يوغا الضحك.. فوائد نفسية وجسدية

  • 4/10/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت مدربة اليوغا الألمانية إنجه فيشتر إن “يوغا الضحك شكل حديث من اليوغا، طوره معلم اليوغا الهندي مادان كاتاريا في منتصف التسعينات من القرن الماضي”. وأوضحت فيشتر أن يوغا الضحك تجمع بين مختلف تقنيات اليوغا مثل تمارين الإطالة والتنفس وتمارين الضحك المرحة، مشيرة إلى أنها ذات فوائد صحية جمّة للنفس والجسد على حد السواء؛ ذلك أنها تعمل على تحسين الحالة المزاجية من خلال تقليل هرمونات التوتر وإطلاق هرمونات السعادة في الجسم. كما تساعد يوغا الضحك على التنفس بعمق، مما يسهم في وصول المزيد من الأكسجين إلى الدم والمخ، ومن ثم تنشيط الجهاز القلبي الوعائي. ويساهم هذا النوع من اليوغا أيضا في خفض ضغط الدم المرتفع. وتشتمل يوغا الضحك على تمارين عديدة، أبرزها مد الذراعين إلى أعلى تماما مع أخذ نفس عميق، ثم هز الذراعين لأسفل والضحك أثناء إخراج الزفير، على أن يتم تكرار هذا التمرين من 10 إلى 12 مرة. يوغا الضحك تساعد على التنفس بعمق، مما يسهم في وصول المزيد من الأكسجين إلى الدم والمخ كما تخفض الضغط وأشارت فيشتر إلى أن يوغا الضحك تجمع أيضا بين الخيال والضحك، ومن أمثلة ذلك تمرين “قطف الزهرة”؛ حيث يتخيل المرء أنه يقطف زهرة وهمية ويشم رائحتها مع أخذ نفس عميق والضحك أثناء إخراج الزفير. ويساعد هذا التمرين على طرد الأفكار السلبية من الدماغ. ويوغا الضحك هي نمط من الأنماط الشائعة لتمارين التنفس التي تهدف إلى زيادة الشعور بالفرح والمساعدة على التخلص من ضغوط الحياة اليومية. كما أنها تخفِّف التوتر وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ولأن الضحك معدٍ فإنه ليس من المستغرب أن يوغا الضحك بدأت من مجموعة صغيرة واحدة في مومباي بالهند ثم توسعت لتصل إلى أكثر من 5000 ناد في العالم، وفق ما يؤكده الخبراء . وتتضمن يوغا الضحك سلسلة من تمارين الحركة والتنفس لتعزيز الضحك المتعمَّد، يتم استخدامها كعلاج للأمراض الجسدية والنفسية والروحية، حيث يعتقد البعض أن الضحك المتعمد يمكن أن يوفر فوائد مساوية لمزايا الضحك العفوي على نكتة. ويعتقد الدكتور كاتاريا أن يوغا الضحك تساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر وتقوية جهاز المناعة لدى الفرد وزيادة مستويات الطاقة وتحسين نوعية حياته، كما تساعده على إدارة أمور حياته الصعبة بشكل أفضل. ويرى أيضا أن تعلم الضحك على الإشارات يمكن أن يساعد في التعامل مع المواقف الصعبة من خلال تعزيز التفاؤل والإيجابية. وبما أنه لا يمكن دائماً الاعتماد على التأثيرات الخارجية لإضحاك الفرد، فإن تعلم الشخص الضحك بمفرده يمكن أن يكون أداة مفيدة. إلى جانب ذلك يُعتقد أن اليوغا الضاحكة تساعد على إدارة التوتر بشكل أفضل من خلال التحكم في التنفس. وهو ما يسمح بامتصاص المزيد من الأكسجين الذي ينشط الجهاز العصبي السمبتاوي ونظام الاسترخاء الطبيعي للجسم. وقد تم تصميم يوغا الضحك لتعليم الناس كيفية الضحك على الإشارات بدلاً من الاعتماد على الأشخاص أو الأشياء لإسعادهم. يوغا الضحك تجمع بين مختلف تقنيات اليوغا وعادة ما تتم ممارسة اليوغا الضاحكة في بيئة جماعية، مثل نادٍ، ويقودها مدرب يوغا يقوم بتدريب الحاضرين من خلال تمارين مختلفة لتعزيز المتعة والضحك. وتستغرق الحصة النموذجية ما بين 30 دقيقة وساعة. وتبدأ الحصة بتمارين الإحماء التي تشمل تمارين الإطالة والترنيم والتصفيق والتنفس. وتلي ذلك سلسلة من تمارين الضحك تتخللها تقنيات التنفس. ويتكرر تسلسل التصفيق والتنفس والضحك مراراً وتكراراً، وفي كل مرة يتم بث المزيد والمزيد من المرح الطفولي. وما يبدأ كضحك قسري أو مزيف يصبح حقيقياً، حيث يتم كسر الموانع ويسترخي الأفراد ويستمتعون بالتجربة. وغالباً ما يتبع ذلك تأمل الضحك. وخلال هذا الوقت تجلس المجموعة أو تستلقي ويبدأ الضحك العفوي بحرية التدفق. وتختتم الحصة عموماً بتقنية الاسترخاء وحركات هادئة جداً. ويشير الخبراء إلى أن تمارين يوغا الضحك تعزز التواصل الاجتماعي، خاصة إذا كان الأفراد يعملون مع بعضهم البعض، لأنهم يضحكون معا ويهتمون ببعضهم البعض وينشئون علاقات تشاركية. ويلفت هؤلاء الخبراء إلى أن كل ضحكة من البطن تحرق 3.5 سعرات حرارية، وأن يوغا الضحك تساعد على النوم الصحي، وتزيل خطوط الوجه (التجاعيد) لتصبح كأنها حقنت بالبوتكس، وتحرّك الجسم فيزيائيا وتخرج الطاقة السلبية منه، وتساعد أيضا على أن يكون الشخص أكثر إبداعا وتحفيزا، معتبرين أن العقل يقرأ الضحك بطريقة إيجابية. وبين الخبراء أن البعض يمارس يوغا الضحك مرة في الأسبوع، ويجدها مفيدة جدا إذا طبقت يوميا. وكي يكون التمرين ناجحا لا بد من إطلاق الضحكات من الحجاب الحاجز، من المعدة، حيث ينفتح الفم واسعا للضحك عاليا وعميقا حتى يصل النفس إلى المعدة. ويقول الخبراء إن 1 في المئة من الناس يتنفسون من معدتهم وهي الطريقة المثلى للتنفس، ويشيرون إلى أن الضحك يكون غير مشروط ودون حسابات. يوغا الضحك ينصح بها المختصون لمرضى السرطان وتستعمل في دور المسنين لتخفيف الضغط النفسي وأثناء حصة التمرينات يعطي المدرب التعليمات ويتحدث بينما ينظر الباقون إليه وإلى بعضهم البعض لتعزيز الثقة والتواصل بلغة العيون، ويقلدون بعضهم البعض بحركات الجسم. ويقف المتدربون بشكل مبعثر وليس في شكل دائري، ومن الأفضل أن تكون الحصة في الخارج وتكون الأصوات عالية؛ حيث يتراوح الضحك المتواصل بين 10 و15 دقيقة. وآخر 10 دقائق قد تكون تأملا في الضحك، ولا يستخدمه المدربون كثيرا، إنما يستخدمون ما يسمى “يوغا نيدرا” للاسترخاء (حالة من الوعي بين الاستيقاظ والنوم، مثل مرحلة الذهاب إلى النوم، التي تحدث عادة عن طريق التأمل الموجه)، والبعض يغلبه النوم أثناء ذلك. ويشير الخبراء إلى أن من فوائد يوغا الضحك أنها ترفع نسبة هرمون الأندورفين، فيرتفع معدل الأوكسجين في الجسم والدماغ بمعدل 25 في المئة، ويصبح الجسم أكثر صحة وأكثر حيوية. كما أنها تريح العضلات، مما يساعد على الاسترخاء وتحريك الدورة الدموية، وتعزز جهاز المناعة مما يساعد على الشفاء بشكل أسرع ويحسّن المزاج. ويقول الخبراء إن يوغا الضحك ينصح بها المختصون لمرضى السرطان وتستعمل في دور المسنين لتخفيف الضغط النفسي.

مشاركة :