تسببت الأدلة المتزايدة على الفظائع ضد المدنيين في إعادة حساب ا لخسائر المروعة للحرب في أوكرانيا، مما دفع قادة العالم إلى التهديد بفرض عقوبات أشد، بما في ذلك إغلاق صناعة الغاز الحيوية في روسيا وهي خطوة كان البعض يكره اتخاذها وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. وفي بوتشا وهي ضاحية تم تحريرها حديثًا شمال غرب العاصمة، ما زال السكان يعثرون على الجثث في الساحات والطرق بعد أيام من انسحاب القوات الروسية، لكن اكتشاف جثث معصمها مقيد هو الذي أثار غضبًا دوليًا كبيرًا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "على السلطات الروسية أن تحاسب على هذه الجرائم". ووصف رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي أعمال الجيش الروسي في بوتشا وبلدات أخرى حول كييف بأنها "أعمال إبادة جماعية". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "صدمته" إزاء صور القتلى المدنيين، قائلاً: "من الضروري أن يؤدي تحقيق مستقل إلى مساءلة فعالة". وحتى مع انسحاب القوات الروسية من كييف، واصلت روسيا قصف الساحل الجنوبي لأوكرانيا بضربات جوية على البنية التحتية. ووصفت الانسحاب بأنه تحرك تكتيكي لإعادة تجميع قواتها وسط خطط كبيرة تجاه منطقة دونباس في الشرق والجنوب. وضربت الصواريخ مدينتي أوديسا وميكولايف على البحر الأسود، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين، وقالت القيادة الجنوبية للدفاع الجوي الأوكراني إنها اعترضت صاروخين روسيين من طراز كروز. وأكدت وزارة الدفاع الروسية الضربات قائلة إنها دمرت مصفاة نفط وثلاثة مستودعات نفط حول أوديسا كانت تستخدم لإعادة إمداد الوحدات العسكرية الأوكرانية بالقرب من ميكولايف. وتركز انتباه العالم على مكان تواجد القوات الروسية أكثر مما كان عليه الآن، مع بوتشا في المقدمة. ومع اقتحام القوات الأوكرانية للضاحية، خرج المدنيون من الملاجئ الموجودة في الطابق السفلي إلى منظر طبيعي مليء بالجثث والدبابات المدمرة. وكان عدد القتلى كثير لدرجة أن المسؤولين المحليين لجأوا إلى حفر مقبرة جماعية خارج الكنيسة، حيث قال الطبيب الشرعي، سيرهي كابليشني، إن حوالي 40 جثة تم دفنها أثناء العملية العسكرية الروسية. وفي مقابلة، قال السيد كابليشني إن فريقه جمع أكثر من 100 جثة أثناء وبعد القتال، بما في ذلك جثث أكثر من عشرة رجال كانت أيديهم مقيدة وأصيبوا برصاص في الرأس. وقالت المدعية العامة الأوكرانية، إيرينا فينيديكتوفا، في منشور على فيسبوك الأحد إنه تم انتشال جثث 410 أشخاص بدا أنهم مدنيون من منطقة كييف. من جهته قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع برنامج "Face the Nation" على شبكة سي بي إس: "إننا نتعرض للتدمير والإبادة، وهذا يحدث في أوروبا القرن الحادي والعشرين". ورفضت وزارة الدفاع الروسية جميع الاتهامات بأن قواتها ارتكبت فظائع في بوشا، قائلة إنه "لم يصب أي مدني" بينما كانت البلدة تحت السيطرة الروسية. وقالت إن الصور ومقاطع الفيديو من المنطقة "أعدتها الحكومة الأوكرانية".
مشاركة :