متابعة صفاء العبد : تختتم الجولة الحادية عشرة لدوري نجوم قطر لكرة القدم اليوم بمباراة في غاية الأهمية حيث سيكون الريان المتصدر بالدرجة الكاملة في مواجهة الغرافة على ملعب سحيم بن حمد بنادي قطر عند الساعة السادسة والنصف مساء .. وسيكون الفوز شعار كل من الفريقين حيث يتطلع الريان إلى مواصلة نجاحاته القياسية المتميزة لهذا الموسم والتي سجل خلالها حتى الآن عشرة انتصارات في سابقة غير معهودة ليحصد الدرجة الكاملة (30 نقطة) التي منحته حق الانفراد بالصدارة بفارق وصل إلى سبع نقاط عن أقرب مطارديه، في حين يسعى الغرافة إلى تصحيح مسيرته التي تعثرت كثيراً في الآونة الأخيرة بعد البداية الطيبة له هذا الموسم .. وعندما نشير هنا إلى التعثرات التي ترافق الغرافة فإنما نتحدث عما بعد الجولة الرابعة لأن الفريق كان قد سجل انطلاقة جيدة وحقق ثلاثة انتصارات في مبارياته الأربع الأولى إلى جانب التعادل مع حامل اللقب في الجولة الأولى، لكنه بدأ مرحلة التراجع منذ الجولة الخامسة التي تعرض فيها لأول هزيمة وكانت على يد الجيش (1 4) ليتبعها بثلاث هزائم أخرى كانت أمام الوكرة والسد وأخيراً أمام الخريطيات في الجولة الماضية الأمر الذي جعل الفريق يتراجع إلى المركز السابع برصيده البالغ (14) نقطة علماً أنه لم يسجل طوال الجولات الست الأخيرة سوى فوز وحيد كان على السيلية في الجولة قبل الأخيرة إضافة إلى تعادل مع أم صلال بدون أهداف .. والحال هذا كان قد دفع بإدارة النادي إلى إقالة المدرب البرازيلي شاموسكا وإناطة مهمة قيادة الفريق بمدرب الرديف أو مدرب الطوارئ في النادي حبيب الصادق الذي تمكن من تحقيق الفوز في أول مباراة يقودها وكانت مع السيلية (3 1) قبل أن يعود ويخسر بهدفين دون رد في المباراة التي أعقبتها أمام الخريطيات الأسبوع الماضي .. وفي كل الأحوال تبدو المؤشرات وكأنها تصب في مصلحة الريان الذي يخوض مبارياته بأعلى المعنويات وتحت قيادة مدرب كفء أثبت الكثير من الجدارة من خلال ما حققه في الجولات الماضية سواء على مستوى الأداء المتميز أو على مستوى النتائج الأمر الذي يجعلنا نذهب إلى أن الريان يبدو مؤهلا فعلا لمواصلة مشواره الناجح هذا .. غير أن الحديث عن المؤشرات أو التوقعات أو حتى الأرقام التي ترجح الكفة الريانية وبفارق كبير، يبقى غير كاف للتكهن خصوصاً وأننا نتحدث عن كرة القدم التي لا تقبل بأي توقعات من هذا القبيل لا سيما إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار حقيقة أن الغرافة ليس بالفريق السهل وأنه يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادراً على تقديم ماهو أفضل بكثير من هذا الذي قدمه في مبارياته الأخيرة .. وليس من شك طبعاً في أن الغرافة سيكون عازماً اليوم على تحقيق الفوز لاعتبارات عديدة لا تتوقف فقط عند محاولة تجاوز مرحلة النكوص والحصول على ثلاث نقاط يمكن أن تدفع به مجدداً للاقتراب من حدود مربع الكبار على أقل تقدير لاسيما وأن الفارق بينه وبين رابع المربع كان ثلاث نقاط فقط مع انتهاء الجولة الماضية .. بل إن ما يدفعه للبحث عن فرصة الفوز أيضا هو إدراكه معنى الفوز على المتصدر وإدراكه أيضاً قيمة مثل هذا الفوز الذي عجز عنه الآخرون وبالتالي محاولة إيقاف مسلسل الانتصارات الريانية وفي ذلك ما يمكن أن يعزز ثقة لاعبيه بأنفسهم وقد يدفع بهم نحو الظهور بمستويات أفضل فنياً ومعنوياً أيضاً في الجولات اللاحقة .. ومن هنا تحديداً نقول إن مباراة اليوم لن تكون سهلة على الريان حتى مع رجحان كفته وفقاً للمؤشرات الأولية .. ولعل مما يمكن أن يزيد من صعوبة المباراة على الريان هو أن الغرافة سيسعى إلى تفجير كل طاقات لاعبيه وهو أمر يدركه المدرب فوساتي جيداً مثلما أشار في أكثر من مناسبة عندما قال إن جميع الفرق تلعب أمام الريان بكل ما تمتلكه من قوة وتلك حقيقة يعرفها الجميع .. ومع ذلك نقول إن الغرافة سيكون اليوم أمام مهمة تتطلب منه أعلى درجات التماسك والصلابة على المستوى الدفاعي، ذلك أن أندرسون وبلال محمد والمهدي علي وادن علي سيحتاجون إلى جهد استثنائي كبير في مواجهة أخطر خط هجوم يضم أسماء لامعة مثل الثلاثي المنسجم جداً والمؤلف من سبستيان ومن خلفه تاباتا وغارسيا إلى جانب ما يمكن أن يفعله كاسيريز القادم من الخلف والذي يقدم مستوى رائعا في منطقة العمليات إلى جانب مايونجين كو .. ولا يتوقف الخطر الهجومي الذي يهدد دفاعات الغرافة عند هذا الحد بل إن الظهيرين محمد جمعة وعبدالحميد عناد يشكلان أيضاً خطراً مستمراً من خلال توغلاتهما الجانبية .. وفي مقابل ذلك فإن دفاعات الريان ولا سيما ثلاثي خط الظهر، المؤلف من الليبرو ناثان وموسى هارون وفييرا، ستحتاج إلى جهد كبير في مواجهة هداف الموسمين الماضيين ديوكو ومن خلفه مسعود شجاعي وياسين الشيخاوي وأيضاً القادمين من الخلف عبدالعزيز حاتم وأنس مبارك .. غير أن خطورة مثل هذه الأسماء ترتبط بالتأكيد بمدى قدرتها على الارتقاء بمستوياتها إلى ماهو معروف عنها وبالتالي تجاوز تلك الصورة الباهتة التي سبق وأن لازمت البعض منهم في مباريات سابقة.