يستعد المصريون للاحتفال بعيد شم النسيم، الذي يوافق يوم الاثنين 25 أبريل (24 رمضان)، وهو أقدم احتفال عمره 3 آلاف سنة منذ العصر الفرعوني، ويتميز بطقوس خاصة لدى الأسر، أهمها تناول الأسماك المُملحة والبيض الملون. وشم النسيم احتفال بعطلة رسمية، ويُعلن عن قدوم فصل الربيع، ويأتي عادة في اليوم التالي لعيد الفصح تبعاً للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، طبقاً لحساب الكنيسة القبطية. وتعني كلمة شم النسيم «تجديد الحياة»، ويشير إلى الحياة الجديدة التي تزدهر خلال الربيع، وفي الاعتقاد المصري القديم يمثل هذا اليوم بداية خلق العالم. ومن تقاليد هذا اليوم في مصر تناول الفسيخ، وهو نوع من أسماك البوري المملحة المجففة، بجانب الخس والبصل الأخضر أيضاً، بالإضافة إلى تلوين البيض المسلوق. وكان الاحتفال بشم النسيم قد بدأ لدى الفراعنة في 2700 قبل الميلاد، وسمي «شمو» وأقيم بمدينة هيليوبوليس، وكان يرمز عندهم إلى بعث الحياة، حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وتم تعديل الاسم على مر العصور، وأضيفت إليه كلمة «النسيم» لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وما يصاحبه من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات. وكان القدماء المصريون يحتفلون بذلك اليوم بشكل رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، ويجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر القرص وهو يميل نحو الغروب مقترباً تدريجياً من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوقها، وتبدو واجهة الهرم أمام المشاهدين وكأنها انشطرت إلى قسمين.
مشاركة :