انتخب البرلمان الباكستاني زعيم المعارضة شهباز شريف الاثنين رئيسا جديدا للوزراء، وسط أزمة سياسية يتوقع أن تمتد لشهور، بينما توعّد سلفه الذي أطيح به عمران خان بنقل المعركة إلى الشارع. وصوّت نواب البرلمان لصالح شهباز بأغلبية 174 صوتا، فيما لم يحصل منافسه شاه محمود قريشي على أي صوت، حيث قاطع حزب خان الانتخابات. وسيشكل شهباز شريف الآن حكومة جديدة يمكن أن تبقى في السلطة حتى أغسطس 2023، وهو موعد إجراء الانتخابات العامة. وشهباز، البالغ من العمر 70 عاما، هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الأسبق نواز شريف الذي منعته المحكمة العليا في 2017 من تولي مناصب عامة، ثم سافر بعد ذلك إلى الخارج لتلقي العلاج الطبي بعد أن أمضى عدة أشهر فقط من عقوبة بالسجن مدتها 10 سنوات، عقب إدانته بتهم فساد. وكان النواب من حزب عمران خان "حزب إنصاف" قدموا استقالة جماعية من مجلس النواب في البرلمان، احتجاجا على تشكيل معارضيه السياسيين لحكومة جديدة. وقال شاه محمود قريشي، وزير الخارجية السابق ونائب رئيس حزب خان، في خطاب قبل تصويت لانتخاب رئيس وزراء جديد "نعلن أننا جميعا نستقيل". وجاء هذا التحرك قبيل انطلاق عملية التصويت في جلسة البرلمان الباكستاني لانتخاب رئيس الوزراء الثالث والعشرين في باكستان، برئاسة قاسم سوري نائب رئيس البرلمان، قبل أن يتسلمها منه عياض صادق النائب عن حزب الرابطة الإسلامية الذي تلا لوائح التصويت، وأعطى مهلة لحضور النواب قبل إغلاق أبواب القاعة، وبدأ التصويت ثم عملية الفرز، التي انتهت بإعلان شهباز شريف رئيسا للوزراء في باكستان. وتمت الإطاحة بعمران خان في الساعات الأولى من صباح الأحد، بعدما خسر تصويتا في البرلمان على حجب الثقة إثر أزمة سياسية استمرّت أسابيع. وصوّت 174 نائبا لصالح حجب الثقة، في بلد لم يكمل أي رئيس وزراء منتخب فترة ولاية كاملة منذ استقلال باكستان عن بريطانيا في 1947، وإن كان عمران خان هو أول من تتم الإطاحة به من خلال تصويت على حجب الثقة. وحاول نجم الكريكت السابق بشتى السبل البقاء في المنصب بما في ذلك حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن المحكمة العليا أصدرت قرارا اعتبرت فيه أن كل التدابير التي اتّخذها الأسبوع الماضي باطلة، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد وبإجراء تصويت على حجب الثقة. وبعد يوم طويل من الجدل بين النواب في البرلمان الباكستاني، حيث اتهمت المعارضة الحكومة ببذل كل ما في وسعها لإرجاء التصويت، جاء حجب الثقة عن خان. لكن حتى قبل التصويت بدقائق كان مصير خان الذي انتخب عام 2018، شبه محسوم، بعدما انشق بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم عنه، فيما أعلن أعضاء في حزبه "حركة إنصاف" أنهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه. ونظم الآلاف من مؤيدي خان مسيرة في العاصمة إسلام أباد ومدن رئيسية عدة، وعبّر المشاركون عن دعمهم لعمران خان ومواقفه الرافضة لما وصفوه بالهيمنة الأميركية. وأفادت وسائل إعلام باكستانية الأحد بأن الاحتجاجات خرجت في كل من العاصمة إسلام أباد وكراتشي ولاهور وبيشاور والعديد من المدن الأخرى، تلبية لدعوة رئيس حركة إنصاف الباكستانية عمران خان. ورفع المحتجون العلم الباكستاني وأعلام الحزب، مرددين شعارات مؤيدة لخان ومنددة بالأحزاب المنافسة التي أقالته. وشكر خان، في بيان عبر تويتر، الباكستانيين الذين خرجوا لتأييده ضد "المتعاونين المحليين المؤيدين للنظام المدعوم من واشنطن". وأضاف "أصبحت باكستان دولة مستقلة عام 1947، لكن النضال من أجل الحرية يبدأ اليوم من جديد ضد مؤامرة أجنبية لتغيير النظام".
مشاركة :