يواجه ملايين الأشخاص في الصومال خطر المجاعة، حسبما أعلنت وكالات تابعة للأمم المتحدة، محذرة من أن هذا البلد الذي يشهد أزمات يقف على شفير كارثة إنسانية. ويعد صغار السن الأكثر عرضة لتداعيات الجفاف المتفاقم. تواجه الصومال ظروف مجاعة على وقع شح المطر وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية أعلنت وكالات تابعة للأمم المتحدة أن ملايين الأشخاص في الصومال يواجهون خطر المجاعة، محذرة من أن هذا البلد الذي يشهد أزمات يقف على شفير كارثة إنسانية. ويعد صغار السن الأكثر عرضة لتداعيات الجفاف المتفاقم. وقالت ممثلة لبرنامج الأغذية العالمي في الصومال اليوم الثلاثاء (12 نيسان/ أبريل) عبر رابط فيديو إن البلاد تواجه مجاعة، حيث من المقرر أن يحتاج ستة ملايين شخص دعما غذائيا في المستقبل القريب. وأشارت لارا فوسي لدى حديثها في إحاطة للأمم المتحدة إلى استمرار الجفاف لما بعد وقت البداية المعتادة لموسم الأمطار. وذكرت أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون المساعدات الغذائية قد تضاعف منذ بداية العام الجاري. وأوضحت أن برنامج الأغذية العالمي ليس لديه الموارد الكافية لمساعدتهم جميعا، حيث لم يتم تغطية سوى 4 % من التبرعات المطلوبة للعملية الصومالية. وأضافت فوسي: "نأخذ من الجوعى، لإطعام من يموتون جوعا". ويكافح برنامج الأغذية العالمي لتقديم مساعدات غذائية لـ 5ر2 مليون شخص، لكن ينقصه حاليا حوالي 140 مليون يورو (152 مليون دولار). من جهته أكد إتيان بيترشميت ممثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في الصومال إن برنامج الأغذية العالمي يشهد حاليا تحويل الحكومات المتبرعة أولويتها إلى أوكرانيا. وتشهد العديد من مناطق الصومال منذ أشهر جفافا شديدا تعاني منه أيضا دول أخرى في المنطقة منها إثيوبيا وكينيا، أتى على المحاصيل والماشية وأجبر أعدادا كبيرة من الناس على النزوح عن ديارهم. وأصدرت كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة الغذاء والزراعة (فاو) ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) بيانا مشتركا قالت فيه: "تواجه الصومال ظروف مجاعة على وقع شح المطر وارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية ونقص هائل في التمويل ما يجعل 40 بالمئة من الصوماليين تقريبا على شفير الهاوية". وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي للصومال الخضر دالوم في بيان "نحن فعليا على وشك أن نبدأ في أخذ الطعام من الجائعين لإطعام المتضورين جوعا" مضيفا أن هذا البلد بات "على شفير أزمة إنسانية". ويواجه ستة ملايين صومالي أو 40 بالمئة من السكان، مستويات كبيرة من انعدام الأمن الغذائي ، وفق تقرير جديد لـ"التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، أي بزيادة بمرتين تقريبا منذ مطلع العام، وفق الوكالات. والأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للمخاطر وسط ندرة الحصول على المواد الغذائية والحليب بسبب ارتفاع الأسعار ومشكلات متعلقة بالماشية. وقالت الوكالة النرويجية للاجئين إن 745 ألف شخص أجبروا على مغادرة ديارهم بسبب الجفاف الذي أعقب ثلاثة فصول غير ماطرة، مشيرة إلى بيانات وكالة الأمم المتحدة للاجئين. وجاء في بيان الأمم المتحدة أن الوكالات الإنسانية تمكنت مجتمعة من توفير المساعدة لقرابة مليوني شخص، لكنها حذرت من "فجوة خطيرة" في تمويلات المانحين، مشيرة إلى خطة لجمع 1,5 مليار دولار في 2022 لم تحقق سوى 4,4 بالمئة من هدفها. ولفتت الوكالة النروجية للاجئين إلى أن جميع كميات قمح الصومال تأتي من أوكرانيا أو روسيا، فيما تسجل أسعار القمح والسكر والزيت ارتفاعا في مناطق من البلاد. وكانت الكوارث الطبيعية، وليس النزاعات، في السنوات القليلة الماضية المسبب الرئيسي للنزوح في الصومال ، الدولة التي تمزقها الحرب والمصنفة بين أكثر الدول عرضة لمخاطر التغير المناخي. وتشهد الصومال أيضا أزمة سياسية على خلفية انتخابات تأخر إجراؤها، كما تحارب تمردا تشنه حركة الشباب الإسلامية المتطرفة منذ أكثر من عقد. ع.أ.ج/ ص ش (أ ف ب، د ب ا)
مشاركة :