أكد ربيع دبوسي، -مدير عام سيسكو الإمارات في مقابلة مع الخليج حول مدى ابتكار دبي نماذج أو معايير جديدة عالمية تتعلق بالمدن الذكية - أن دبي دون شك حققت ذلك، مشيراً إلى أن مبادرة دبي الذكية تستفيد من إنترنت الأشياء وربط كل شيء بالإنترنت، لتتمكن المدينة من تحقيق قيمة فعلية في أهم مجالات الحياة والاقتصاد والسياحة. أضاف دبوسي، أظهرت دبي بالفعل قدراتها الواضحة على التحول لمدينة ذكية، بما في ذلك تنفيذ اتصال Wi-Fi في كامل المدينة، سيكون أساس الخدمات الحكومية الذكية عبر الأجهزة المتحركة، وتمكين القطاع العام من الوصول إلى الأنظمة وأدوات التعاون ورؤى الأعمال. وقال: سيكون تطبيق شبكة اتصال Wi-Fi في كامل مدينة دبي أساساً للخدمات الحكومية المقدمة عبر الأجهزة المتحركة، بينما تقود اللجنة العليا لمدينة دبي الذكية القطاع العام ليصل إلى الأنظمة وأدوات التعاون ورؤى الأعمال، وبالمثل، فإن المواصلات الذكية كبطاقة نول للمواصلات العامة، وبوابة سالك الإلكترونية للتعرفة، ومترو دبي من دون سائق، جميعها أساليب ساهمت في تقليل عدد ضحايا الحوادث المرورية من 20 عام 2005 إلى أقل من 4 في عام 2014، وارتفعت نسبة السكان الذين يستخدمون المواصلات العامة من 6% عام 2005 إلى 12% العام 2014، بحسب هيئة دبي للطرق والمواصلات. حول آخر الجهود التي تبذلها سيسكو مع لجنة دبي مدينة ذكية قال دبوسي: نفخر بالعمل والتعاون مع عدد من الهيئات الحكومية في دبي من أجل مواصلة تطوير الحلول التقنية العالمية ودعم رؤية دبي، لتكون المدينة الأذكى وقد أعلنّا بالفعل عن تطبيق مجموعة من المبادرات المرتبطة بالمدن الذكية في دبي منها دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، والتي أطلقت نقاط الخدمة 24/7 - وهي نقاط مبتكرة للخدمة تعمل على مدار الساعة تم تطويرها بالاستعانة بتقنيات سيسكو، لتوفر للعملاء نافذة موحدة لإجراء تعاملاتهم لساعات أطول، فيما تقدم الدائرة لهم قناة مبتكرة ومستدامة للخدمات الذكية. 130 مبادرة ذكية وحصلت سيسكو على عقد تقديم الخدمات الاستشارية ومنصة البيانات الافتراضية لمشروع مدينة دبي للتصميم. وكمشروع ينطلق من الصفر ضمن مبادرات المدن الذكية، فإن مدينة دبي للتصميم تتوقع إطلاق 130 مبادرة ذكية طوال مدة تطويرها، لدعم تحقيق أهدافها في رعاية النمو في قطاع التصميم والأزياء والسلع الفاخرة بالإمارة. وحصلت هيئة كهرباء وماء دبي على جائزة أفضل الممارسات من سيسكو، لقاء تحديث البنية التحتية التقنية لديها لدعم خطط التوسع المستقبلية، تماشياً مع أهداف مدينة دبي الذكية. وأثنت سيسكو على ما قامت به الهيئة في نقل شبكة مراكز بياناتها في القصيص وجبل علي، نظراً لتطبيقها أفضل الممارسات في التصميم والتطبيق وإكمال النقل بشكل آمن وموثوق. عملت الهيئة مع سيسكو للخدمات المتقدمة في عملية نقل الشبكة، بدءاً من إدارة المشروع وحوكمة التصميم إلى التطبيق وضبط الجودة. وقد أجرت سيسكو للخدمات المتقدمة عملية التدقيق في نهاية المشروع لاعتماده. وسلّطت الجائزة الضوء على نجاح الشراكة الاستراتيجية بين هيئة كهرباء وماء دبي وسيسكو، والجهود المستمرة للعمل معاً من أجل تعزيز وتطوير الخدمات لصالح كافة مواطني دبي. وعن أهم وأبرز الأفكار والاقتراحات التي قدمتها سيسكو للجنة تحويل دبي لمدينة ذكية قال دبوسي: تدعم سيسكو تماماً رؤية دبي مدينة ذكية، وتعمل بالتعاون مع حكومة دبي والحكومة الإماراتية في تقديم المشورة حول البنية الكلية ومخطط المدينة وخدماتها، وتسريع تنفيذ البنية التحتية المطلوبة وصيانة التقنيات الداعمة وتجديدها. تعزيز إمكانات الشبكة وتتمثل استراتيجية سيسكو في تلبية احتياجات المدن اليوم وفي المستقبل في تعزيز إمكانات الشبكة لتكون الأساس للمدن المدارة وخدمات الأعمال التي تجمع كل أشكال التنقل والأمن والحوسبة السحابية والتحول الافتراضي والتعاون والفيديو، وتعتمد على تطبيقات متعددة الوظائف، ذات بنية مفتوحة تعمل ضمن تلك الطبقة الأساسية. تتضمن مراحل التحول ثمانية مسارات أساسية: العقارات، الخدمات، النقل، الأمن والسلامة، التعليم، الصحة، الحكومة، والرياضة والترفيه. وبدعم من مدينة دبي الذكية، يمكن للقطاعين العام والخاص في دبي تحقيق قيمة تصل إلى 17.9 مليار درهم إماراتي (4.87 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2019، وفقاً لدراسة أجرتها سيسكو للخدمات الاستشارية ونشرتها في منتدى دبي للمدن الذكية العام الماضي. وستعمل 7 قطاعات أساسية على دعم مبادرة دبي مدينة ذكية في الفترة التي تسبق إقامة معرض إكسبو 2020 وما بعده، وفقاً لتقرير آخر نشرته سيسكو بعنوان دبي وربط كل شيء بالإنترنت: الفرصة في مفرق الطرق. يذكر التقرير، البلدية، أتمتة المواصلات البرية، الشركة، الأمن القومي والدفاع، الشبكة الذكية للخدمات، السياحة والسفر، وتجارة التجزئة لتكون الأسس ال7 التي ستحقق وتساهم بأكبر قدر ممكن في تحول دبي كمدينة ذكية وفي استضافة إكسبو 2020. فالمدينة مهيأة للنهوض بحقبة ربط كل شيء بالإنترنت، والتي تتوقع سيسكو أن تشهد ربط 50 مليار شيء بحلول عام 2020 ما يعني تحسين حياة البشر من خلال ربط الأشياء غير المرتبطة بالإنترنت، وتحقيق قيمة غير مسبوقة لشرطة دبي والقطاعات الخاصة، والتحول الملموس في الحياة اليومية. دمج حالات الاستخدام ولتتمكن دبي من تعظيم القيمة، فإن اللجنة العليا لمدينة دبي الذكية تحتاج إلى دمج حالات الاستخدام وتمكين الهيئات الحكومية من توفير الخدمات بتكاليف طفيفة. كما سيساعد التنسيق بين الهيئات ووضع خريطة طريق للتنفيذ في تحقيق تجربة متميزة لا تشوبها شائبة. وبالإشارة إلى وجود عقبات تواجه مشروع دبي الذكية حاليا أوضح دبوسي بالقول: يعتبر التوسع العمراني السريع واحداً من أبرز التحديات، فارتفاع الكثافة السكانية إلى جانب الحاجة إلى الربط الدائم ستسهم في إعادة رسم البنية التحتية للمدينة، كالمواصلات والإضاءة وإدارة النفايات. وفي ظل تواجد مليارات البشر على الإنترنت عالمياً، يتوقع المواطنون التواصل مع الحكومات ومؤسسات القطاع العام بشكل آمن وسلس وموثوق، وهنا سيكون على الهيئات الحكومية الخروج من عزلتها وتعزيز القيمة، ودمج حالات الاستخدام لتوفير الخدمات بتكاليف طفيفة. يدعو ذلك إلى مستوى معين من الحوكمة في المبادرة، بالنظر إلى إمكانات التنسيق بين الهيئات وخريطة الطريق التي تراعي العلاقات بين حالات الاستخدام لخلق تجربة فريدة. ونتيجة لمشروع مدينة دبي الذكية، تستفيد الحكومة بالفعل من الشراكات التي تجمع القطاعين العام والخاص لتطوير موازنات مشتركة للهيئات في المدينة، وإعادة تصميم خدماتها ووضع عمليات حكومية جديدة تشمل إمكانات جديدة مترابطة، وقياس نجاح المدينة الذكية باستخدام مؤشرات أداء جديدة، وتقاسم إمكانات الوصول إلى الأنظمة وأدوات التعاون والرؤى والأفكار. البيانات المفتوحة وفيما يتعلق برؤية سيسكو حول توافر البيانات المفتوحة وربط الجهات المشمولة بالمشروع مع بعضها، وهل يعد ذلك من أبرز التحديات التي يواجهها المشروع قال مدير عام سيسكو الإمارات: الشفافية هي أبرز سمات البيانات المفتوحة، والتي تمنح المواطنين إمكانية الحصول على البيانات، كما ترتبط بالابتكار وتمكين مطوري البرمجيات من تحويل البيانات إلى تطبيقات مفيدة تتيح توافر الخدمات في المدينة في أي وقت وأي مكان. وتشير دراساتنا إلى أن أكثر من نصف قيمة المدن الذكية تأتي من تبادل البيانات. تشهد دبي جمع الكثير من المعلومات، ولكن التحدي يكمن في أن المعلومات التي يجري تبادلها وتقاسمها ليست بنفس القدر. ولتحقيق مزايا إنترنت الأشياء وتقنيات المدن الذكية، فلا بد من أن تكون الهيئات راغبة ومستعدة لتبادل البيانات مع بعضها بعضا. فعلى الهيئات الحكومية في دبي أن تكون أكثر استعداداً لتبادل المعلومات والبيانات مع غيرها، إذا أرادت الإمارة تحقيق طموحها بأن تكون المدينة الأذكى في العالم. تحتاج دبي إلى وضع سياسة للبيانات المفتوحة، ما سيخلق فرصاً لتحسين نوعية حياة الأشخاص فيما يعزز إمكانات اتخاذ القرارات على مستوى الحكومة. كما سيساهم ذلك في تزويد خدمات عامة أكثر كفاءة ويوجد أنواع جديدة من الأعمال والخدمات، وقد تم إنشاء لجنة بهدف وضع استراتيجية لسياسة البيانات المفتوحة في دبي، واقتراح التشريعات اللازمة ووضع خطة عمل لتطبيقها. وعن إسهامات سيسكو للتغلب على تلك العقبات أو التحديات أشار دبوسي إلى أن الشركة قد عملت وبالتعاون مع مجموعة من الشركاء، على إيجاد منصة قوية ومتكاملة تجمع أفضل التقنيات والتطبيقات ونماذج العمل لمساعدة الحكومات على تحسين أسلوب تصميم المجتمعات والمدن الذكية وبنائها وإدارتها - من الإضاءة إلى إدارة النفايات ومن مواقف السيارات إلى خدمات المرور والأمن والسلامة. ولا يعتبر أثر إنترنت الأشياء وربط كل شيء بالإنترنت نظرياً وحسب، فالمدن الذكية العالمية حققت بالفعل انخفاضاً بواقع 50 في المئة في استهلاك المياه وزادت توفير الطاقة بنسبة 30 في المئة، كما قللت حركة المرور بنسبة 30 في المئة. موقع مثالي وبالإشارة إلى أهم المعايير التي يتميز بها مشروع دبي للتحول لمدينة ذكية بالكامل أفاد دبوسي أن دبي موقع مثالي لمدينة ذكية، فهي قد مرت بالفعل بالثورة الصناعية، وهي مكان يمكن أن يشهد ميلاد مشاريع جديدة بالكامل بفضل انخفاض نسبة البطالة وارتفاع كثافة الوحدات السكنية والنظام التعليمي المتين - مدعومة برؤية حكيمة لدى قادة الحكومة. وأكد مدير عام سيسكو الإمارات أن نموذج دبي الذكية يعد نموذجا للمدن الذكية المستقبلية، وبخاصة في ظل نجاحها في تحقيق الشروط الأساسية لبناء مدينة ذكية. فهي تمتلك القيادة الحكيمة والتوجه الشمولي وتلبي المعايير العالمية والتشريعات الذكية والشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب منظومة متينة، وكلها عوامل أدت إلى نتائج إيجابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وساهمت في تعزيز الاستدامة. وحول أهم الاحتياطات والإجراءات التي يتم العمل عليها لتأمين البيانات قال: يعتبر الأمن واحداً من أهم المخاوف فيما يتعلق ببيانات المدن الذكية. فمن المهم وجود الاستراتيجية المناسبة لأمن تقنية المعلومات، والتي ترتبط بإدارة المخاطر ارتباطاً وثيقاً. ويعني هذا النظر إلى الجانب الأمني من وجهة نظر تقنية المعلومات والعمليات - فالأمر يرتبط بالتكنولوجيا وتطبيق العمليات الملائمة لمنع التهديدات والتعامل معها وعلاج آثارها، وتعريف الموظفين بكيفية التصرف بالشكل الآمن. ومن هذا المنطلق، فمن المهم اتخاذ منهجية شمولية تجاه استراتيجيتك الأمنية. تحول رقمي كامل قال ربيع دبوسي : لتتمكن دبي من جني أقصى فوائد إنترنت الأشياء، فستحتاج إلى تبني الاستراتيجيات الفعالة للتحول الرقمي الكامل. ويتطلب التحول إلى مدينة رقمية وجود نموذج مرن لتقنية المعلومات، والقدرة على إعادة التفكير وتصميم العمليات الجوهرية في الحقبة الرقمية. ويتطلب تطبيق التقنيات الأمنية والسحابية والاجتماعية والتحليلية والاجتماعية الجديدة لتحول رقمي كامل، قدراً من الخيال والاستثمارات والخبرة. كما أن رؤية دبي وسكانها وقيادتها التي تتطلع إلى تحقيق أهداف المدينة الذكية وجعلها منارة المدن الذكية حول العالم، تسير في الطريق الصحيح فعلاً. وعلى الرغم من أن إنترنت الأشياء يخلق الكثير من الفرص اليوم، فإنه يحمل معه أيضاً العديد من نقاط الضعف فيما تتعرض المؤسسات باستمرار للهجمات ومحاولات الخرق الأمني بشكل يومي. سيحتاج القطاع بأكمله إلى التعامل مع كل تلك التغيرات خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، كما يؤكد تقرير سيسكو نصف السنوي للأمن 2015 حاجة الشركات إلى تطبيق الحلول المتكاملة مقارنة مع المنتجات المرحلية، والعمل مع المزودين الموثوقين وإدراج والاستعانة بمزودي الخدمات الأمنية للتوجيه والتقييم. سيكون على المؤسسات البدء بوضع بنية أمنية أكثر تكاملاً وقابلية للقياس على مستوى الشبكة المؤسسية على المدى القصير. ولا تكفي إضافة المكونات الأمنية إلى الشبكة وحسب، بل من الضروري تحقيق التقارب الفعلي بين كافة المكونات التي تعمل معاً.