دخلت كوريا الشمالية على خط الأزمة العالمية، بهجوم على الرئيس الأمريكي قائلة إنه «معروف بزلات لسانه المتكررة»، في رد شخصي حاد أعقب اتهام جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، فيما كشف تقرير إيطالي صدق الرواية الروسية بعدم استهداف محطة قطارات «كراماتورسك»، وأشار بأصابع الاتهام لقوات كييف التي استخدمتها في قصف مدن بإقليم «دونباس» الانفصالي.وقال تعليق نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية ليل السبت/الأحد: «إن مثل هذه التصريحات المتهورة لا يمكن أن يدلي بها سوى أحفاد اليانكيز الذين يتقنون العدوانية وحبك المؤامرات». وفق ما جاء بالبيان.واعتبرت بيونغ يانغ أن بايدن «رئيس معروف بزلات لسانه المتكررة»، دون الإشارة إليه بالاسم.وتابع التعليق: «يبدو مستقبل الولايات المتحدة قاتما بوجود مثل هذا الرجل الضعيف في السلطة».وأيدت بيونغ يانغ موسكو في عمليتها العسكرية في أوكرانيا، متهمة الولايات المتحدة بأنها «السبب الأساسي» لهذه الأزمة.قصف «كراماتورسك»وفيما يخص تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف، فيمن قصف محطة قطارات شرق أوكرانيا، أظهر تقرير مصور لقناة «La7» الإيطالية من محطة القطارات في مدينة كراماتورسك الرقم التسلسلي لصاروخ «توتشكا-أو» الذي ضرب المحطة، وزعمت كييف أنه روسي، ليتضح أن الأولى الساعية للانضمام إلى حلف «ناتو»، هي من استخدمته في قصف مدن بإقليم «دونباس» الانفصالي.وفي التقرير الذي سمح للقناة الإيطالية بتصويره في المحطة ظهر رقم الصاروخ التسلسلي «Ш91579»، ومن خلال مقارنة أجراها محللون ومواقع روسية تبين أنها من نفس سلسلة الصواريخ التي ضربت مدنا مختلفة في دونباس، وتتهم كييف بها روسيا، التي أعلنت مرارا أن جيشها لا يستخدم هذا النوع من الصواريخ.وأكد رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين في وقت سابق، أن «حصيلة ضحايا محطة كراماتورسك بلغت 50 قتيلا و87 جريحا، وبين القتلى 5 أطفال».كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية قصفت محطة القطارات في مدينة كراماتورسك التي تسيطر عليها كييف بجمهورية دونيتسك بصاروخ (توتشكا أو) التكتيكي، مشيرة إلى أن آلاف المدنيين تجمعوا في المحطة بانتظار إجلائهم عن المنطقة لحظة سقوط الصاروخ صباح الجمعة.وتسببت الحرب في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ودفعت الدول الغربية إلى إعادة التفكير في سياستها الدفاعية.ونقلت صحيفة «تليغراف» عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج قوله: إن الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل.وقال ستولتنبرج: إن الحلف «في خضم تحول جوهري للغاية» سيعبر عن «العواقب على المدى الطويل» لأفعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.ملايين اللاجئينوتجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من الحرب في أوكرانيا 4.5 مليون، طبقا لبيانات صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.ونقلت صحيفة «تليغراف» عن ستولتنبرج قوله «ما نراه الآن هو واقع جديد، للأمن الأوروبي، لذلك نطلب الآن من قادتنا العسكريين تقديم خيارات لما نسميه إعادة ضبط، (خطة) للتكيف على المدى الطويل لحلف الأطلسي».وقال ستولتنبرج أيضا: إن القرارات بشأن إعادة الضبط سيتم اتخاذها في قمة الحلف التي ستعقد في مدريد في يونيو.وفر نحو 2.59 مليون إلى بولندا المجاورة، وهو عدد أكبر من أي بلد آخر، تليها رومانيا بأكثر من 686 ألفا ثم المجر بأكثر من 419 ألفا.وتشير تقديرات المفوضية إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء الأشخاص توجهوا منذ ذلك الحين إلى دول أخرى في أوروبا، لكن تلك المعابر الحدودية غير مسجلة، والأشخاص الذين عادوا إلى أوكرانيا، لم يتم إحصاؤهم أيضا.من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مقر قيادة لكتيبة أوكرانية شرق البلاد بعد وصول تعزيزات لها من مقاتلين أجانب.ونقل موقع قناة «آر تي عربية» عن المتحدث باسم الوزارة، إيجور كوناشينكوف، القول أمس الأحد: «خلال الليلة الماضية، دُمر بصواريخ عالية الدقة مطلقة من البحر مقر قيادة وموقع مرابطة قوات لكتيبة دنيبرو القومية، وصل إليه مؤخرا تعزيزات مؤلفة من مرتزقة أجانب».كما ذكر كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت منصات إطلاق لصواريخ «إس 300-» تابعة للجيش الأوكراني.وأعلن أن سلاح الجو قصف 86 هدفا عسكريا جديدا في أراضي أوكرانيا، منها مقر قيادة ومستودعا ذخيرة وثلاثة مستودعات وقود وثلاث راجمات صواريخ و49 موقعا حصينا وتجمعا للآليات الحربية الأوكرانية. عمال إنقاذ يقفون على أنقاض مبنى دمره القصف على ضواحي كييف (رويترز) هجوم الشرقإلى ذلك، قال مسؤول أوكراني: إنه تم العثور على مقبرة تضم عشرات المدنيين في قرية بوزوفا بالقرب من كييف، في أحدث مقبرة جماعية يتم اكتشافها بعد انسحاب القوات الروسية من مناطق بشمال العاصمة لتركز هجومها على الشرق.ورفضت روسيا مزاعم أوكرانيا والدول الغربية بارتكاب جرائم حرب، ونفت استهداف مدنيين فيما تسميه «عملية خاصة» لنزع السلاح و«القضاء على النازيين»، ورفضت أوكرانيا والدول الغربية ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب.والتقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف السبت وتعهد بتقديم مركبات مدرعة وأنظمة صواريخ مضادة للسفن، إلى جانب دعم إضافي لقروض من البنك الدولي.واعتمد الاتحاد الأوروبي الجمعة عقوبات جديدة على روسيا، بما في ذلك حظر استيراد الفحم والخشب والمواد الكيماوية وغيرها من المنتجات، بينما ما زالت واردات النفط والغاز من روسيا كما هي.وقالت وزارة الدفاع البريطانية: إن روسيا تسعى لإنشاء ممر بري من شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 ومنطقة دونباس في شرق البلاد التي يسيطر عليها جزئيا انفصاليون تدعمهم موسكو.وأضافت في تحديث دوري الأحد أن «القوات المسلحة الروسية تتطلع أيضا إلى تعزيز أعداد قواتها بأفراد تم تسريحهم من الخدمة العسكرية منذ 2012».وتتعرض بعض المدن في الشرق لقصف عنيف ولا يستطيع عشرات الآلاف من الناس المغادرة.دعوات «هروب»وفي الشرق ذاته، أصبحت دعوات المسؤولين الأوكرانيين للمدنيين بالفرار والهروب أكثر إلحاحا بعد هجوم صاروخي يوم الجمعة على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، كانت مكتظة بالنساء والأطفال وكبار السن الذين يحاولون المغادرة.وأجبرت الحرب نحو ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة على ترك منازلهم، وحول المدن إلى أنقاض وتسبب في قتل أو جرح الآلاف.بينما ذكرت مصادر عسكرية روسية في موسكو أنه قد تم إجلاء أكثر من 700 ألف شخص من منطقتي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين، وأجزاء أخرى من شرق أوكرانيا إلى روسيا منذ 24 فبراير.وقال الكولونيل ميخائيل ميزينزيف من وزارة الدفاع الروسية إن ما يقرب من 27 ألف شخص غادروا المناطق المتنازع عليها خلال السبت وحده إلى روسيا.وقال حاكم منطقة لوجانسك الأوكرانية المحاصرة: إن مدرسة وبناية سكنية شاهقة تعرضتا للقصف في وقت مبكر أمس الأحد في مدينة سيفيرودونتسك بالمنطقة.وأضاف الحاكم سيرهي جايداي على تطبيق تيليجرام «لحسن الحظ لم تقع إصابات أو خسائر في الأرواح».ولم يتسن لـ«رويترز» بعد التحقق من النبأ.وقبل أيام قليلة استخدمت السلطات الروسية الحافلات والقطارات لنقل المدنيين من مناطق الانفصاليين في شرق أوكرانيا لأنه قيل إن هناك تهديدا بشن هجوم من قبل جيش كييف هناك. ولم يثبت وجود أدلة على ذلك.من جهة أخرى، أدان المستشار الألماني أولاف شولتس «جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها الجيش الروسي» في بوتشا الواقعة في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف وأماكن أخرى في أوكرانيا، وذلك خلال اتصال هاتفي مع زيلينسكي.تضامن ألمانيوقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستينا هوفمان الأحد: إن شولتس وعد بتضامن بلاده ودعمها الكامل للناس في أوكرانيا.من جانبه، كتب زيلينسكي على «تويتر»: إنه تحدث مع شولتس أيضا حول «العقوبات المناوئة لروسيا والدعم الدفاعي والمالي لأوكرانيا».وطالب زيلينسكي الغرب بزيادة الضغط على روسيا، وذلك بعد أن استقبل الرئيس الأوكراني في كييف السبت المستشار النمساوي كارل نيهامر ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.وأكد زيلينسكي طلبه بوقف استيراد النفط من روسيا الأمر الذي سيحرم روسيا من إيرادات بالمليارات وسيجعلها عاجزة عن تمويل حربها.وفي سياق قريب، دعا السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، إلى حظر إظهار أعلام روسية أو أية رموز وطنية أخرى خلال مظاهرات مؤيدة لروسيا في ألمانيا.وقال ميلنيك لوكالة الأنباء الألمانية: «يجب حظر ارتداء جميع الرموز الرسمية لدولة معتدية -مثل العلم الروسي- بموجب القانون، طالما أن روسيا تشن حرب إبادة هذه ضد الشعب الأوكراني».وأوضح ميلنيك أنه سوف يجري «مباحثات مباشرة للغاية» عن ذلك مع الحكومة الاتحادية، وقال: «لا يمكنني على الإطلاق فهم أن الأوساط السياسية الألمانية تغض الطرف عن الأمر».وشهدت عدة مدن ألمانية مواكب سيارات موالية لروسيا خلال الأيام الماضية، وفي شتوتجارت بجنوب البلاد جاب موكب سيارات طويل بكثير من الأعلام الروسية المدينة السبت تحت شعار «نرفض التمييز ضد الناطقين باللغة الروسية»، وطلب المتظاهرون «وقف الرسوفوبيا»، وعارضوا «التمييز ضد أطفال ناطقين بالروسية في المدارس».
مشاركة :