الدراما العربية اتجهت إلى عرض المرض بشكل علمي أفادت استشارية الطب النفسي في المستشفى الإرسالية الأمريكية، د. ريتا الحصري بأن سوء استخدام الأدوية المخدرة قد يسبب الفصام إثر تكرر الاستخدام، وذكرت أن أخذ الأدوية العلاجية التي تحتوي على مخدر تحت إشراف طبي لا يتسبب بالمرض. وقالت إن المجتمعات لاتزال غير واعية بالقدر المطلوب بمرض الفصام، إذ ينتشر في أوساطها أن المريض يتقمص شخصيتين، ولكن في الواقع هو مرض انعدام الشخصية الحقيقية والانتقال إلى الشخصية الخيالية. وبينت د. ريتا أن الدراما العربية اتجهت خلال الفترة الأخيرة لبيان جوانب المرض العلمية، حيث تركز بشكل أكبر على إضافة شخصيات إلى قصص المسلسلات ضمن الحكايات الدرامية. وأكدت أن واحدا من بين كل 100 شخص حول العالم يصاب بالفصام، وهو من أخطر الأمراض النفسية التي قد يعرض المصاب للانتحار أو قتل أشخاص آخرين قد يكونون أهله. وتظهر أعراض المرض في سن 18 عاما في أغلب الحالات، إلا أن هناك احتمالية للإصابة به حتى سن 30. ولفتت د. ريتا إلى أن المجتمع مازال يضع «تابو» على مرض الفصام على خلاف الأمراض العضوية، بسبب الخوف من إدمان الأدوية، إلا أن الواقع أن الأدوية خلال زمننا الحالي بات تأثيرها على الجسم أقل ويقتصر على أعراض خفيفة يتحملها المريض. ونبهت إلى أن «العلاج المنتظم والمستمر يشفي الغالبية العظمى من المرضى ويساعدهم على استرجاع حياتهم. وللسيطرة على المرض يجب تناول الأدوية مدى الحياة ووفقا للتوجيهات الطبية. وقد يتعرض المريض لانتكاسات خلال مراحل حياته بسبب التوقف عن أخذ الدواء لأيام، ويمكن علاجها بسهولة، فيما لو طالت المدة لأشهر سيتعرض لانتكاسات أٌقوى تحتاج إلى أدوية أكثر تأثيرا، وترك المريض فترة طويلة يمر بتلك الانتكاسات قد يعرضه لاستمرار الأعراض حتى مع العلاج». وقالت د. ريتا إن الإصابة بالقلق والتوتر ضمن بيئة المصاب قد يعرض المريض للإصابة بنكسة، لذا فهو بحاجة إلى خلق بيئة داعمة يتجنب من خلالها الضغط على المريض. ونصحت بترك التدخين وعدم شرب الكافيين بكميات أكثر من الطبيعي، لأنه ينقل المريض إلى مناطق التخيل. وشرحت أسباب الإصابة بالمرض والتي تعود إلى عوامل وراثية وبيئية، كما قد تؤثر العوامل النفسية والاجتماعية في بداية ظهور الاضطراب والمسار الذي يتخذه. وفي حال ترك المصاب من دون علاج، فقد يؤدي إلى عدم القدرة على العمل بشكل مستقل وزيادة خطر تعاطي الكحول والمخدرات والانتحار والسلوك العنيف. وتشمل أعراض الفصام، الهلوسة فيما يتعلق بالسمع والشم والشعور والرؤية والتذوق، والأوهام التي يصدق منها خلالها المصاب أشياء غير واقعية مبنية على وجهة نظر خاطئة أو غريبة، إلى جانب اضطراب الفكر والتركيز والكلام المشوش. فضلا عن السلوكيات الطبيعية التي تتوقف بسبب الفصام، حيث يبدو أن المصابين ينسحبون من العالم المحيط بهم، ولا يهتمون بالتفاعلات الاجتماعية اليومية مثل الكلام المحدود جدا وضعف الخبرات والقدرة على التعبير عن العواطف وفقدان الاهتمام بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
مشاركة :