باكستان على صفيح ساخن

  • 4/11/2022
  • 00:20
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تتوالى الأحدث متسارعة وتعيش باكستان على صفيح ساخن بعد أن عزل البرلمان رئيس الوزراء عمران خان، استعدادا لانتخاب رئيس جديد اليوم الاثنين، يرجح أن يكون شهباز شريف زعيم المعارضة صاحب التاريخ النضالي الطويل.وفيما نشر الجيش الباكستاني قواته في شوارع العاصمة إسلام أباد بشكل كثيف في أعقاب جلسة البرلمان العاصفة، قال شهود عيان إن الآلاف من أنصار عمران خان نزلوا إلى الشوارع دعما له، وسط حالة تأهب قصوى في جميع مطارات باكستان، وفق قناة «جيو نيوز» الباكستانية. وقالت القناة أنه لن يسمح للمسؤولين الحكوميين بالسفر إلى الخارج بدون إذن سفر، كما تم إلغاء إجازة جميع ضباط الشرطة في العاصمة إسلام أباد، وإعلان حالة الطوارئ في مستشفيات العاصمة.شريف جاهزوبات زعيم المعارضة شهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف فرس الرهان الجديد للباكستانيين، حيث بات من المؤكد أن يجري انتخابه اليوم رئيسا للحكومة، في بلد يمتلك السلاح النووي، ويبلغ عدد سكانه 220 مليون نسمة.وعقب جلسة عزل خان، تعهد شريف للبرلمان بتشكيل تحالف جديد لبناء البلاد، وقال رئيس الجمعية الوطنية بالوكالة سردار أياز صادق إن 174 نائبا صوتوا لصالح حجب الثقة، و»بالتالي تم حجب الثقة»، ولم يكمل أي رئيس حكومة في باكستان ولايته، إلا أن خان هو أول رئيس للوزراء يقال من منصبه بحجب الثقة.وبات نجم لعبة «الكريكيت»، والسياسي الباكستاني عمران خان، خارج ملعب السياسة، ولو موقتا، بعد قرار البرلمان عزله، في ظروف درامية، حيث حاول بشتى السبل البقاء في المنصب بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن المحكمة العليا أصدرت قرارا اعتبرت فيه أن كل التدابير التي اتخذها الأسبوع الماضي باطلة، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد وبإجراء تصويت على حجب الثقة.مستقبل غامضوتطرح التطورات السياسية المتسارعة، سؤالا ملحا، حول مستقبل خان السياسي، بعد فرض خصومه في المعارضة قرار عزله، رغم غياب النواب الموالين له، واستقالة رئيس البرلمان ونائبه أثناء جلسة التصويت.. وفقا لموقع (العين) الإخباري الإماراتي.وصعد خان (69 عاما) إلى السلطة في عام 2018 بدعم من الجيش. لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية، وبرر رئيس البرلمان الموالي لخان، استقالته بقوله إنه لا يستطيع الإشراف على الإطاحة بحليفه المقرب لمدة 30 عاما، لينسحب بعد ذلك جميع حلفاء زعيم حزب «إنصاف» من القاعة.ووصف أحد حلفاء خان قرار المحكمة العليا بحل البرلمان وأمر المشرعين بالعودة إلى المجلس للتصويت على اقتراح حجب الثقة، بأنه انقلاب قضائي وقال إن زعيمه سيواصل القتال «حتى النهاية».زخم الشارعورغم أن خيارات عمران خان باتت محدودة للبقاء في حلبة السياسة، فليس أمامه سوى محاولة الحفاظ على زخم احتجاجات الشوارع كوسيلة للضغط على البرلمان لحله والذهاب إلى انتخابات مبكرة، غير مضمونة النتائج، فحين تقدم حزب خان إلى الانتخابات لن تخلو له الساحة، خاصة من جمهوره المؤيد للأحزاب الإسلامية، حيث سيكون في صدارة منافسيه الحزب الراديكالي «جمعية العلماء المسلمين».وستكون المنافسة الانتخابية حامية الوطيس بين أكبر أحزاب المعارضة؛ حزب الشعب الباكستاني، بقيادة نجل رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو، والرابطة الإسلامية الباكستانية، التي تتزعمها عائلة شريف.البقاء بالحلبةويرجح مراقبون أن يكون خان فقد سند المؤسسة العسكرية، وهو ما سيضعف قدرته على البقاء في الحلبة، وسط مؤشرات على تدهور العلاقة بينه وبين قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا.وقال الجيش، الذي له دور كبير في باكستان وحكم البلاد لما يقرب من نصف تاريخها ويسيطر على بعض أكبر المؤسسات الاقتصادية، إنه ما زال يلتزم الحياد في مجال السياسة.والآن يقف عمران خان، وبيده كرات قليلة؛ أمام أدوار سياسية ستكون بلا شك أصعب مما عاناه في ملاعب «الكريكيت»، التي تفرض على لاعبيها قواعد صارمة، وتمتاز كراتها بالصلابة حد الموت.قصة المؤامرةوقال خان في تصريحات سابقة إن «الولايات المتحدة تآمرت مع خصومه لإزاحته من السلطة لاختياره زيارة موسكو في نفس اليوم الذي بدأت فيه الحرب الروسية على أوكرانيا».وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يخسر خان معركة الثقة، فيما تعهد نجم الكريكيت السابق بأن «يناضل» ضد أي تحرك للإطاحة به، في أحدث تطور في أزمة تهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة الواقعة في جنوب آسيا.لماذا سقط عمران خان؟• 174 عضوا بالبرلمان صوتوا مع سحب الثقة من حكومته• تخلي عدد كبير من أعضاء حزب الإنصاف عنه• فقد الدعم الكبير الذي كان يلقاه من الجيش الباكستاني• يؤكد معارضوه أنه أخفق في إنعاش الاقتصاد• تضررت البلاد بشكل كبير خلال أزمة كورونا• يقول معارضون إنه لم يف بوعوده لاستئصال الفساد• لم تظهر وعوده العديدة بشكل عملي على أرض الواقع

مشاركة :