الدين في العموم، مختتما لا مهرب ولا مفر إلا بالسلام كما يراه الوحي السماوي وكما بشر به الأنبياء وليس السلام المصلحي أو المنفعي، فنحن الآن لا نرى احترام للدماء ولا للأطفال ولا للنساء ولا المستشفيات.
مشاركة :