دعوة زعيم المجلس الانتقالي إلى انفصال الجنوب رسالة في التوقيت الخطأ عدن - وصفت أوساط سياسية يمنية تمسّك زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي بانفصال الجنوب بعد ساعات من توافقات يمنية برعاية سعودية بأنه دعوة في الوقت الخطأ، ويمكن أن تقرأ على أنها تنصل مبكر من اتفاقيات الرياض ما قد يغضب السعودية ويعطي مبررا لخصوم المجلس الانتقالي، خاصة حزب الإصلاح الإخواني لاتهامه بإفشال تنفيذ اتفاق الرياض. وقالت الأوساط السياسية اليمنية إن تصريحات الزبيدي جاءت كرسالة إلى الداخل الجنوبي وهدفها طمأنة قيادات المجلس الانتقالي وأنصاره بأن المشاركة في المجلس الرئاسي لا تلزمه بأيّ تراجع عن المطلب الأساسي وهو تحقيق الانفصال، وأن عضويته هي مشاركة بأهداف مرحلية واضحة حددها لقاء الرياض للوصول إلى حل تفاوضي مع الحوثيين وإعادة الاستقرار إلى اليمن. وأشارت هذه الأوساط إلى أن الزبيدي سعى لتبرئة نفسه أمام أنصاره من أيّ تفاهمات غير معلنة، لكن ذلك قد يرفع من منسوب الشكوك داخل الحلفاء في تركيبة الشرعية الجديدة، خاصة أن موضوع الانفصال ملف توجد حوله خلافات كثيرة مع مكونات الشرعية سواء من ممثلي الشمال أو من السعودية ذاتها. وحذرت من أن لا أحد من الشركاء – الفرقاء داخل الشرعية سيقبل بالانفصال بمن في ذلك من دعموا المجلس الانتقالي وانحازوا له في معركة تثبيت نفوذه في عدن في مواجهة حزب الإصلاح، وأن ذلك الانحياز يقف عند حدود الخلاف مع الإخوان وليس إقرارا بخطط المجلس الانتقالي الأخرى وعلى رأسها موضوع الانفصال. وأعلن الزبيدي ، تمسكه بانفصال جنوب البلاد عن شمالها. جاء ذلك غداة تعيينه عضوا في مجلس القيادة الرئاسي المفوض باستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في البلاد. وقال الزبيدي “إن قيادة المجلس الانتقالي تحرص كل الحرص أن تكون حاضرة في المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته”. وأضاف “كنا واضحين مع الجميع بأننا لسنا باحثين عن سلطة ووُجدنا لانتزاع حق شعب الجنوب ولتحقيق تطلعاته في استعادة دولته المستقلة”. واعتبر الزبيدي “مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض إيجابية ومثمرة وعززت حضور قضية شعب الجنوب في أروقة صناعة القرار الإقليمي والدولي”. ويعتقد مراقبون يمنيون أنه مهما كانت التوافقات الحالية، وسواء مضى المجلس الانتقالي في دعم ما تم التوافق عليه في الرياض أم لا، فإن التمسك بالانفصال قد ينقل اليمن من حرب مع الحوثيين إلى حرب بين الشمال والجنوب، خاصة أن تجربة الحروب السابقة أظهرت أن الشمال لن يفرّط بالجنوب، فهو بوابته على النفط ومنفذه إلى المحيط الهندي.
مشاركة :