نجوم الكوميديا يلمعون في الإذاعة ويغيبون عن التلفزيون

  • 4/12/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم قائمة القنوات الفضائية والمنصات المصرية التي تعج بالأعمال الدرامية التلفزيونية، إلا أن المسلسلات الإذاعية لا تزال جاذبة لشريحة من الفنانين والفنانات، لاسيما نجوم الكوميديا، بعد أن نجح الراديو السنوات الماضية في تطوير محتواه وصار له جمهور ينتظر أعماله في شهر رمضان. وتقدم الإذاعات المصرية حاليا مجموعة من الأعمال التي تناسب شرائح مختلفة في المجتمع، وتقترب من المشكلات الحياتية بطريقة تحمل قدرا من الواقعية، وتقدم في إطار كوميدي لجذب أكبر عدد من المستمعين، معتمدة على الرصيد الجماهيري للفنانين الذين قررت الاستعانة بهم في هذه الأعمال من نجوم الصفين الأول والثاني. ومن بين هؤلاء الفنان الكوميدي محمد هنيدي الذي يشارك في مسلسل يحمل اسم "ابن النادي"، وتشاركه البطولة الفنانة آيتن عامر، وتدور حلقاته في إطار من الكوميديا داخل أندية الدرجة السادسة في الدوري المصري، ويتولى هنيدي رئاسته وتعاونه زوجته في تطويره وتشكيل فريق قوي ينافس باقي الكيانات الرياضية. ماجدة موريس: الدراما الإذاعية غير سهلة وتظهر الموهبة الحقيقية لأي ممثل وجدد الفنان الكوميدي أحمد حلمي تجربة الإذاعة بمشاركة هنا الزاهد وإدوارد في تقديم مسلسل "العصمة في إيدي"، فيما يتعاون الزوجان بسنت شوقي ومحمد فراج في مسلسل "كمال صناعي" الذي يصنف ضمن قائمة أعمال الفانتازيا، بينما يستعرض الفنان الكوميدي بيومي فؤاد برفقة الفنانة حورية فرغلي بطولة "آدم وحورية"، وتتناول علاقة الرجل الشرقي بالمرأة في إطار من الكوميديا، وبالمثل يشارك الفنان الكوميدي محمد ثروت بمسلسل "أرواح وأشباح وتمن (ثمن) بسطرمة". وتضم القائمة مسلسل "موس صلاح" بطولة أحمد فهمي وريم مصطفى وعمرو عبدالجليل وحمدي الوزيري بصحبة الاعلامي أحمد شوبير، إضافة إلى مسلسل "هاني مون" بطولة كريم محمود عبدالعزيز وسوسن بدر وشيري عادل، ومسلسل "أنا وأخويا على ابن عمي" بطولة الفنان الكوميدي سامح حسين ومروة عبدالمنعم. غاب هنيدي عن الدراما التلفزيونية وفضل نظيرتها الإذاعية، وهناك الكثير من الفنانين الذين يسلكون نفس المسار، رغم الأجور الضئيلة التي يتحصل عليها النجم نظير مشاركته في عمل إذاعي، لكن هناك قناعة راسخة بأن الإذاعة مازال لها سحرها الذي يجعلها قادرة على جذب الجمهور، طالما أن الأعمال المقدمة عبر أثيرها جيدة وغير تقليدية وتستحق المتابعة. واعتاد العديد من النجوم تقديم أعمال درامية إذاعية في المواسم الرمضانية السابقة، لكن الجديد هذا العام أن أغلب المسلسلات بدت الغلبة فيها للكوميديا التي تتناول الواقع المصري بطريقة ساخرة، وهذا الأسلوب جزء من الثقافة العامة، ففي أوقات الأزمات يتعاطى مصريون مع مشكلاتهم بطريقة فكاهية، ولذلك لامست الأعمال الإذاعية جزءا أصيلا في المخزون الشعبي بعكس الكثير من المسلسلات التلفزيونية الجامدة. هناك قناعة راسخة بأن الإذاعة مازال لها سحرها وما يغري شريحة كبيرة من الفنانين للمشاركة في الدراما الإذاعية أنها صارت متطورة من حيث النص الجيد وتعتمد على حبكة تخاطب عقل المستمع، فهناك نسبة ليست قليلة من الجمهور لم تعد تبهرها الصورة الجيدة فقط، بل تبحث عن المضمون الجيد، دون تكرار ونمطية، ونجحت مسلسلات إذاعية في تلبية رغبة الفنان وجمهوره. ويصعب فصل الإقبال الجماهيري على الدراما الإذاعية بعدة عوامل مرتبطة بالتركيبة النفسية لهواة المسلسلات في مصر، فثمة حالة من التشبع من الدراما التلفزيونية التي صارت غارقة في قضايا بعينها، مثل البلطجة والخيانة والانتقام. يرى بعض النقاد أن الممثل الذي يفضل المشاركة في أعمال إذاعية لا يخسر، فبعيدا عن العائد المادي الذي يمكن تعويضه عبر الإعلانات تكمن ميزة الإذاعة في أنها تمنح الفنان أفضلية في اقتحام منطقة خالية من المنافسة الساخنة والصراع مع مجموعة من النجوم، كما هو حاصل في الدراما التلفزيونية التي تعج بالنجوم والنجمات. وقالت الناقدة ماجدة موريس إن الإذاعة تُظهر الموهبة الحقيقية لأي ممثل، وتأدية دور في مسلسل إذاعي ليس بالأمر السهل، لأن الفنان يمثل بصوته وليس بجسده أو عينيه أو حركته، ويحتاج إلى جهد مضاعف كي يجذب الناس إليه وتسمع وتستمتع بمسلسله، ويستطيع تكوين قاعدة جماهيرية للعمل الذي يقدمه. وأضافت لـ”العرب” أن لمعان بعض النجوم في الإذاعة وغيابهم عن الدراما التي تذاع على الفضائيات يرتبط بعدم وجود أدوار تناسبهم في المسلسلات التلفزيونية، سواء هم رفضوا المشاركة لتحفظهم على العمل أو لم يُطلب منهم ذلك، لكن يحققون نجاحات معنوية مرضية من خلال الحضور وإثبات قدراتهم وموهبتهم التمثيلية في الإذاعة التي تحتاج إلى مهارات استثنائية. تفوق النجم في أي عمل بالإذاعة لا يتوقف على إمكانياته بل على القصة والسيناريو كعناصر أساسية وبعيدا عن الخبرات الفنية، فإن بعض النجوم يفضلون الابتعاد عن الزحام التلفزيوني والمنافسة القوية التي تشهدها القنوات ويتجهون إلى المحطات الإذاعية للمشاركة في مسلسلات قصيرة لا تتجاوز الحلقة الواحدة بها عشر دقائق، وحتى لو كان الجمهور أقل في الإذاعة يكفي أنهم لن يغيبوا عن المشهد وسيكون لهم جمهور خاص. وينجح الفنان في الأعمال الإذاعية عندما يكون ممثلا جيدا ويتمكن من جذب الجمهور إليه، حيث يبرز موهبته في مساحة ضيقة، فمستمع الراديو في مصر، أو أيّ بلد آخر، ليس من السهل أن ينجذب لأي محتوى إلا لو كان يستحق. وربما ساعد إقبال بعض النجوم على الأعمال الإذاعية وجود حالة من نمو الإنتاج الإذاعي، وتوافر أجيال جديدة من المؤلفين والمخرجين القادرين على مواجهة تعقيدات الكتابة والسيناريو، لأن العمل الفني في الراديو يعتمد على الجمع بين أسلوب المسرح والحكي القصصي والدمج بينهما مع الصوت والمؤثرات والموسيقى التصويرية التي تجعل المستمع يتخيل المشهد أمامه بسهولة. وأوضحت ماجدة موريس لـ”العرب” أن الإذاعة بطبيعتها لها جمهور ذواق، وبها موجات خاصة جديدة، والميزة بالنسبة إلى النجم أن المسلسل الواحد يتم بثه على أكثر من محطة إذاعية، ما يحقق معدلات استماع أكبر للفنان. وتتميز محطات الراديو الجديدة في مصر، وهذه ليست تابعة للإذاعات الحكومية التابعة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المعروف بـ”ماسبيرو”، بل إلى جهات رسمية أخرى تمتلك معدات تقنية ونجحت في تطوير الإنتاج الترفيهي والدرامي، وكثيرا ما تقوم بإعادة بث حلقات مسلسلاتها على حساباتها الرسمية عبر شبكات التواصل، ما يسهم في زيادة نسبة المتابعة. والنجاح في المسلسل الدرامي الإذاعي يأتي من الكتابة الخفيفة العصرية، وهذا يعتمد على المؤلف بشكل أساسي، بالتالي فتفوق النجم في أي عمل بالإذاعة لا يتوقف على إمكانياته فحسب، بل على القصة والسيناريو كعناصر أساسية، لأن المحتوى الجديد هو النافذة التي تعزز جماهيرية الراديو وسط المنافسة الشرسة مع القنوات والمنصات. ومهما كانت هناك منافسة ضارية بين الإذاعات والتلفزيونات، فالميزة أن جمهور المحطات الإذاعية في مصر يتزايد باستمرار وهؤلاء من سائقي السيارات ومستقليها الذين يُحتجزون على الطرق جراء الاختناق المروري اليومي.

مشاركة :