الفوزان: كثير من المشكلات الأسرية ‏ترجع إلى افتقاد الحوار بين أفرادها

  • 4/12/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أشار الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني؛ الدكتور عبد الله الفوزان، إلى أن كثيراً من المشكلات التي تواجه الأسرة والمجتمع في وقتنا الحاضر ‏ترجع إلى افتقاد الحوار بين أفراد الأسرة وقت تزداد الحاجة فيه إلى التواصل ‏والحوار بينهم، خاصة في هذا العصر الذي يشهد تسارُعا غير مسبوق على ‏كافة الصعد، إضافة إلى تدفُّق المعارف والمعلومات عن طريق انتشار وسائل ‏التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية، وهو ما يجعل أفراد الأسرة في حالة ‏انشغال دائم، مما يغيب فرص الحوار والجهل بحال الطرف الآخر، وبالتالي نشوء العديد من الظواهر ‏السلبية في صفوف الشباب كالانحراف والتطرف والمعاكسات والتَّفحيط ‏والاكتئاب والمشكلات الدراسية وغيرها الكثير. ‏ جاء ذلك في المحاضرة‏ التي نظّمها مركز التميز بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله ‏للموهبة والإبداع (موهبة)، اليوم، تحت عنوان " الأسرة ورعاية الموهبة"، ضمن فعالية ‏‏"فوانيس موهبة" في دورتها الثالثة والتي عُقدت افتراضيا، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، سلط فيها الفوزان الضوء على أهمية الحوار الأسري، باعتباره اللَّبنة الأهم في التواصل بين ‏أفرادها، مبينا أنه يعـد أساس قيام الحياة الأسرية وضمانة لاستقرارها، ولا تنهض ‏المجتمعات إلا عندما تكون هناك أسر متماسكة ومتفاهمة، وتسود بين أفرادها ‏روح الحوار والتآلف وتتلاشى الخلافات، وتنمو مشاعر المودة.‏ وأكد الأمين العام على الدور الكبير الذي يضطلع به الحوار الأسري في تعزيز منظومة القيم الاجتماعية في المجتمع، مبينا أن الحوار عندما ‏يتواجد بصورة متواصلة بين أفراد الأسرة تترسخ قيم الحوار لدى الأجيال من أجل ‏تعزيز الاستقرار وإشاعة ثقافة التسامح والتعارف والتفاعل، وتقبُّل رأي الآخر، ‏والتعايش معه ومن ثم التَّآلف والانسجام وبناء علاقة وُدِّيَّة، مشيرا إلى أن الحوار ‏الأسري الرشيد يقوي النسيج المجتمعي ويرسَّخ قيم التلاحم والانتماء والولاء ‏للوطن.‏ واستعرض الفوزان جهود مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في نشر وتعزيز ‏ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة، وذلك من خلال عدد من الفعاليات والبرامج، ومنها ‏برنامج الحوار الأسري الذي يعد من أهم البرامج التي يقدمها المركز، مستهدفا ‏من خلاله نشر المفاهيم الثقافية والقيم الاجتماعية للحوار الأسري، وذلك عبر ‏الدورات والحقائب التدريبية والبرامج التثقيفية الحوارية، إضافة إلى الإصدارات ‏واتفاقيات الشراكة التي يهدف من خلالها إلى ترسيخ قيم الحوار لدى الأجيال ‏من أجل الاستقرار ومن أجل إشاعة ثقافة التسامح والتعارف والتفاعل، وتقبُّل ‏رأي الآخر، والتعايش معه ومن ثم التَّآلف والانسجام والتلاحم، وبناء علاقة ‏وُدِّيَّة.‏ ‏ وشدد الفوزان على أهمية اضطلاع الأسرة بدورها في غرس ثقافة ‏الحوار في نفوس الأبناء منذ الصغر وتعويدهم على الحوار، مما سينعكس ‏إيجاباً على اتجاهاتهم وسلوكهم في تعاملهم مع الآخرين في المجتمع، ‏وبالتالي التأسيس لحوار مجتمعي واعد يحقق الأمن والاستقرار، ويساعد ‏على تشكيل قاعدة قوية للتعايش المجتمعي وتقبُّل الثقافات الأخرى وقبول ‏الرأي الآخر واحترام التنوع والوقاية من الوقوع في شرك الغلو والتطرف، مبينا ‏أن الأسرة لكي تنجح في تحقيق أهدافها لا بد من بناء ‏جسور التواصل الصادق بين أفرادها، حيث يشكل الحوار المفتوح بينهم ‏الوسيلة المثلى لتلطيف الأجواء وسيادة روح المرح وخلق بيئة قائمة على التفاهم وإيجاد مزيد من نقاط الالتقاء والاتفاق في الرأي وتقبل الرأي الآخر برحابة ‏صدر والعيش بمودة واطمئنان وتعاون، بعيدا عن التشنج والمشاحنة والخصومة. ‏

مشاركة :