أعلن الكرملين أن احتمال انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو لن يجلب الاستقرار إلى أوروبا، مشدداً على أن التحالف يظل أداة موجهة نحو المواجهة. وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، اليوم الاثنين، عندما سئل حول إمكانية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو أن ذلك لن يضمن استقرار أوروبا". وكانت صحيفة "تايمز" ذكرت أمس، نقلا عن مسؤولين أن روسيا ارتكبت "خطأ استراتيجيا فادحا" جعل فنلندا والسويد تتأهبان للانضمام إلى الناتو بحلول الصيف. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن مسألة انضمام الدولتين الاسكندنافيتين كانت "محل نقاش وجلسات متعددة" خلال محادثات بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف الأسبوع الماضي حضرها ممثلون عن السويد وفنلندا. شريكان مقربان من الناتو يشار إلى أن فنلندا تسعى لحسم قرارها بشأن الانضمام إلى الحلف قبل نهاية يونيو، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفق ما أكّدت الجمعة الماضي رئيسة الوزراء سانا مارين. وفنلندا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وتتبع رسميا نهج عدم الانحياز لكنّها مع السويد شريكان مقرّبان للناتو. إلى ذلك، أظهرت استطلاعات للرأي في الأسابيع الأخيرة ازدياد تأييد الرأي العام والطبقة السياسية لانضمام البلاد إلى الحلف على الحرب في أوكرانيا. فقد كشف الاستطلاع أن نحو 60 بالمئة من الفنلنديين يؤيدون الانضمام إلى الحلف، وهي نسبة تضاعفت منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي. فنلندا مستعجلة للانضمام ومن المفترض أن تنشر الحكومة الفنلندية الأسبوع المقبل، على الأرجح الخميس المقبل، تقريرا عن الوضع الأمني المستجد للبلاد بعد العملية الروسية. وسرّعت الحكومة الفنلندية الشهر الماضي وتيرة لقاءاتها مع دول الحلف، وأعرب أعضاء كثر في التكتل عن تأييدهم لانضمام هلسنكي إلى التحالف في المستقبل. ويعقد الحلف الأطلسي قمّة في 29 و30 من يونيو المقبل في مدريد، وكشف وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو الخميس الماضي، أن أعضاء عديدين في الحلف يطرحون إمكان انضمام هلسنكي للتحالف. جدير بالذكر أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا طرحت مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف. ومنذ سنوات تهدّد موسكو كلا من هلسنكي وستوكهولم بـ "عواقب سياسية وعسكرية وخيمة" في حال انضمامها إلى الناتو.
مشاركة :