وعد الرئيس التونسي قيس سعيد بأن يكون البرلمان المقبل معبراً عن إرادة التونسيين، مؤكداً أن الانتخابات المقبلة ستتم وفق نظام جديد للاقتراع، حسبما أفادت إذاعة «موزاييك» التونسية. وقال سعيد، خلال ترأسه اجتماع لمجلس الوزراء، بالتزامن مع عيد الشهداء: «إن شهداء الوطن الذين سقطوا يوم التاسع من أبريل سنة 1938 طالبوا بأن تكون السيادة للشعب»، قائلاً إن لتونس تاريخاً حافلاً بأمجاد شهدائها والفكر الوطني المستنير. وأضاف سعيد: «خاب أمل التونسيين في البرلمان، لكن البرلمان المقبل سيكون معبراً عن إرادتهم بأمانة وصدق، عكس ما حصل في العقود الأخيرة». وتابع الرئيس التونسي قائلاً: «نحن سائرون مع أبناء شعبنا العظيم حتى يستعيد إرادته الكاملة، فنحقق مطالب الشهداء في برلمان حقيقي». كما أوضح سعيد أن الحوار لن يكون إلا مع الوطنيين الصادقين، بعيداً عن كل من ارتمى في أحضان الخارج، قائلاً إن «الانتخابات ستأتي بناءً على نظام جديد للاقتراع، وفق ما بينته نتائج الاستشارة الإلكترونية». واختتم الرئيس التونسي تصريحاته: «تونس ليست ضيعة ولا بستاناً يدخله من يشاء، وإنما دولة ذات سيادة تقوم على السيادة الحقيقية للشعب، نحن أحرار ولن نقبل بأن يتدخل فينا أي أحد». وأصدر سعيد، أمس، مرسوماً يمنح عائلات شهداء ومصابي الثورة التونسية، التي جلبت الديمقراطية للبلاد، اعتراف الدولة بحقوقهم ومنح تعويضات مالية بعد سنوات من التجاهل والإهمال. وأقر المرسوم أيضاً تعويض عائلات شهداء ومصابي عناصر الأمن والجيش، الذين قتلوا في عمليات إرهابية دفاعاً عن الوطن، خلال السنوات الماضية، حيث فقد عشرات من قوات الشرطة والجيش أرواحهم في مواجهات مع جماعات متطرفة. وقُتل عشرات من الشباب وأصيب المئات في نهاية 2010 وبداية 2011 أثناء انتفاضة حاشدة ضد حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ودخل العشرات من مصابي الثورة وعائلات الشهداء اعتصاماً، الشهر الماضي، مطالبين باعتراف الدولة بحقهم في تعويضات وتوفير فرص عمل لأفراد من عائلاتهم، قائلين إنهم دفعوا ثمناً غالياً مقابل الحرية التي حصل عليها التونسيون. وفي هذه الأثناء، تجمّع في وسط العاصمة التونسية أكثر من ألف متظاهر غالبيتهم من مناصري تنظيم «الإخوان» الإرهابي، للتحريض مرة جديدة على الرئيس قيس سعيّد الذي حلّ البرلمان مؤخراً.
مشاركة :