قال وزير البيئة المكسيكي رافائيل باتشيانو إنه بعد تدهور أعدادها خلال العقدين الأخيرين، يُتوقع تعافي أعداد الفراشات الملكية المهددة بالانقراض في أعقاب جهود جرت بالتنسيق بين دول قارة أميركا الشمالية. والفراشات الملكية هي أيقونة المنطقة، وتتميز عن الفراشات الأخرى في دقة واتساق دورة حياتها وطول مسافات هجراتها السنوية وانتظامها, وهي تُعشق لألوانها الأخاذة بعد خروجها من شرانقها الموشاة بالخيوط الذهبية. وتمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشات الملكية لمسافة 4800 كلم في أميركا الشمالية، واحدة من أكثر مهرجانات الفراشات إبهارا في العالم, حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالا وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوبا. وتناقصت أعداد الفراشات الملكية بفعل أنشطة غير مشروعة لقطع الأشجار الخشبية بالغابات, علاوة على استخدام مبيدات الآفات التي تقضي على نبتة حشيشة اللبن التي تعتمد عليها هذه الحشرات في وضع بيضها وتغذية يرقاتها اليافعة. نتيجة لذلك تراجعت أعداد هذه الفراشات بنسبة 90% لتصل إلى نحو 35 مليونا منذ عامين، بعدما كانت عشائرها تصل إلى مليار فراشة في تسعينيات القرن الماضي. الغابات الصنوبرية وخلال الموسم الحالي الذي بدأ في وقت سابق من الشهر الجاري، توقعت السلطات زيادة أعداد هذه الفراشات بواقع أربعة أمثال في الغابات الصنوبرية ووسط أشجار التنوب في المكسيك. وقال الوزير باتشيانو إن التقديرات تشير إلى أن أعداد الفراشات ستزيد بواقع ثلاث أو أربع مرات مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت أعدادها فيه 56.6 مليون فراشة. وأرجع هذه الزيادة المتوقعة إلى سلسلة من الإجراءات بدأت العام الماضي بمعرفة لجنة من المسؤولين من المكسيك والولايات المتحدة وكندا, تضمنت تخصيص أماكن للعيش (الموئل) مع تحسين سبل مكافحة قطع الغابات والحد من استخدام مبيدات الآفات. ولا يزال الغموض يكتنف أنماط الهجرة الجماعية للفراشات الملكية, إذ يُعرف أنها توجّه نفسها مستعينة بموقع الشمس وبالمجال المغناطيسي للأرض في الأيام الغائمة، لكن من غير الواضح كيف تجد الأجيال الجديدة منها طريقها إلى مناطق هجرة موسم الشتاء التي لم ترها من قبل.
مشاركة :