شرع باحثو كلية الطب بجامعة ييل الأمريكية، في إجراء دراسة في ربيع عام 2020 حول فاعلية دواء للبنكرياس، كعلاج لـ«كورونا المستجد». واهتم العلماء، بقيادة جوزيف فينيتس، اختصاصي الأمراض المعدية بمعرفة ما إذا كان الدواء الفموي «كاموستات ميسيلات»، المستخدم لعلاج التهاب البنكرياس يمكن أن يقلل من كمية الفيروس في الجسم ويحسن الأعراض لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم حديثًا بكورونا. وبينت النتائج أن الدواء، لم يفعل الكثير لتقليل الحمل الفيروسي، ولكن ما أدهش الباحثين، جلب الدواء نوعًا مختلفًا من الفوائد. وقال فينيتس في تقرير نشره أول أمس الموقع الإلكتروني لجامعة ييل، إن المرضى الذين تلقوا الدواء لم يفقدوا أي حاسة شم أو تذوق، وكان هذا اكتشافًا مذهلًا. وتابع: «ما توصلنا له مهم للغاية؛ لأن فقدان حاسة الشم وفقدان التذوق من الأعراض الشائعة لــ(كوفيد - 19) بالنسبة للكثيرين، ورغم أن الحواس تعود مع تلاشي العدوى، لكن بالنسبة للبعض، يظل التأثير باقياً بدرجات متفاوتة، ومع متغير أوميكرون، لا يزال من الممكن حدوث هذه الأعراض، ولكن ليس بمعدل حدوثها نفسه مع المتغيرات الأخرى». وأكد فينيتس أنه كان متحمسًا في الأصل للنظر في فاعلية دواء كاموستات ميسيلات في تقليل الحمل الفيروسي، بعدما رأى دراسة نُشرت في أبريل 2020 بدورية «سيل»، أظهرت كيف يمكن لهذا الدواء أن يمنع فيروس «كورونا المستجد» من دخول الخلايا. وقام فينيتس بتجنيد العديد من الباحثين لاختبار هذا الأمر، في تجربة سريرية ضمت 70 مشاركًا ثبتت إصابتهم بـ«كوفيد - 19»، وأخذ المشاركون الدواء أربع مرات في اليوم لمدة سبعة أيام، ورغم توقف التجربة بمجرد أن اتضح أن الهدف الرئيسي لتقليل الحمل الفيروسي لم يحدث، وجد الباحثون نتائج مفاجئة حول فاعلية الدواء في منع فقدان حاسة الشم والتذوق، وهو ما يتطلب تأكيده عبر دراسة إضافية. ويأمل فينيتس ورفاقه، في أن يكون لاكتشافهم المفاجئ تأثير إيجابي على مكافحة فيروس كورونا، وأن يكون هذا العقار بمثابة فرصة لعلاج واحد من أخطر أعراض المرض.
مشاركة :