كشفت بيانات لبنك إنجلترا المركزي أمس عن أن الموافقات على الرهون العقارية في بريطانيا انخفضت الشهر الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ حزيران (يونيو) 2020، في أحدث مؤشر على تباطؤ نشاط سوق الإسكان بعد انتهاء الإعفاء الضريبي على عمليات شراء المنازل. وبحسب "رويترز"، قال بنك إنجلترا إن البنوك وافقت على 67199 قرضا عقاريا في تشرين الأول (أكتوبر)، وهو ما يقل عن كل توقعات الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت آراؤهم وينخفض عن 71851 قرضا في أيلول (سبتمبر). وأشارت استطلاعات أخرى إلى تباطؤ عدد المنازل المطروحة في السوق، الأمر الذي رفع أسعار المنازل إلى مستويات قياسية جديدة. وأظهرت بيانات بنك إنجلترا أيضا أن الإقراض الاستهلاكي غير المضمون ارتفع بمقدار 706 ملايين جنيه استرليني "941 مليون دولار" بعد عمليات السداد، وهي أكبر زيادة صافية منذ تموز (يوليو) 2020 ومدفوعة في الأغلب بالإنفاق عبر بطاقات الائتمان. وارتفع إجمالي اقتراض المستهلكين بمعدل سنوي 3.3 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر)، وهو المعدل نفسه المسجل في آب (أغسطس) والأعلى بالتساوي منذ الأشهر الثلاثة حتى نهاية شباط (فبراير) 2020. إلى ذلك، صعد وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي المعركة الكلامية مع المملكة المتحدة بشأن معابر القنال الإنجليزي أمس، منتقدا نموذجا اقتصاديا بريطانيا وصفه بأنه يصل إلى مستوى "العبودية العصرية". ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن كليمنت بيون قوله في إذاعة فرانس إنتر، إن المهاجرين ينجذبون إلى المملكة المتحدة لأنه من الأسهل العثور على عمل منخفض الأجر في السوق السوداء. وجاءت الانتقادات بعد أن أجرت الحكومة الفرنسية محادثات مع حلفاء أوروبيين الأحد حول كيفية منع الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة، لكن مع سحب دعوة لبريتي باتيل وزيرة الداخلية البريطانية لحضور الاجتماع. وقال بيون "لماذا يريد المهاجرون الذهاب إلى المملكة المتحدة؟. بسبب اللغة، ولأنهم يحاولون الانضمام إلى عائلاتهم، ولأن هناك نموذجا اقتصاديا يعد أحيانا شبه عبودية عصرية". وحث بيون على تعاون أكبر مع لندن بشأن المعابر. وذكر أن فرنسا يجب ألا تتخلى تماما عن اتفاق بشأن إدارة الحدود بين البلدين، لكنه دعا إلى نهج حازم في مراجعة كيفية عمل البلدين معا. ويواجه رئيس الوزراء بوريس جونسون اتهامات "بالسخرية" من العلاقات البريطانية - الفرنسية، وطالبه مسؤول فرنسي "بتحمل المسؤولية" في أزمة المهاجرين عقب حادث الأسبوع الماضي. وذكرت وكالة "بي أيه ميديا" البريطانية أن جيرالد دارمانان وزير الداخلية الفرنسي قال إن جونسون تصرف "بصورة غريبة" من خلال اختياره نشره خطاب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقع "تويتر"، يشرح من خلاله حلوله المقترحة للقوارب الصغيرة التي تعبر القنال الإنجليزي. وأثار هذا التصرف غضب باريس، التي قامت بسحب دعوة لبريطانيا للانضمام إلى مباحثات مع وزراء أوروبيين بشأن كيفية الحد من تدفق المهاجرين، بحسب "الألمانية". وقد التقى وزراء داخلية فرنسا وهولندا وبلجيكا والمفوضية الأوروبية في كالية الأحد، ولكن لم تحضر وزيرة الداخلية بريتي باتيل أو أي من المسؤولين البريطانيين الاجتماع. وجاء خطاب جونسون لماكرون عقب انقلاب قارب في القنال الإنجليزي الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل 27 شخصا. وقال دارمانان إن جونسون لجأ "للسخرية" من فرنسا من خلال حث باريس على "استقبال مهاجريها". وأضاف في حوار لقناة "بي إف تي في"، "عندما يكون هناك تبادل دبلوماسي جاد.. وحياة أشخاص على المحك.. وبعد بضع دقائق ترى أن خطابا، لم يذكره أحد من قبل، منشور على تويتر من رئيس الوزراء البريطاني لرئيس الجمهورية الفرنسية قبل أن يتلقاه رئيس الجمهورية، إنه أمر غريب إلى حد ما". وأضاف "عندما يقول هذا الخطاب باللغة الانجليزية إنه على فرنسا" استقبال جميع مهاجريها، "هذا أمر مثير للسخرية". وأوضح أن العلاقات البريطانية - الفرنسية ليست طبيعية حاليا. وغرد دارمانان مطالبا الحكومة البريطانية "بتحمل المسؤولية " في أزمة المهاجرين. وتم الاتفاق بعد مباحثات أمس الأول على أن تقوم وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" بمراقبة شواطئ القنال لرصد الأشخاص الذين يعبرون ابتداء من الأول من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
مشاركة :