لا جدول زمنيا لنهاية الحرب الروسية في أوكرانيا

  • 4/12/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، رافضا وضع جدول زمني لنهايتها بينما أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن المفاوضات مع موسكو من أجل التوصل إلى اتفاق سلام "صعبة جدا". وقال بودولياك إن "الجانب الروسي يتمسك بأساليبه التقليدية المتمثلة في الضغط العلني على عملية المفاوضات خصوصا من خلال تصريحات معينة"، في إشارة إلى تصريحات بوتين التي قال فيها إن "عدم تجانس" مواقف الأوكرانيين "يتسبب بصعوبات" في المحادثات. قال بوتين خلال مؤتمر صحافي في قاعدة لإطلاق المركبات الفضائية في الشرق الأقصى الروسي إن "مهمتنا هي تحقيق الأهداف الموضوعة مع الحد من الخسائر، وسنتصرف على نحو متسق وبترو، وفقا للخطة المقترحة منذ البداية من قبل هيئة الأركان العامة". ورفض الرئيس الروسي الذي كان في قاعدة فوستوشني مع نظيره البيلاروسي وحليفه ألكسندر لوكاشينكو، فكرة أن الجيش الروسي يواجه صعوبة أمام المقاومة الأوكرانية وتعين عليه التخلي عن السيطرة على المدن الكبرى والعاصمة كييف للتركيز على دونباس، في شرق البلاد. وأكد أن "عملياتنا في مناطق معينة من أوكرانيا كانت تهدف فقط إلى وقف القوات الأوكرانية بعيدا عن دونباس وتوجيه ضربة وتدمير البنية التحتية العسكرية". وأشار بوتين أيضا إلى أنه إذا لم تتقدم القوات الروسية بشكل أسرع، فيعود الأمر في ذلك إلى تجنب خسائر فادحة، على الرغم من أن الكرملين اعترف بتكبده خسائر "كبيرة" دون تحديد حجمها بدقة. وتابع "كثيرا ما أسمع السؤال، هل يمكننا التقدم بشكل أسرع؟ نعم، هذا ممكن ولكن ذلك يعني تكثيف العمليات العسكرية التي سيكون لها للأسف تأثير على الضحايا". وتنفي روسيا على الدوام قيامها بقتل المدنيين، متهمة أوكرانيا باستخدام سكانها كدروع بشرية. ولدى سؤاله عن مذبحة المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية والتي تقول أوكرانيا والغرب إن القوات الروسية ارتكبتها، تجاهل بوتين هذا الموضوع. وبعدما شبه هذه الاتهامات بتلك المتعلقة باستخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيميائية في سوريا ضد مدنيين، قال بوتين "لدينا الأخبار المضللة نفسها في بوتشا"، فيما رأى حليفه لوكاشينكو أنها "عملية نفسية خاصة من قبل الانكليز". وفي وقت سابق من الثلاثاء، وصف بوتين الهجوم العسكري الروسي بأنه "نبيل"، مؤكدا من جديد أنه جاء لإنقاذ الروس في دونباس من الإبادة الجماعية التي يديرها النازيون الأوكرانيون الجدد. كما سخر من الولايات المتحدة الثلاثاء قائلا إنها مستعدة لمحاربة روسيا "حتى آخر أوكراني"، معتبرا أن أنه على الرغم من "المأساة الحالية" فإن الأوكرانيين "شعب شقيق". وبعد نحو سبعة أسابيع على اندلاع الحرب، فشلت العقوبات الغربية في إخراج الروس من أوكرانيا ما يثير تساؤلات عن جدوى هذه الإستراتيجية المفيدة لكن ذات المفاعيل البطيئة حسبما قال خوان زاراتي المستشار في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية. وسمحت الحرب في أوكرانيا باختبار عملي حول فاعلية العقوبات ضد دولة قوية، خصوصا في ظل تنامي نفوذ الصين، حسب هذا المستشار السابق في إستراتيجية مكافحة الإرهاب للولايات المتحدة خلال ولاية الرئيس جورج بوش. وقال "أظهرت الأسابيع السبعة الأولى من الحرب والعقوبات أن هذه الإجراءات غير كافية. العقوبات لا يمكنها إعادة الدبابات، على الأقل ليس في الحال. كما نعلم أن التأثير الكامل للعقوبات لن يظهر إلا بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات". وتابع أنه "في الوقت نفسه، تُظهر الطريقة التي فرضت فيها العقوبات أنه من حيث التوقيت والمدى، لم يتم إقرارها بهدف تدمير الاقتصاد الروسي، بل تمت من منظور تدريجي. لذا فإن عزلة روسيا التدريجية عن النظام المالي الدولي والنظام التجاري الدولي وتأثير ذلك على الكرملين، ستزداد بمرور الوقت. نظام العقوبات ليس في مستواه الأقصى". وردا على سؤال حول الانقسام الأوروبي بشأن فرض حظر على النفط والغاز الروسيين بسبب الاعتماد عليهما وهل ستغير القرارات في هذا الاتجاه وضع النزاع؟، قال خوان زاراتي، إن القيود المفروضة على استيراد النفط والغاز الروسي ستكون انجازا كبيرا من شأنه أن يؤثر بشدة على الموارد المالية لروسيا ويمارس ضغوطا كبيرة على النظام. كما اعتبر أنها "ستسمح بفرض عقوبات أخرى، لا سيما على المصارف التي لم تشملها بعد العقوبات والتي تؤدي الآن دور الوسيط في المعاملات المتعلقة بعقود الطاقة. في نهاية المطاف سيضر ذلك بالاقتصاد الروسي". وأوضح في المقابل أن طلب السوق الدولي على النفط والغاز الروسي لن يتوقف ولن يكون من السهل على موسكو استبدال مستهلكيها الأوروبيين وذلك نظرا إلى أهمية حجم البنى التحتية الموجودة، خصوصا تلك المتعلقة بالغاز، لكن الدولة ستكون قادرة على بيع الطاقة لشركاء مثل الهند أو الصين.

مشاركة :