الفوزان: الحوار الأسري ركيزة ‏أساسية لتعزيز منظومة القيم في المجتمع وضمانة لاستقرارها

  • 4/11/2022
  • 23:25
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شارك الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور عبد ‏الله الفوزان، أمس الاثنين في محاضرة‏‎ "الأسرة ورعاية الموهبة"، التي نظمها مركز التميز بمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله ‏للموهبة والإبداع (موهبة) ضمن فعالية ‏‏"فوانيس موهبة" في دورتها الثالثة، التي عُقدت افتراضيًّا بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين.‏ وقدَّم "الفوزان" خلال مشاركته ورقة عمل بعنوان "الحوار وأهميته في الأسرة"، سلط ‏فيها الضوء على أهمية الحوار الأسري، باعتباره اللبنة الأهم في التواصل بين ‏أفرادها.. مبينًا أنه يعـد أساس قيام الحياة الأسرية، وضمانة لاستقرارها، ولا تنهض ‏المجتمعات إلا عندما تكون هناك أسر متماسكة ومتفاهمة، وتسود بين أفرادها ‏روح الحوار والتآلف، وتتلاشى الخلافات، وتنمو مشاعر المودة.‏ وشدد الأمين العام على الدور الكبير الذي يضطلع به الحوار الأسري في تعزيز منظومة القيم الاجتماعية في المجتمع، مبينًا أن الحوار عندما ‏يوجَد بصورة متواصلة بين أفراد الأسرة تترسخ قيم الحوار لدى الأجيال من أجل ‏تعزيز الاستقرار، وإشاعة ثقافة التسامح والتعارف والتفاعل، وتقبُّل رأي الآخر، ‏والتعايش معه؛ ومن ثم التآلف والانسجام، وبناء علاقة ودية. مشيرًا إلى أن الحوار ‏الأسري الرشيد يقوي النسيج المجتمعي، ويرسخ قيم التلاحم والانتماء والولاء ‏للوطن.‏ وأوضح أن كثيرًا من المشكلات التي تواجه الأسرة والمجتمع في وقتنا الحاضر ‏ترجع إلى افتقاد الحوار بين أفراد الأسرة في وقت تزداد فيه الحاجة إلى التواصل ‏والحوار بينهم، خاصة في هذا العصر الذي يشهد تسارعًا غير مسبوق على الصعد كافة، إضافة إلى تدفق المعارف والمعلومات عن طريق انتشار وسائل ‏التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية؛ وهو ما يجعل أفراد الأسرة في حالة ‏انشغال دائم؛ ما يُغيِّب فرص الحوار، وينشر الجهل بحال الطرف الآخر؛ وبالتالي نشوء العديد من الظواهر ‏السلبية في صفوف الشباب، كالانحراف والتطرف والمعاكسات والتفحيط ‏والاكتئاب والمشكلات الدراسية.. وغيرها الكثير. ‏ واستعرض الفوزان جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في نشر وتعزيز ‏ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة، وذلك من خلال عدد من الفعاليات والبرامج، منها ‏برنامج الحوار الأسري الذي يعد من أهم البرامج التي يقدمها المركز، مستهدفًا ‏من خلاله نشر المفاهيم الثقافية والقيم الاجتماعية للحوار الأسري، وذلك عبر ‏الدورات والحقائب التدريبية والبرامج التثقيفية الحوارية، إضافة إلى الإصدارات ‏واتفاقيات الشراكة التي يهدف من خلالها إلى ترسيخ قيم الحوار لدى الأجيال ‏من أجل الاستقرار، ومن أجل إشاعة ثقافة التسامح والتعارف والتفاعل، وتقبُّل الرأي الآخر، والتعايش معه؛ ومن ثم التآلف والانسجام والتلاحم، وبناء علاقة ‏ودية‎.‎‏ ‏ وشدَّد "الفوزان" على أهمية اضطلاع الأسرة بدورها في غرس ثقافة ‏الحوار في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتعويدهم على الحوار؛ وهو ما سينعكس ‏إيجابًا على اتجاهاتهم وسلوكهم في تعاملهم مع الآخرين في المجتمع؛ ‏وبالتالي التأسيس لحوار مجتمعي واعد، يحقق الأمن والاستقرار، ويساعد ‏على تشكيل قاعدة قوية للتعايش المجتمعي، وتقبُّل الثقافات الأخرى، وقبول ‏الرأي الآخر، واحترام التنوع، والوقاية من الوقوع في شرك الغلو والتطرف. وبيَّن ‏أن الأسرة لكي تنجح في تحقيق أهدافها لا بد من بناء ‏جسور التواصل الصادق بين أفرادها؛ إذ يشكل الحوار المفتوح بينهم ‏الوسيلة المثلى لتلطيف الأجواء، وسيادة روح المرح، وخلق بيئة قائمة على التفاهم،‎ ‎وإيجاد مزيد من نقاط الالتقاء، والاتفاق في الرأي، وتقبُّل الرأي الآخر برحابة ‏صدر، والعيش بمودة واطمئنان وتعاون بعيدًا عن التشنج والمشاحنة والخصومة. ‏

مشاركة :