أكد الخبراء والمحللون أن القمة الخليجية في دورتها الرابعة والثلاثين والتي تستضيفها الكويت تكتسب أهمية كبيرة من حيث زمان انعقادها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة. وقال المحلل السياسي الدكتور ألبير خوري في تصريح لـ «عكاظ» أن القمة الخليجية في الكويت تنعقد في مرحلة تاريخية دقيقة يمر بها العالم عامة، والمنطقة العربية والخليجية على وجه التحديد، لافتا إلى أن التطورات المتسارعة التي يعيشها العالم وبخاصة بعد التغييرات الجذرية التي شهدتها عدة دول عربية وهول التداعيات الكبيرة التي أحدثتها الأزمة السورية تجعل حجم التحديات كبيرة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي المطالبة بصياغة رؤية موحدة واستراتيجية واحدة لمواجهة كل التحديات والتداعيات المتوقعة سياسيا وامنيا واقتصاديا. وأضاف هناك من يسعى في العالم لفرط عقد دول مجلس التعاون وبالتالي على دول المجلس الرد بشكل هجومي عبر الذهاب إلى مزيد من التعاون والوحدة وحتى الاتحاد الذي يبقى الخيار الأرقى والأفضل لتمتين الوضع الخليجي بوجه كل التهديدات. ورأى الدكتور خوري أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على الارتقاء إلى مستوى التحديات المطروحة، فالمحافظة على قوة هذا المجلس وهو التكتل العربي الأخير الفاعل، يتطلب قدرة على تجاوز كل العقبات التي تقف بوجه التوحد والاتحاد وتجميع كل القدرات والإمكانيات في خدمة هدف ومصير واحد.. وهذا ما يتوفر فعلا في دول المجلس. من جهته أشار المحلل السياسي الدكتور محمد عبدالغني أن التطورات الإقليمية تستدعي وجود وحدة الصف الخليجي، مؤكدا أن اجتماع دول الخليج من شأنه أن يبعث الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. وأضاف عبدالغني أنه حان الوقت أن تنتقل دول مجلس التعاون إلى مرحلة الاتحاد، لافتا إلى أن قمة الكويت مناسبة ممتازة لذلك بحيث تكون الانطلاقة نحو هذا التوحد عبر صياغة استراتيجية جديدة لمواجهة هذه التحولات الدولية الحاصلة. وختم الدكتور عبدالغني لـ «عكاظ»: ما حققته دول مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيس المجلس يمثل مكتسبات وطنية لكل شعوب دول المجلس والحفاظ عليها يكون عبر تطوير عمل هذا المجلس وذلك بالانتقال من التعاون إلى الاتحاد فالزمن هو زمن التكتلات الكبيرة والاستراتيجيات المدروسة.
مشاركة :