إمام المسجد الحرام يحذر من الاغترار بـ«الكثرة»

  • 12/5/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط، أن أعظم الاستجابة لله وللرسول شأنا وأشرفها مقاما أداء حقه سبحانه بتحقيق التوحيد، أعظم أوامر الدين، وأساس الأعمال، وروح التعبد، وعماد التقرب، وقاعدة الإزلاف إليه عز وجل، لافتا إلى أن الشرك بالله ظلم عظيم، لقوله عز وجل على لسان لقمان: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم). وحذر في خطبة الجمعة في في المسجد الحرام أمس، المسلمين من الاغترار بالكثيرة المضلة لقوله عز وجل: (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون)، كما حذرهم من كل سبب يبعد القلب عن الرب سبحانه ويحول بينه وبين الاستجابة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وقال: إن علو القدر وسمو المنزلة يوجبان كمال الطاعة وقوة الاستجابة، وإذا اقترن هذا العلو والسمو بالإنعام والمنن والإكرام كانت الطاعة للمنعم أتم والاستجابة له فيما يأمر وينهى أكمل وأقوى وأجمل، وإذا كان هذا مما تقر به العقول السليمة، وتذعن له النفوس السوية في حق المخلوق العاجز الفاني، فما الشأن بحق الخالق الرازق المنعم القوي الباقي الذي لا ند ولا نظير له في العلو. وأضاف أن شجرة التوحيد تزكو وتنمو وتطيب ثمارها وتزداد، رونقا وبهاء، كلما سقيت بماء الاستجابة لله وللرسول صلوات الله وسلامه عليه، تلك الاستجابة التي تتجلى في فعل الطاعات، وترك المعاصي رغبة في جميل الموعود عليها بحسن الثواب، وخوفا من أليم العقاب، ويدخل في ذلك ويفضي إليه ويدل عليه، قراءة القرآن بالتدبر لمعانيه، والاتعاظ بعظاته وفهم ما يراد به، وما نزل لأجله، وأخذ نصيب العبد من كل آياته وإنزالها على داء القلب، والتقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، ودوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل. وأردف: إن من أعظم موانع الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم ما عرف عند أهل العلم، بمفسدات القلب الخمسة إلا وهي التعلق بغير الله، وركوب بحر التمني، وفضول النظر، والكلام، والأكل، وأعظم هذه المفسدات على الإطلاق - كما قال ابن القيم رحمه الله هو التعلق بغير الله، لقوله تعالى: (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا)، فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله.

مشاركة :