بحثت مصر والاتحاد الأوروبي اليوم (الأحد) سبل دفع التعاون المشترك خاصة في مجالات المناخ والطاقة النظيفة، وكذلك التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من أورسولا فون ديرلاين رئيسة المفوضية الأوروبي، تناول عددا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها سبل تعزيز العلاقات المتبادلة بين الجانبين على كافة الأصعدة، وجهود التنسيق بشأن أهم الملفات الإقليمية والدولية. وأضاف راضي أن الاتصال شهد تبادل وجهات النظر والرؤى بشأن الأمن الغذائي، وتراجع سلاسل التوريد، حيث تم التوافق على التنسيق المنتظم بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لبلورة المبادرات والجهود المشتركة في هذا السياق. وأكدت ديرلاين رغبة الاتحاد الأوروبي في مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات، في ضوء المصلحة المشتركة في التصدي للتحديات التي تواجه منطقة شرق المتوسط، وبالنظر إلى ما تمثله مصر من أهمية محورية في الشرق الأوسط وأفريقيا. من جانبه، أكد السيسي حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، باعتباره شريكا استراتيجيا في مختلف المجالات، وكذا التنسيق والتشاور حول القضايا والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجه الطرفين، معربا عن التطلع إلى توسيع نطاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات. في السياق ذاته، استقبل رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم بالقاهرة فرانس تيمرمانز، النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية للصفقة الخضراء، حيث أعرب مدبولي تطلع مصر لمزيد من الدعم من شركائها في الاتحاد الأوروبي، لاسيما من خلال تعميق شراكتها في قطاع الطاقة. وأشار مدبولي في هذا الصدد إلى الجهود التي تقوم بها مصر لتصبح ممرا لعبور الطاقة النظيفة، ومن ثم مركزا محورياً للربط الكهربائي وصادرات الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي. من جانبه، أشار تيمرمانز إلى أن زيارته الحالية تأتي لبحث موضوعات ذات أولوية مع مصر، منها دعم الجهود المصرية لاستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، المزمع عقدها في نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ. وعقد المسئول الأوروبي أيضا جلسة مباحثات مع سامح شكري وزير الخارجية المصري، الرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وذلك في إطار حرص الرئاسة المصرية للمؤتمر التشاور مع كافة الأطراف المعنية بعمل المناخ الدولي. كما التقى مع المهندس طارق الملا وزير البترول المصري حيث تم بحث مجالات التعاون المختلفة بين مصر والاتحاد الأوروبي وخاصة في مجالات الطاقة وسبل تكامل جهود التحول الطاقي وتعزيزها لتحقيق المستهدفات المرجوة للحفاظ على المناخ والبيئة. والتقى نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية للصفقة الخضراء كذلك مع الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، حيث تم استعراض الخطة الاستثمارية المصرية، ووضع استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، وإطلاق برنامج الإصلاح الهيكلي الذي يركز على الاقتصاد الحقيقي، فضلا عن تطبيق "معايير الاستدامة البيئية" لزيادة المشروعات الخضراء بالخطة الاستثمارية الوطنية، والوصول إلى 50 % من المشروعات الخضراء بحلول 2024/2025 بما يتضمن مشروعات في مجالات النقل النظيف وتحسين المياه والصرف الصحي والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. يشار إلى أن الصفقة الخضراء الأوروبية هي مجموعة سياسات ومبادرات للمفوضية الأوروبية بهدف تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول العام 2050.