من أهم المشاكل التي تواجه وتؤرق الرجال في مرحلة من مراحل حياتهم وبالأغلب بعد سن الستين والسبعين هي تضخم البروستاتا الحميد؛ ومن أهم الأسئلة التي يتم طرحها من قبل المريض هي: ما الأعراض والمضاعفات المصاحبة لهذا التضخم وماهي طرق المعالجة وهل من الممكن أن يسبب هذا التضخم نوعا من أنواع السرطان؟ في البداية لنتعرف على هذا المرض هو عبارة عن تضخم وزيادة حجم غدة البروستاتا المتواجدة حول الإحليل الذي يقوم بنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم وتتفاوت نسبة التضخم بحسب حالة كل مريض وينتج هذا التضخم كنتيجة طبيعية للتقدم بالعمر، وتتلخص أعراضه بصعوبة التبول وتكرار عملية التبول وبكميات صغيرة وعدم القدرة على تفريغ المثانة بشكل كامل مع تكرار التبول في فترة الليل ونتيجة لهذه الأعراض ينتج لدى المريض التهابات المسالك البولية واحتباس البول وفي بعض الأحيان وجود حصى الكلى، للأسباب سالفة الذكر، وقد يلجأ الطبيب المعالج في بعض الأحيان إلى معالجة هذه المضاعفات قبل البدء بمعالجة المشكلة الرئيسية سواء كانت باستخدام المضادات الحيوية أو باختيار العلاج المناسب لكل حالة. مع تقدم العلم وتطوره لم يعد العلاج مقتصراً على علاج واحد أو اثنين وإنما هنالك العديد من العلاجات المتاحة لدى المريض نذكر منها: الأدوية والعمليات الجراحية والعلاج بالمنظار والقسطرة الشريانية والعلاج بالليزر والأشعة التداخلية والكي ودعامات البروستاتا، وهناك عدة عوامل تساعد على تحديد نوع العلاج المتبع منها: حجم الغدة المتضخمة ورغبة المريض باتباع العلاج الذي يتناسب مع حالته، ومن الأدوية المستخدمة لتخفيف حدة أعراض تضخم البروستاتا هي أدوية غالقات مستقبلات ألفا منها: التامسيولوسين Tamsulosin ويستخدم هذا العلاج إذا كان التضخم بسيطاً أو متوسطا ومن مميزاته أن نتائجه تظهر بغضون يومين إلى ثلاثة أيام، ومن العلاجات المستخدمة لتقليل حجم البروستاتا المتضخمة هي أدوية المثبطات الهرمونية مثل: الفيناستريد Finasteride وتتميز هذه العلاجات بفعاليتها في تقليل حجم الغدة المتضخمة ولكن بعد فترة علاج تتراوح بين ثلاثة إلى ستة شهور؛ قد تستخدم هذه الأدوية لعلاج أمراض أخرى لذلك يجب عدم استخدام أي علاج إلا بعد استشارة الطبيب والصيدلاني المختص. من المتعارف عليه في مجتمعنا أن الجميع يسارع لنجدة ومساعدة المريض بوصف الخلطات الشعبية بالإضافة للأدوية العشبية ولكنها تعتبر من الممارسات الخاطئة إذا لم تكن تحت اشراف واستشارة الطبيب المعالج والصيدلاني، ومن المهم أن نذكر أن الحفاظ على نمط حياة صحي ضروري جداً، وذلك باتباع نظام أكل صحي بالإضافة لممارسة الرياضة المناسبة لكل عمر ومن أهم الرياضات المناسبة لجميع الفئات العمرية هي رياضة المشي مع الحفاظ على شرب كميات كافية من السوائل وتجنب المشروبات المنبهة مثل المشروبات الغازية والقهوة والشاي مع الحفاظ على دخول الحمام للتبول خمس إلى ست مرات يومياً. في النهاية تضخم البروستاتا الحميد لا يعتبر من الأمراض التي تسبق الأورام الخبيثة أو تسببها ولذلك لا داعي للقلق حين يعلم الرجل أن لديه تضخماً حميداً بالبروستاتا، ولكن يلزمه متابعة طبيب المسالك البولية لعلاج أعراض تضخم البروستاتا مع اجراء فحوصات روتينية ومنع مضاعفاته المستقبلية لا سمح الله. * قطاع الرعاية الصيدلية
مشاركة :