إرم نيوز مع التقدم التكنولوجي أقصيت الكتابة بخط اليد، ومع ذلك فعندما نعرف فوائدها قد نقرر دمجها مرّة أخرى في حياتنا اليومية. ويقول تقرير لموقع ”نوزبوسيه“ الفرنسي إنه منذ ظهور أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى تم إغفال الكتابة اليدوية والتغاضي عنها، والكثير من الناس بالكاد يستخدمونها في حياتهم اليومية لأن لوحة الكتابة الآلية حلت محل القلم، ومع ذلك بعد التعرف على فوائد الكتابة اليدوية يمكننا العودة إلى هذه الطريقة التقليدية في بعض مجالات حياتنا. ومع الكتابة الآلية نوفر الوقت، لكننا أيضًا نفقد البصمة الشخصية التي يتركها كل منا عن طريق الكتابة باليد، فهذه الصفات التي نجدها بالتحديد مفيدة هي التي تجعل الكتابة على لوحة الكتابة الآلية خيارًا أقل فائدة لعمليات الدماغ. حالة انفعالية أفضل تختلف مسارات الدماغ المشاركة في لحظة الكتابة على حرف جاهز عن مسارات الدماغ التي تشارك في رسم حرف بالخط اليدوي، وبالتالي فإن الاتصال الذي يحدث مع المناطق الانفعالية في الدماغ يكون أكبر بكثير في حال الكتابة اليدوية. إنها نوع من الكتابة الشخصية التي تركز على المشاعر والانفعالات التي تساعدنا على التواصل، وعلى التعرف على مشاعرنا وإدارتها. من الأمثلة على ذلك الكتابة العلاجية، التي تتمثل في قضاء ما بين 15 و30 دقيقة في اليوم للتعبير عن مشاعرنا كتابة بخط اليد، فالذين يمارسون هذا الأسلوب في الكتابة بانتظام يحصلون على فوائد جسدية ونفسية، مثل تحسين الوظيفة المناعية وتقليل أعراض القلق والاكتئاب. أمّا التأثيرات التي يتم الحصول عليها من خلال إجراء هذا التمرين باستخدام لوحة الكتابة الآلية فهي ليست بنفس القدر من الفاعلية الإيجابية. كما لوحظ أن الكتابة اليدوية عن حدثٍ مرهق في الحياة يثير مستويات انفعالية أعلى بكثير، وهو ما يحقق فائدة علاجية نفسية أكبر وأعمق. قد لا تكون هذه التأثيرات ملحوظة بنفس القدر بالنسبة للأجيال الشابة، لأنها اعتادت أكثر على التعبير عن أنفسها من خلال الكتابة الآلية، ومع ذلك فإن الصلة الانفعالية لن تكون هي نفسها أبدًا في النوعين من الكتابة. الذاكرة والتعلم تكون مناطق الدماغ المرتبطة بعملية التعلم عندما يكتب الأشخاص يدويًا أكثر نشاطًا وتأثيرًا مما تكون عندما يكتبون على لوحة الكتابة الآلية، حيث تعمل الكتابة اليدوية على تعزيز التشفير العميق للمعلومات، وتقوي عملية التعلم. وذلك تحديدًا لكون الكتابة اليدوية عملية أبطأ وأكثر تفصيلاً، فهي تُسهّل التعلم والفهم وحفظ المحتوى في الذاكرة، حيث يحصل الطلاب الذين يدوّنون الملاحظات يدويًا على نتائج أفضل، هذا لأن الكتابة باليد (بسبب الوقت الطويل الذي تستغرقه) تُجبرهم على فهمٍ أعمق للمادة وإعادة صياغتها بكلماتهم الخاصة. الاعتناء بالكلمات والعلاقات تتيح الكتابة الآلية إنتاج الكلمات بسهولة أكبر وبصورة أسرع، والنتيجة هي أننا، في كثير من الأحيان لا نولي كثيرا من كلماتنا في الكتابة الآلية نفسَ القدر من الاهتمام لو كنا نكتب بخط اليد، فالكتابة بخط اليد تجبرنا على إبطاء عملية الكتابة، وتسمح لنا بتخصيص وقتنا للبحث واختيار الكلمات الأكثر ملاءمة، وهذا يسهل التعبير عن الذات بشكل أفضل. علاوة على ذلك، نظرًا للجهد المطلوب والبصمة الشخصية التي ينطوي عليها الأمر فإن المخطوطات المكتوبة بخط اليد تحظى بتقدير أكبر من قبل الناس، وكما هو واضح فإن الكتابة اليدوية تعزز الاهتمام بالتعبير الكتابي والصلات الاجتماعية. ولوحظ أن العلاقة بين الطبيب والمريض تكون أفضل عندما يدوّن الأول (الطبيب) الملاحظات يدويًا، فهكذا تنشأ صلة علاجية أفضل بين الطرفين، مع الفوائد العديدة التي تنعكس على العملية الطبية بأكملها. تقييم فوائد الكتابة اليدوية بسبب كل ما سبق من الضروري إعادة تقييم نوع خط اليد الذي نريد استخدامه في حياتنا اليومية، ربما تكون الكتابة باستعمال لوحة الكتابة الآلية أكثر ملاءمة وكفاءة بالنسبة للأمور التي تتعلق العمل، ومع ذلك فلمعالجة الأحداث الانفعالية أو تعزيز معلومات جديدة، أو بناء علاقات إنسانية فإن الكتابة اليدوية حتمًا أكثر ملاءمة. علماء النفس يوصون بتوخّي الحذر والوعي بالتقدم التكنولوجي والحرص على عدم قطع الصلة بأنشطة مفيدة مثل الكتابة اليدوية (بخط اليد). لا بد من الحرص على عادة ممارسة الكتابة (حتى ولو لفترات قصيرة) بشكل منتظم، ولا شك أن من يمارس الكتابة اليدوية سيلاحظ تغيّرات كثيرة.
مشاركة :