لطالما كان يطلق على بوينس آيرس اسم باريس أمريكا الجنوبية، هي بالفعل كذلك ولكنها تتمتع أيضاً بطابعها وأسلوبها الخاص الذي يميزها عن غيرها من المدن العالمية. يوجد في مدينة بوينس آيرس العديد من الشوارع العريضة التي تكتنفها الأشجار على طول جانبيها وعدد من القصور الفخمة التي تشبه في تصميمها تلك الموجودة في باريس ولكنها تبقى إحدى المدن في العالم التي تتميز بنمط بنائها الأرجنتيني الخاص المليء بالسحر والإبداع. أصبحت هذه المدينة العريقة منذ آواخر القرن الماضي وجهة رئيسة للسياح الأوروبيين والأمريكيين الذين اندهشوا بالتطور الكبير الذي وصلت إليه بعد أن تحررت من الاستعمار الأسباني الذي دام لأكثر من قرنين. يتابع زوار بوينس آيرس جولتهم ليصلوا إلى ساحة بلازا دي مايو التاريخية والتي تقع في وسط المدينة وهي عبارة عن ساحة واسعة مرصوفة بالحجارة التقليدية التي تكثر في الشوارع الأرجنتينية وساحاتها. يقع في الجزء الشمالي من الساحة قصر ضخم وردي اللون وهو القصر الرئاسي الذي كانت تطل من شرفته ملهمة الأرجنتين وسيدتهم الأولى إيفيتا بيروني والذي شهد أيضاً إطلالة دييغو ارمادنو مارادونا حاملاً كأس العالم عندما فازت به الأرجنتين عام 1986. ليس بعيداً عن القصر الرئاسي نجد عددا من الأبنية والقصور الأخرى التي تشبه تصميم القصور الفرنسية. وعند الاتجاه غرباً من المدينة نصل إلى ساحة بلازا ديل كونغريسو التي سميت نسبة إلى مبنى الكونغرس الوطني الذي يتميز بقبته الكبيرة والذي يقع بجانبها،يوجد في تلك الساحة أيضاً المقهى الأقدم في الأرجنتين تورتوني كافيه والذي لا يزال يقدم المشروبات اللذيذة لزواره منذ عام 1858. مقبرة ريكوليتا لا يفوت زوار بوينس آيريس فرصة المرور ولو قليلاً على مقبرة ريكوليتا الشهيرة والتي تقع في الضواحي الشمالية من المدينة وتضم أضرحة رؤساء الأرجنتين السابقين والقادة العسكريين والشخصيات الوطنية التي ساهمت في نهضة الأرجنتين وتقدمها، ولكن الأكثر زيارة بين تلك الأضرحة من قبل الزوار ضريح السيدة إيفيتا بيروني، وإلى جانب المقبرة يوجد متحف المدينة الوطني ميوزيو ناسيونال دي بيلاس آرتز الذي يضم عدداً من اللوحات الشهيرة للفنان العالمي بابلو بيكاسو. متحف مالبا يستمتع زوار بوينس آيرس بالقيام بجولة في أحياء المدينة القديمة التي تحتوي على العديد من الأبنية التاريخية الرائعة والقاعات الموسيقية الكبيرة التي تتم فيها عروض رقصات التانغو وصولاً إلى المتاحف الرائعة والتي يأتي في مقدمتها متحف مالبا الأثري أو متحف الفنون الأمريكية اللاتينية، يقع هذا المتحف في حي فيغوروا ألكورتا في منطقة باليرمو في بيونس آيرس وقد بناه رجل الأعمال الأرجنتيني إدواردو غوستانتيني وتم افتتاحه في 21 سبتمبر/أيلول من عام 2001 وفيه عدد كبير من الأعمال الفنية واللوحات اللاتينية التي تجسد المراحل التي مرت بها ثورة بلاد التانغو ضد المستعمرين، هذا ويضم المتحف أيضاً مركزاً ثقافياً للمحاضرات وقاعة عرض للأفلام الثقافية والتراثية. يزور المتحف سنوياً أكثر من مليون شخص ويرعاه أكثر من 1400 شخصية وطنية أرجنتينة. وتم تحديد مهمة هذا المتحف وهي أن يتم جمع وحماية الكنوز الفنية اللاتينية التي تعود لمئات السنين من الضياع والعمل على تشجيع الرسامين الجدد وتنمية مواهبهم الفنية.
مشاركة :