أطلقت الهيئة العربية للمسرح مسابقاتها الثلاث في التأليف والبحث للعام 2022، وهي مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، ومسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال في نسختيهما الخامسة عشرة، والمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، المخصصة للباحثين الشباب حتى سن الأربعين في نسختها السابعة، وكعادتها تعمل الهيئة على تناول الأسئلة المشتبكة مع واقع يعيشه العالم. وتسعى الهيئة لاستقطاب النصوص الموجهة للكبار التي تنتصر للحياة في مواجهة الموت وتسليعه، إذ حمل الإعلان عن المسابقة مدخلا لهذا الناظم الذي عنونت به مسابقة تأليف النصوص الموجهة للكبار، جاء فيه أن “العالم يعيش موجات مجنونة من الموت، موت بأشكال وأعداد ووسائل وأسباب لم تعرفها الإنسانية بكل هذه الكثافة والبشاعة، وهناك تسليع الموت، كما يتم تسليع الإنسان وحياته، والموت مَجَازٌ حين تعز الحياة؛ من هنا، ومن كون المسرح فعل حياة وحياة فعل، لا بد من نصوص تدافع عن الحياة في وجه هذا كله”. وأضاف البيان “نضع هذه الثيمة الناظمة للنسخة الخامسة عشرة من مسابقة تأليف النص الموجه للكبار التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح في إطار البرنامج الثقافي والفني الذي وضعته، وخصت هذه النسخة بناظم درامي ‘نصوص تنتصر للحياة في مواجهة الموت وتسليعه‘، نصوص تنتصر للحياة في مواجهة ضروب وأشكال وأسباب وفنون الموت التي تتجلى صورتها في الحاضر والمُعَاش، نصوص تؤكد على أن الإنسان والإنسانية هما جوهر الحياة ومعناها”. أما مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال فتخصص هذا العام للنصوص التي تحتفي بالأطفال المبتكرين أصحاب الإرادة والتحدي. ويأتي ذلك “سعيا لتكريس الإيجابية نماذج وأفعالا في حياة الطفل” كما ورد في بيان الهيئة، التي وضعت مدخلا وناظما لهذه النسخة جاء فيه “تستمر الهيئة العربية للمسرح في برنامجها الثقافي والفني الاستراتيجي الذي وضعته للمساهمة في تنمية المسرح العربي ونصوصه وتحفيز الكتّاب المسرحيين العرب؛ واهتماما بمسرح الطفل، بتنظيم النسخة الخامسة عشرة من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال للعام 2022”. وأضاف “خصصت المسابقة لنصوص كُتِبَتْ ضمن ثيمة ‘نصوص تحتفي بالأبطال من الأطفال أصحاب الابتكار والإبداع والإرادة والتحدي‘، نصوص تتفاعل مع حياة الطفل المعاصر، وتفتح أفق المستقبل، نصوص تساهم في بناء وتكوين الطفل من خلال نماذج درامية ملهمة لشخصية الطفل في النصوص المؤلفة؛ موجهة للفئة العمرية من سن السادسة إلى الثامنة عشرة سنة”. وخصص موضوع مسرح الصدمة وتجلياته في المسرح العربي لجوائز البحث العلمي، إذ أن الهيئة العربية للمسرح تسعى في عملها الاستراتيجي لتوفير مناخات الدراسات والبحث العلمي في سبيل تنمية المسرح وصولا إلى مقاربة الشعار الرئيس الذي قامت عليه الهيئة “نحو مسرح عربي جديد ومتجدد” و“المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد”، من هنا تطلق الهيئة النسخة السابعة من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي في العام 2022، وهي تنظر إلى النسخ الست السابقة بعين التقويم والتدقيق من أجل الوصول إلى مستويات بحثية رصينة ومجددة. ومن منطلق اسئلة سطرها الأمين العام للهيئة إسماعيل عبدالله في رسالة اليوم العربي للمسرح 2021 التي شدد فيها على أنه “علينا أن نشاغب المستتب من المعارف، أن نتوقف عن استهلاك ذات النظريات، أن نساهم في مساءلة العلوم، أن ننقد نقدنا، أن نضع منهاجا جديدا لأكاديمياتنا؟”، يقول عبدالله “في هذا العام نفتح بابا لمساءلة حارة، حيث كثر الحديث عنما يسمى ‘مسرح الصدمة‘ وفق ترجمة الدكتور صالح مهدي حميد شكري لمصطلح كان عنوان كتاب للناقد البريطاني أليكس سيزر (المسرح بمواجهتك/ في وجهك In Your Face Theatre)، حيث ارتبط هذا النمط المسرحي بمفهوم الاعتراض الغاضب إلى درجة صفع المتلقي في وجهه بكل قوة، ويعتقد البعض أن هذا تيار مسرحي جديد ظهر في السنوات الخمسين الأخيرة، ويجد البعض الآخر أن مظاهره قد تجلت في تجارب أدبية ومسرحية مختلفة الأزمان، مثل تراجيديات الانتقام القديمة والحديثة ومسرح القسوة وتجارب تجلت في القرن الماضي. والأحداث التاريخية التي أعلنت الموت والقتل وأباحته أمام العامة لأسباب عديدة ومتناقضة أحيانا”. من هنا تفتح الهيئة الباب في هذه النسخة من المسابقة للاشتباك بطرح الناظم التالي “تجليات مسرح الصدمة في التجارب المسرحية العربية (نصوصا، إخراجا، تمثيلا وتصميما) بين إلغاء الحدود، تحطيم المحرمات، إعلان الاعتراض والغضب، والرغبة الجامحة في تطهير العالم من شروره”. هذا وقد وضعت الهيئة ضوابط لكل مسابقة تساهم في ضمان الأصالة والجدة والابتكار، حيث اكتسبت هذه المسابقات على مدار نسخها السابقة أهمية لكونها بوابة لتقديم الأسماء والأقلام والعناوين الجديدة والمجددة، كما أن أصالة الأبحاث والمؤلفات كانت معيارا أساسيا وميزة لهذه المسابقات التي يقوم على تحكيمها مبدعون عرب وأكاديميون باحثون راسخون.
مشاركة :